- زيارة مرتقبة ل«السودان».. والأوضاع الأمنية المتردية تمنع دخول الرئيس الأراضي الليبية - «السيسي» يشكر المملكة العربية السعودية على «الدعم».. والإمارات محطته الثانية - «إن عدتم عدنا».. الرسالة الأولى والأخيرة من «المشير» ل«قطر وتركيا وإيران» لم يقف معه أحد.. العلاقات شبه مضطربة مع دول الجوار.. أصدقاء الأمس تحولوا ب» فعل فاعل» ل«شهود صامتين».. وعدد قليل منهم أصبحوا - ما بين طرفة عين وانتباهتها - أعداء يتمنون له «الخسارة».. لم يقف طويلا أمام خريطة العالم.. أبلغ مساعديه بأنه يريد خريطة «الوطن العربي».. تجول في صمت ما بين الدول، ثوان معدودة واتخذ القرار.. «الخليج هو الحل».. اختار «السيسي» وجهته الأولى.. البعض قال «المشير بيرد الجميل».. والذين يرفضونه من البداية قالوا «يقدم فروض الطاعة والولاء».. طرف ثالث أصبح لديه يقين شبه كامل بأن «مصر.. عادت لحضن العرب». المعسكر العربي.. قرر المشير عبد الفتاح السيسي الانضمام إليه، بعد ساعات قليلة من عزل الرئيس السابق محمد مرسي.. حاول استثمار «المحبة» التي في قلوبهم لمصر.. وبالفعل «جاء الدعم».. المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة الدول التي تحدثت عن «ثورة 30 يونيو».. باركتها من اللحظة الأولى.. منحتها «شيك على بياض».. فتحت خزائنها لدعم «الشقيقة الكبرى» مصر..وعلى نهجها صارت بقية الدول العربية عدا إمارة قطر. إعادة «تشكيل الخريطة» البعض أكد أن انتصار 30 يونيو وإزاحة «الإخوان» عن حكم مصر، لا يتعدى كونه أولى حلقات سيناريو إعادة «تشكيل المنطقة» وترتيب الأوراق.. تحديد الأصدقاء.. الحلفاء.. والأعداء أيضا.. وجاء صعود المشير عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم كحلقة ثالثة في السيناريو ذاته، والبعض اعتبرها واحدة من الحركات المحورية في السيناريو ذاته، ف»الكاريزما» و«الشعبية» التي يتمتع بها الرجل جعلت قطاعا عريضا من المصريين ينتظرون «ناصر جديد».. وقطاع لا بأس به في العالم العربي، يضع على «استقرار مصر» أمنيات عدة أهمها استقرار المنطقة برمتها. «السعودية محطتى الأولى خارجيا».. من الممكن أن تكون تلك الزيارة بحثا عن «البركة» في الأراضى المقدسة.. ومن الجائز أيضا أن تكون مجرد زيارة عادية، لا تتعدى كونها «رسالة شكر» ل«الرياض».. لكن الأهم في هذا الأمر أن «السيسي» بقراره هذا يعتبر واحدًا من الرؤساء العرب القلائل الذين أنهوا فكرة «مباركة الأمريكان».. واختار أن يكون صاحب «الخطوة الأولى» في «التقليد الجديد». وتعقيبا على اختيار «السعودية» كمحطة أولى ل«طائرة الرئاسة» قال السفير نبيل بدر: اختيار السيسي للمملكة السعودية كوجهة أولى لزيارته الخارجية اختيار مناسب، يعكس البعد الخلقى للمرشح السيسي، ويعكس أيضا أنه كزعيم مصرى لا ينسى رد الفضل لأصحابه، ويأتى تقديرا للدور الداعم لدول الخليج، وبالأخص المملكة السعودية، التي وقفت إلى جوار مصر بقوة في أعقاب ثورة 30 يونيو، وتحرك المؤسسة العسكرية في 3 يوليو، في وقت كانت مصر فيه في حاجة إلى دعم، وتحرك دولى لتغيير الصورة، وإعلان حقيقة الموقف الذي تعيشه القاهرة. «بدر» أكمل بقوله: ومن المتوقع أن تكون المحطة التالية ل«طائرة السيسي الرئاسية» إحدى الدول الخليجية التي سبق وأعلنت دعمها ل«القاهرة» بعد رحيل حكم الإخوان»، وأتوقع أن تكون واحدة من اثنتين إما الإمارات العربية المتحدة أو الكويت، وإن كانت الأولى هي الأقرب لأن تكون المحطة الثانية، نظرا لدورها البارز في دعم مصر