مثل ما تكثر الأعياد والاحتفالات الدينية فى الديانة المسيحية، تكثر كذلك الكنائس التى يحرص المسيحيون على زيارتها ويشدون إليها الرحال، لإقامة الاحتفالات وممارسة الطقوس الدينية الخاصة بهذه الأعياد فى تلك الكنائس. الكاتدرائية بالإسكندرية هى أقدم الكنائس في مصر وفي إفريقيا كلها، وقد افتتحت للصلاة لأول مرة عام 62 ميلادية مع دخول المسيحية إلى مصر، من خلال مارمرقس، ويشد إليها الرحال لقيمتها التاريخية، كما أنها المقر البابوى لبابا الإسكندرية. وقد تعرضت الكنيسة للتخريب وإعادة البناء مرات عديدة، وهى تحتوي على سبعة مذابح لإقامة القدَّاسات؛ المذبح الأوسط بالكنيسة الكبرى (ويُقام فيه القداس يوميًا)، وهو على اسم السيدة العذراء والقديس مارمرقس الإنجيلي، والمذبح البحري بالكنيسة الكبرى وهو على اسم رئيس الملائكة ميخائيل، والمذبح القبلي بالكنيسة الكبرى وهوعلى اسم الشهيد العظيم مارجرجس، وقد تم تدشين المذابح الثلاثة عام 1952، ومذبح مع كنيسة صغيرة على اسم الشهيد مارمينا؛ وموقعه بالدور العلوي القبلي، وقد أنشأه البابا كيرلس السادس عام 1963، ومذبح مع كنيسة صغيرة على اسم القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين؛ وموقعه بالدور العلوي البحري، وقد اهتم بإنشائه عام 1975 القمص أنطونيوس ثابت- كاهن الكنيسة وكيل البطريركية- في ذلك الوقت، ومذبح مع كنيسة صغيرة على اسم الأنبا أبرام أسقف الفيوم؛ وموقعه أسفل المزار البحري للقديس مارمرقس، ومذبح مع كنيسة جميلة لإقامة قداس خاص أسبوعيًا للأطفال. الكاتدرائية المرقسية بالعباسية هى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بنيت فى الستينيات من القرن الماضي على أرض الأنبا رويس بجوار الكنيسة البطرسية، وبناها بطرس باشا غالى، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى تبرع بعدة آلاف من الجنيهات للبدء فى تشييدها، وحضر حفل افتتاحها برفقة الإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور الحبشة (إثيوبيا)، وتكتسب تلك الكنيسة أهميتها الروحية كونها مقر بابا الإسكندرية في القاهرة. كنيسة العذراء السريان هي أجمل الكنائس، وتمتاز بالنقوش الجميلة التى تغطى جدرانها وأبوابها وقبابها، وهى أقدم مكان فى دير السريان بوادى النطرون بعد مغارة الأنبا بيشوى التى تقع غرب الكنيسة"، وشجرة مارافرام السريانى التى تقع شرق كنيسة المغارة بالدير. كنيسة الأربعين بوادى النطرون تكتسب شهرتها من تاريخ إنشائها، وسميت على اسم شهداء "سبسطية" بسوريا إذ كانوا جنوداً شجعاناً فى عهد ليكينوس قيصر 313 م الذين لقوا حتفهم فى بحيرة من الجليد؛ لأنهم رفضوا إنكار دينهم، وتقول الرواية إن الحارس عليهم شاهد أربعين إكليلا استقرت على 39 منهم، وبقى واحد معلقا، لأن صاحبه غُلب من البرودة والتجأ إلى الحمام الساخن فمات لوقته، فأسرع ذلك الحارس وأعلن إيمانه ونزل إلى بحيرة الجليد فاستقر عليه الإكليل المعلق واستشهد معهم. كنيسة العذراء المغارة تقع بجوار شجرة مارافرام السريانى، وملاصقة للسور البحرى لدير السريان بوادى النطرون، ويوجد بها ثلاثة هياكل: الرئيسى للسيدة العذراء، والقبلى مارمرقس الرسول، والبحرى مارجرجس أمير الشهداء. كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل تقع أعلى الحصن القديم بدير السريان بوادى النطرون، ويوجد بمقصورة القديسين بالدير أنبوبتان، الأولى بها رفات الأنبا يحنس كاما، والثانية بها جزء من مارافرام السريانى، وكان يوجد بالحصن القديم صندوق من الأبنوس به أجزاء من القديسين "القديس ساويرس، والقديس ديسقورس، والقديس قرياقوس ويوليطه أمه، والشهيد تادرس المشرقى، والأربعين شهيدا بسبسطية والقديس يعقوب الفارسى، والقديس يحنس القصير، والأنبا موسى الأسود، وأيضا جزء من شعر مريم المجدلية". كنيسة العذراء مريم كنيسة العذراء «مريم» بدير السريان بالقاهرة والمعروفة بالعزباوية، ويقع بالقرب من الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك، وسر ارتحال المسيحيين إلى تلك الكنيسة احتواؤها على "الأيقونة المعجزية"، إذ يلجأ إليها كثير من المرضى، وأصحاب المشاكل، والطلبة أثناء الامتحانات ويتشفعون بها من أجل قضاء حوائجهم، وتقع هذه الأيقونة فى مقصورة للسيدة العذراء وهى تحمل الطفل يسوع المسيح، ويوحنا المعمدان يقبل قدميه الطاهرتين ويجواره الحمل.