سادت حالة من الغموض وعدم اليقين على المشهد السياسي منذ يوم أمس بعد أن أعلنت فيه 15 قوة وكيان سياسي تأسيس ما أطلقوا عليه اسم “الكتلة المصرية” والذي يعد شكلا جديدا من العمل السياسي والحزبي بالنسبة للحياة السياسية والانتخابية في مصر بعد قليل من الإعلان عن شكل آخر من أشكال التحالفات السياسية تحت اسم “التحالف الديموقراطي من أجل مصر”. وزادت حالة الارتباك وعدم اليقين بين الأحزاب والحركات السياسية بعد ظهور بوادر انقسام داخل بعض الأحزاب والقوى السياسية حول الانضمام لأي من التحالفين رغم أن أهدافهما مختلفة والتنافس بينهما يكاد يكون معدوما وفقا لرأي أحد مؤسسي الكتلة المصرية أستاذ العلوم السياسية الدكتور عمرو حمزاوي الذي قال إن هدف الكتلة المصرية، هو المشاركة فى الانتخابات بقائمة موحدة والمنافسة بقوة ونزاهة على مقاعد مجلسى الشعب والشورى، مؤكدا أن الكتلة الوطنية ليست موجهة ضد أحزاب وقوى أخرى ولا تأتى كرد على التحالف الديمقراطى من أجل مصر الذى يتزعمه حزب العدالة والحرية. وتعد الكتلة المصرية بمثابة أول تحالف يتفق أطرافه على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة توافقية موحدة ورموز وشعارات موحدة أيضا. بدأ التحالف بأربعة عشر قوة سياسية وانضم حزب الوفد في اللحظات الأخيرة قبل بدء المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون عن أحزاب المصريين الأحرار والمصري الديموقراطي الاجتماعي والجبهة الديموقراطية والتجمع والتحالف الشعبي ومصر الحرية والتحرير الصوفي والحزب الاشتراكي المصري وحزب الوعي والحزب الشيوعي المصري ونقابة الفلاحين المستقلة والجمعية الوطنية للتغيير والمجلس الوطني ونقابة العمال المستقلة بصفة مراقب. وباتت الكتلة المصرية ثاني تحالف رئيسي بين الأحزاب والقوى السياسية بعد إعلان “التحالف الديموقراطي من أجل مصر” الذي يقوده حزبا العدالة والحرية والوفد ويضم عدة كيانات سياسية قد يصل عددها لأكثر من 30 كيانا رغم انسحاب عدة أحزاب مؤخرا مثل حزبي التجمع والجبهة الديموقراطية. ويعبرالتحالف الديموقراطي من أجل مصر عن توافق بين القوى السياسية المشاركة فيه حول مجموعة من المبادئ الحاكمة للدستور الجديد وقد شكل ثلاث لجان لدراسة الموقف من قانون الانتخابات وللبحث فى آليات التنسيق السياسى بين الأحزاب المشاركة وللتداول بشأن التنسيق الانتخابى فقط وليس خوض الانتخابات بقائمة موحدة. ويبدو أن التحالف اليموقراطي بدأت تغازله فكرة التحالف الانتخابي والتنسيق، حيث كلف التحالف في اجتماعه الاخير الدكتور وحيد عبد المجيد ببحث أسس التنسيق الانتخابي بين الأحزاب ومعايير اختيار مرشحي التحالف الديمقراطي في انتخابات مجلس الشعب. وقال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن هذا التنسيق قد يتطور إلى تحالف انتخابي كامل فى الفترة القادمة. جدير بالذكر أن أبرز الكيانات المشاركة في التحالف هي حزب الحرية والعدالة وحزب الوفد والحزب الناصرى وأحزاب الكرامة والجيل ومصر الحرية والنور والغد والعمل ومصر العربى والحضارة والتكنولوجيا والحضارة وحزب العدل. ويبدو أن الساحة السياسية ستشهد خلال الفترة المقبلة تحالفات جديدة تزيد حالة الارتباك والغموض، والترقب خاصة أن هناك تيارات سياسية وأحزابا تشارك في أكثر من تحالف فضلا عن تبدل المواقف بين الحين والآخر أملا في حجز مقاعد بالبرلمان