"ذكرت صحيفة الجارديان اليوم على موقعها الالكترنى موضوع بعنوان "منى الطحاوى تروى تفاصيل اعتقالها فى القاهرة وذكرت فيه : أكدت الصحفية المصرية- الأمريكية البارز ة "منى الطحاوي" لجريدة الجارديان اليوم أنها تعرضت لاعتداءات جنسية وبدينة وحشية على مدار 12 ساعة داخل وزارة الداخلية المصرية، وذلك بعد اعتقالها على يد قوات الأمن.
وقالت الطحاوي 44 عاما الفائزة بجائزة صحفية، والتي تكتب لعدة صحف منها "الجارديان" و"تورنتو ستار" أن رجال الأمن المصريين كسروا عظام رسغيها، وقاموا بإيذائها جسديا، وقد روت تفاصيل ما حدث لها على تويتر أثناء اعتقالها وبعد الإفراج عنها.
وقد جاء الحادث في إطار القلق المتزايد حول تعرض صحفيين للاعتقال والاعتداء على يد قوات الأمن وآخرين، فقد تم نقل مصور إسباني إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب وسرقة معداته الخاصة، كما تعرضت صحفية لم يتم الكشف عنها إلى اعتداءات داخل ميدان التحرير من جانب المتظاهرين الخميس الماضي، في حادث مشابه لهذا الذي تعرضت له مراسلة التليفزيون الأمريكية "لارا لوجان" مطلع العام الحالي في التحرير أيضا.
وكانت الطحاوي قد تعرضت للاعتقال مساء الأربعاء الماضي، بالقرب من شارع محمد محمود، الضيق الملاصق لميدان التحرير، والذي كان مسرحا لأسوأ صدام حدث بين قوات الأمن والمحتجين.
وفي حوالي الساعة الحادية عشرة بتوقيت جرينتش، كتبت الطحاوي على تويتر "أسود قاتم، فقط أضواء سيارات الإسعاف تومض، والهواء مليء بالغاز"، ووصفت حينئذ العنف الذي كان يدور حول بوابات الجامعة الأمريكية، "شيء لا يمكن تصديقه، نشاز من صفارات الإنذار، أبواق، أضواء سيارات الإسعاف تومض." وفي رسالتها قبل الأخيرة على تويتر كتبت "ضرب اعتقال في وزارة الداخلية."
أما في سلسلة الرسائل الدراماتيكية التي كتبتها صباح الخميس الماضي، فقد بدأتها كالتالي " أنا حرة"، وبعد عدة دقائق كتبت "12 ساعة مع وحوش وزارة الداخلية والمخابرات الحربية مجتمعين، أستطيع الكتابة بصعوبة يجب أن أجري أشعة على ذراعي بعد أن تعرضت للضرب."
وقد اكتشفت الطحاوي بعد ذلك أنهم قد كسروا يدها اليسرى، وذراعها اليمنى، وقد تركوا إحدى اليدين في حالة سيئة ولا تستطيع أن تغلقها، واستمرت تروي مأساتها، وأضافت " أحاط بي ستة رجال، وقاموا بالاعتداء على مناطق كثيرة في جسدي، لم أستطع أن أحصي عدد الأيدي التي تلمس جسدي، نعم كان اعتداء جنسي، لقد اعتدنا على أن نقول "تحرش" لكنه كان هذه المرة اعتداء."
وقد تحدثت الصحفية المصرية – الأمريكية إلى قناة "سي إن إن" بعد الحادث، وقالت " يدي اليسرى وذراعي اليمنى قد كسرا، وهذا نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرضت له على يد شرطة مكافحة الشغب المصرية التي أحاطت بي"، مضيفة "كنت التقط صور وأقم بتغطية الأحداث، من الخط الأمامي للمواجهات بين المحتجين والشرطة والجيش، وعندها تعرضت للضرب على يد مجموعة من شرطة مكافحة الشغب، الذين استخدموا هراواتهم الغليظة وضربوني بها على ذراعي، وكنت أحاول أن أحمي نفسي."
واستكملت روايتها مؤكدة أنهم جروني إلى مبنى وزارة الداخلية المصرية، وجذبوني من شعري، ووجهوا لي كل أنواع الشتائم، وكل هذا حدث فقط في مدة تتراوح بين سبع وثماني دقائق فقط."
وقد تم استدعاء الطحاوي من جانب المخابرات الحربية للتحقيق معها، وكانت لا تريد أن تذهب في البداية، لكن تم تحذيرها من أنها سوف تذهب في كل الأحوال.
وعلى الرغم من أنها تم تغطية عينيها والتحقيق معها لمدة ساعتين، كما أنها لم تأخذ جواز سفرها معها، إلا أنها أكدت أنها لاقت معاملة مناسبة من الجيش، وتم تصوير كدماتها، واعتذروا عن المعاملة السيئة التي تعرضت لها على يد الشرطة.
وقالت "لقد كانت 12 ساعة مؤلمة، لكنني أدرك أنه تم التساهل معي بصورة اكبر من الكثير من المصريين ... الله وحده يعلم ماذا كان يمكن أن يحدث لي لو لم أكن مزدوجة الجنسية (تحمل الجنسية الأمريكية).
ساعات قليلة بعد اعتقال الطحاوي، وتحدث المصور الاسباني "جوليرمو كرفيرا" عن ما أعتقد أنها صحفية أمريكية تتعرض للاعتداء من جانب حوالي 100 شخص في ميدان التحرير، وسمع صيحات كثيرة تقول "أمريكية" و"جاسوسة"، وبعد فترة تحدثت التقارير عن أن الصحفية التي تعرضت للاعتداء لم تكن أمريكية بل فرنسية، وقبل هذا بيومين تم نقل المصور الإسباني "جوليم فال" إلى المستشفى بعد الاعتداء عليه من جانب قوات المن المصري أثناء توقيفه.
وقد تعددت عمليات استهداف الأمن للأجانب في مصر، فالمخرجة المصرية – الأمريكية "جيهان نجيم" تم اعتقالها هي الأخرى لمدة يوم قبل أن يتم الإفراج عنها، وذلك أثناء قيامها تصويرها فيلما مساء الأربعاء، عن وقف إطلاق النار بين قوات الأمن المصرية والمحتجين، وقد التقت جيهان مسئول إعلامي من الجيش بالقرب من وزارة الداخلية، عندما تم خرق وقف إطلاق النار وقامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
وبعد الإفراج عن جيهان نجيم كتبت الصحفية سلمى عامر على تويتر، "إنها معنا الآن، إن روحها المعنوية مرتفعة للغاية كالعادة"، وبعد اعتقالها الأربعاء قال أحد أصدقاءها أن قيادة عسكرية كبيرة اعتقلها واتهمها أنها جاسوسة إسرائيلية وخائنة، وأكدت "راجية عمران" محامية نجيم أن 23 معتقلا آخرين تم الإفراج عنهم أيضا مكن قسم شرطة عابدين.