الجمال تحتل مكانة خاصة في المجتمع السعودي، فهي تمثل رابطًا مهمًا في نفوس السعوديين بينهم وبين حياة البداوة التقليدية، كما تمثل أهمية اقتصادية تجعل قيمة بعضها تتجاوز أحيانًا مئات الألوف من الدولارات. تحدى مواطن سعودي يملك عددًا من الإبل تحذيرات وزارة الصحة بعدم الاقتراب من الإبل خشية أن تكون السبب الرئيسي لانتقال فيروس "كورونا" المميت، وقام بتقبيل إبله واستنشاق أنفاسها، حسبما نشر بموقع "إرم". ونشر المواطن فيديو على موقع "يوتيوب" وهو يقبل إبله ويقول لها "اعطسي تنفسي" ويسألها "فيك كورونا؟" وحذرت وزارة الصحة السعودية وتبعتها وزارة الزراعة مؤخرًا من شرب حليب الإبل وأكل لحمها أو استنشاق أنفاسها، لأنها قد تكون من مصادر الإصابة المحتملة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "فيروس كورونا" المميتة. وتشير تقارير عديدة إلى أن مصدر الفيروس قد يكون من الإبل التي تنتشر تربيتها في الدولة الصحراوية المترامية المساحات، والتي سجلت حتى الآن 480 إصابة توفي منهم 139 شخصًا. ونصحت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي الناس الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بأن يتفادوا مخالطة الإبل، ويتخذوا الاحتياطات الوقائية حين يوجدون في أماكن توجد فيها جمال وأن يبتعدوا عن شرب حليب النوق. و"كورونا" فيروس شبيه بمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) وظهر لأول مرة عام 2012 وانتشر في منطقة الشرق الأوسط، فيما رصدت عدة حالات أخرى حول العالم وأدى خلال الأسابيع الأخيرة إلى قرع ناقوس الخطر في الأوساط الدولية مع تزايد حالات الإصابة والوفيات في السعودية. ولم يتوصل العلماء حتى الآن على وجه الدقة إلى كيفية إصابة البشر بهذا الفيروس، إلا أنه رصد في الخفافيش والإبل ويقول كثير من الخبراء إن الإبل هي المصدر الحيواني الأكثر ترجيحًا الذي ينقل العدوى للبشر. ولا يوجد حاليًا أي علاج ناجع أو لقاح ضد المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي، ومن بين أعراضه السعال والحمى وضيق التنفس ويمكن أن يؤدي إلى الالتهاب الرئوي والفشل الكلوي.