بعد 30 يونيو، ومحاولتها الدائمة في استخدام علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية أيضا في تحسين صورة مصر أمام العالم الغربي. الأمر ذاته أكده السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق بقوله: هذا الأمر المتعارف عليه في العمل الدبلوماسي، فالوجهة الأولى تكون للأشقاء، أما الرحلة الرئاسية الثانية فلابد أن تكون للأطراف من دول الجوار التي يأتى منها بعض السوء، أو الوضع السيئ وهو ما ينطبق على كل من ليبيا والسودان، ونظرا للوضع الأمني المتردى الذي تعانيه ليبيا، فقد تكون الوجهة الثانية إلى السودان، وذلك لتأمين دور مصر الإيجابى فيما يتعلق بمياه النيل، إضافة للعمل على ضخ استثمارات عربية هناك في إطار الأمن الغذائى هناك. وأكمل «خلاف» قائلا: الوجهات التالية فيما بعد تكون في إطار العلاقات الدولية المهمة، وتأتى في ذلك الولاياتالمتحدة، دول الاتحاد الأوربي، وروسيا، والصين وغيرها، مشيرا إلى ضرورة تنويع اتجاهات التحرك الدولى وعدم إبراز صورة حادة، والتوجه لكل الأطراف التي قد تكون معاونة لنا في المرحلة الجديدة. ولفت «خلاف» إلى ضرورة أن تهبط «طائرة الرئاسة» في مطارات «دول التعاون» التي كانت لها إسهامات كبيرة أيضا مع القاهرة مثل الهند والبرازيل، وبقية الدول التي يجب أن تربطها ومصر علاقات مميزة، أما فيما يتعلق بالدول التي تأخذ موقفا صعبا منا، على غرار، إيران، قطر وتركيا، على أهمية توصيل رسائل إيجابية لها والقول: «إن عدتم عدنا». من جانبها أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية السابق، أن العلاقات المصرية الخليجية في عهد المشير «السيسي» ستشهد تحسنًا كبير في العديد من الملفات بسبب طبيعة شخصيته المتزنة البعيدة عن الإنفعالية. وأوضحت إن العلاقات المصرية المصرية الخليجية سوف تشهد تطور كبير في نفس الاتجاه التي تسير عليه منذ إندلاع ثورة الثلاثين من يونيو 2013 والتي إستحوذت على دعم خليجى خير مسبوق خاصة في المجالين العسكري والإقتصادى. وفيما يتعلق بقطر قالت السفيرة منى عمر: السيسي سوف يعمل على سياسة الإحتواء لمثل هذه الدول ولكنه إحتواء بقوة أكثر من اتجاهات التصعيد ضدها وسوف يحاول الوصول لنقطة اتفاق ولكن يبقى الدور على الدوحة قبول هذا الاتفاق من عدمة وعلى أثرها يتحرك السيسي في اتجاهات ضغوط عقلانية ومحسوبة. وعن الملف الأفريقي، ترى مساعد وزير الخارجية السابق أن «السيسي « سيتجه في المرحلة المقبلة لتصعيد التعاون مع أفريقيا ويتجه إلى حدود إثيوبيا مثل جيبوتى وأرتريا الصومال مما يساهم في تحسين العلاقات المصرية الأفريقية وتوصل لحلول توافقية في ملف مياه النيل. وفيما يخص العلاقات المصرية الأمريكية الروسية أكدت على إنها لن تستمر العلاقات بين القاهرة وواشنطن على وضعها الحالى والذي وصفة وزير الخارجية نبيل فهمى «بالمضطربة» ووسف تعود إلى طبيعتها بعدما تشعر أن هناك قائد قوى يحكم مصر عبر انتخابات نزيها، فضلًا عن أن سياسة تعدد الخيارات والبدائل التي تنتهجها الحكومة الحالية في السياسات الخارجية المصرية والتوجه نحو روسيا والصين سوف تساعد على تحسن العلاقات المصرية الأمريكة. وأنهت السفيرة منى عمر حديثها قائلةك أما ملف القضية الفلسطينية فلن يكون «ملف للمساومة»، لأنه قضية أمن وطنى لا يمكن التنازل عن الثوابت وخاصة إقامة دولة فلسطينة على حدود 67، و«السيسي» سيكون أكثر صرامة في مواجهة حركة حماس حال إصرارها في إرتكاب خروقات تجاه الأمن القومى المصر ى.