الواقعة الثانية.. دارت أحداثها فى منطقة الوراق بالجيزة، وفيها اشتركت زوجة شابة مع عشيقها فى قتل زوجها العجوز، بعد أن ضبطهما متلبسين فى وضع مخل، ثم تخلصا من الجثة بإلقائها فى خزان للصرف الصحى.. تفاصيل الحادث مليئة بالأحداث المثيرة يرويها محقق «فيتو» كما جاءت على لسان الزوجة المتهمة فى السطور التالية: بكلمات تقطر ألما وحزنا.. بدأت « فريال» اعترافاتها امام المحقق قائلة: « صدقونى.. انا الضحية وليس زوجى القتيل.. عشت سنوات سوداء تذوقت خلالها أقسى انواع العذاب البدنى والنفسى، ولم أر يوما واحدا سعيدا، وفى النهاية ها أنا ذا أنتظر حكم الإعدام».. تنهدت فى حسرة واستطردت: « حكايتى أو مأساتى بدأت عندما توفيت والدتى، وتزوج والدى من امرأة أخرى، كان كل همها أن تضايقنى وان تخرجنى من المنزل.. حرضت والدى علىَّ، فاعتاد ضربى وإهانتى أمام الناس بلا سبب سوى إرضاء زوجته.. تعرفت على شاب يدعى «علاء» وربطتنى به قصة حب وتمنيت أن أتزوجه ليخلصنى من العذاب الذى اعيش فيه، وكدت أطير من الفرحة عندما أخبرنى بأنه سيحضر مع عمه لزيارتنا.. وفى الموعد المحدد جاء علاء وعمه «ابراهيم» البالغ من العمر «67 سنة» لخطبتى، وفى ذلك اليوم حدث ما لم يخطر لى على بال، حيث ظل العجوز يتحدث فى موضوعات مختلفة ولم يتطرق الى موضوع الخطبة او الزواج حتى انصرفا.. استغربت جدا من هذا التصرف، واتصلت بعلاء للاستفسار منه عما حدث، فأكد لى انه أيضا أصيب بالدهشة من هذا التصرف، وان عمه لم يعطه مبررا واضحا لعدم فتح موضوع الخطوبة الذى حضرا من أجله.. بعد عدة أيام فوجئت بوالدى يخبرنى بأنه وافق على زواجى من عريس «لقطة» وحدد معه موعد الزواج.. رفضت بشدة فضربنى وأهاننى مجددا بالاشتراك مع زوجته، وكانت الصدمة التى زلزلت كيانى عندما اكتشفت ان العريس هو العجوز عم «علاء»! صمتت المتهمة قليلا، وأضافت: « لم استطع المقاومة وتزوجت العجوز رغما عنى، ورغم فارق السن الكبير بينى وبينه والذى يصل الى «47 سنة».. عشت معه أياما كأنها الجحيم ذاته، وكان يعاملنى وكأننى جارية اشتراها بأمواله، وحبسنى فى شقته ومنعنى من الخروج منها لأى سبب من الأسباب، خصوصا أن ابن شقيقه «علاء» يقيم فى الطابق الأرضى من نفس المنزل.. مع الوقت بدأ علاء يتصل بى فى ساعات متأخرة من الليل، وعند خروج زوجى وتحدثنا عن حبنا الضائع لساعات طويلة.. شيئا فشيء قررنا ان نلتقى بعيدا عن الأنظار.. بدأت فى وضع المنوم لزوجى فى عصير المانجو وعندما يستغرق فى النوم، أنزل الى شقة علاء لأرتشف معه ومنه كئوس الحب الحرام، وتكررت هذه العلاقة أكثر من مرة إلى ان حملت منه. توقفت «فريال» عن الكلام فجأة، وكأنها تذكرت كابوسا مرعبا، وقالت وهى تغالب دموعها: « يوم الحادث.. أخبرنى زوجى بأنه مسافر الى الأسكندرية.. فرحت كثيرا بهذا الخبر وبعد خروجه أسرعت إلى عشيقى لقضاء اليوم كاملا معه.. وأثناء جلوسنا معا، فوجئت بالعجوز يدخل علينا وفى يده فرد خرطوش، ويخبرنا بأنه كان يعلم بعلاقتنا منذ فترة، وانه أوهمنى بسفره حتى يضبطنى متلبسة، ثم أطلق رصاصة أصابت عشيقى فى ساقه، وقبل أن يطلق الثانية تحامل علاء على آلامه، وانقض على عمه ووجه له طعنات نافذة بسكين حاد ثم ذبحه، وتخلصنا من الجثة بإلقائها فى خزان صرف صحى ملحق بالمنزل.. بعد ذلك هرب علاء وطلب منى إبلاغ الشرطة باختفاء زوجى.. نفذت طلبه ولكنى فوجئت بابنة زوجى تتقدم ببلاغ تتهمنى فيه بقتل والدها بالاشتراك مع ابن عمها «علاء».. حاولت الإنكار ولكننى لم اتمكن واعترفت بكل شيء». انخرطت المتهمة فى بكاء مرير وهى تردد: « أنا مظلومة.. لم أفعل شيئا استحق عليه العقاب.. الجميع ظلمنى.. أبى وزوجته.. وزوجى العجوز الذى اشترى جسدى بأمواله، وحطم قلبى بجبروته».. لم تستطع التحدث بأكثر من ذلك بعد ان تحول بكاؤها الى نحيب.. فتركها المحقق وانصرف.