سافر يوسف السباعى إلى قبرص على رأس وفد مصرى لحضور مؤتمر التضامن "الأفرو آسيوى" السادس، بصفته أمين عام منظمة التضامن، فى 18 فبراير 1978، وفى الطابق الأرضى بدأ المؤتمر الذى عقد بمدينة "نيقوسيا"، وحين توقف الأديب يوسف السباعى أمام منفذ لبيع الصحف مجاور لقاعة المؤتمر أطلق عليه شخصان ثلاث رصاصات أردته قتيلًا، وأعلن وقتها أنهما فلسطينيان، لكن أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية عدم علاقتها بالموضوع، وما زال السؤال حائرًا.. من قتل السباعى؟ بعد اغتيال السباعى أخذ القاتلان نحو ثلاثين شخصًا من أعضاء المؤتمر من جنسيات متعددة كرهائن مقابل تأمين السلطات القبرصية لخروجهم خارج البلاد، واستجابت قبرص، وخرج القتلة على طائرة خاصة من مطار لارناكا ومعهم الرهائن، إلا أنه رفضت أى دولة استقبال الطائرة على أراضيها، فغادروا مرة أخرى إلى نيقوسيا. أرسل السادات طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة للقبض على القتلة وتحرير الرهائن، إلا أن قبرض حذرت من الهجوم المصرى على الطائرة، وأمر قائد الصاعقة المصرى بالهجوم الشامل على الطائرة، وردت القوات القبرصية بالضرب، وقتل خمسة عشر من ضباط الصاعقة، وجرح أكثر من 80 شخصًا من الطرفين، وقبض على باقى أفراد الصاعقة المصريين. وسافر بطرس غالى، وزير الخارجية، إلى قبرص، واستعاد رجال الصاعقة المعتقلين، وعاد بجثث الضحايا، وأجريت فى مصر جنازة شعبية عسكرية كبرى شارك فيها السادات لتكريم الشهداء. وحوكم قتلة السباعى فى قبرص، وحضر المحاكمة المدعى العام المصرى المستشار عدلى حسين، وحكم عليهما بالإعدام، وبعدها أصدر الرئيس القبرصى قرارًا بتخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة.