فى الساعة الحادية عشرة مساء أول من أمس، كتبت فى حسابها على موقع «تويتر»: «تعرضت للضرب والاعتقال فى وزارة الداخلية»، ثم اختفت تغريداتها من على الموقع الشهير. كانت تلك التويتة آخر ما كتبته الصحفية والكاتبة المصرية الأمريكية منى الطحاوى، قبل أن يتم اعتقالها وضربها فى وزارة الداخلية، وهى التويتة التى ما لبثت أن انتشرت على الموقع الشهير بسرعة البرق، ليظهر «هاش تاج» #«freemona» أو الحرية لمنى، ليتداوله عدد كبير جدا من الصحفيين والنشطاء، الذين تربطهم صداقة شخصية بالطحاوى. خبر القبض على الطحاوى، المعروفة بكتاباتها الجريئة فى الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، تم ربطه على الفور بالتصريحات التى أدلت بها إلى مراسلة قناة «بى بى سى» البريطانية فى قلب الميدان، التى قالت فيها «يجب أن يرفض المصريين كل أفعال العسكر التى ارتكبوها مؤخرا، ويجب عليهم أن لا يقبلوا أبدا الاختيار ما بين الحرية والاستقرار». ردود الفعل التى تلت انتشار الخبر لم تقتصر على أصدقاء الطحاوى، التى تكتب مقالات فى عدة صحف بريطانية وأمريكية وعربية، من الصحفيين والمراسلين من مختلف أنحاء العالم، الذين استنكروا اعتقالها، بل امتد إلى شخصيات أوروبية مثل وزير الخارجية السويدى الذى كتب فى حسابه على «تويتر» «أشعر بالقلق تجاه اعتقال منى الطحاوى.. على النظام المصرى احترام حقوق الإنسان». كذلك عبرت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روزمارى دايفس، عن قلقها من اعتقال الطحاوى، وقالت إن ذلك غير مقبول إطلاقا ويجب الإفراج عنها فورا. وبحلول الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس، ظهرت منى مجددا على موقع «تويتر» لتعلن أنها أصبحت حرة، وقالت إنها قضت نحو 12 ساعة فى الداخلية، وفى حضور جهاز الاستخبارات العسكرى، مشيرة إلى أنها تعرضت إلى ضرب مبرح وفى حاجة إلى إجراء أشعة سينية، بعد ما تعرضت له من ضرب. وقالت الطحاوى فى حسابها على «تويتر» الذى يتابعه أكثر من 72 ألفا، إنها تعرضت لاعتداء جنسى بشع على يد عناصر الداخلية، مشيرة إلى أنه أسوأ تحرش جنسى رأته فى حياتها، وقالت «نحو 5 أو 6 من عناصر الأمن المركزى تحرشوا بأجزاء حساسة من جسدى، ولم أعرف بعد ذلك عدد الذين تحرشوا بى». الطحاوى تقول إنها رفضت الاستجابة عندما طلبت منها عناصر من المخابرات العسكرية الذهاب معهم بهدوء، لتجد نفسها بعد ذلك معصوبة العينين، لتتعرض بعد ذلك إلى الضرب والتحرش الجنسى البشع على يد قوات الأمن المركزى، على حد قولها. السفارة الأمريكية فى القاهرة قالت فى تصريحات جاءت على لسان المتحدثة الإعلامية باسمها جولنر سويت، إن التقارير حول اعتقال الكاتبة والصحفية المصرية الأمريكية منى الطحاوى «مثيرة للقلق، ونحن ناقشنا الموضوع مع السلطات المصرية، ليتم بعدها بوقت قصير الإفراج عن الطحاوى».