الرئيس اليمنى على عبد الله صالح الذى وقّع أمس فى الرياض على اتفاق لنقل السلطة، يمنحه خروجا آمنا من الحكم وحصانة من الملاحقة، قد يحظى بلقب «الخروج المشرف» من السلطة، على الرغم من سقوط آلاف الشهداء خلال نحو 10 أشهر هى عمر الثورة اليمنية. إذ بعد أشهر من «الثورة السلمية» لإجباره على التنحى، استطاع مَن وُصف حكمه لليمن ب«الرقص على رؤوس الثعابين» الحصول على شروط جيدة لخروجه من السلطة، خصوصا أنه سيبقى رئيسا شرفيا لمدة تسعين يوما ولن يغادر إلا مع إجراء انتخابات مبكرة كما أصر دوما، فصالح الذى وصل فجر أمس إلى الرياض للتوقيع على اتفاق نقل السلطة، لبى دعوة المملكة العربية السعودية لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لإنهاء الثورة اليمنية بنجاح والتخلص من حكم دام أكثر من ثلاثة عقود. ذهاب صالح إلى الرياض بمثابة الخروج الأخير من صنعاء، فذهابه إلى السعودية ليس فقط للتوقيع على المبادرة ولكن للبقاء بها، خصوصا أن مسألة بقائه تسعين يوما كرئيس شرفى بعد نقل سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادى أثارت مخاوف كثيرة لدى المعارضة من أن يثير ذلك أزمات داخلية. وفى الوقت الذى وقع فيه صالح على المبادرة الخليجية، وقعت المعارضة والحزب الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة. مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر قال إن صالح وقع شخصيا على المبادرة الخليجية التى سبق أن وقعت عليها المعارضة فى أبريل، بينما ستوقع الأخيرة مع الحزب الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة التى تحدد جدولا زمنيا مفصلا للمرحلة الانتقالية فى اليمن. صالح نجح فى تجنب مصير أصدقائه، فهو لم يفر من بلده كنظيره التونسى السابق زين العابدين بن على اللاجئ فى السعودية، ولم يُقتل مثل الزعيم الليبى معمر القذافى، ولا هو سيحاكم مثل الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، وحتى حزبه فلن يخرج من الحياة السياسية. ويسمح الاتفاق بالبدء فى انتخابات رئاسية مبكرة خلال تسعين يوما بمرشح توافقى، وإنشاء لجنة عسكرية برئاسة نائب الرئيس لهيكلة الجيش على أسس وطنية بإشراف سلطة مدنية قبل إجراء الانتخابات المبكرة، وأشار مسؤولون من المعارضة إلى أنه بموجب الاتفاق سيحتفظ صالح بلقب الرئيس ولكن دون أى سلطات، وأن من العقبات التى كانت تعترض الاتفاق قضية الصلاحيات التى ستمنح للجنة عسكرية يجرى تشكيلها للإشراف على القوات المسلحة ستملك سلطة إقالة القادة الذين يرفضون إطاعة الأوامر. وأضافوا أن صالح وافق على إعطاء اللجنة هذه السلطات، لأن هادى سيقودها، فى حين قال مسؤولون بالمعارضة إن الاتفاق يمهد لإجراء انتخابات رئاسية فى يناير القادم.