من أكثر المصطلحات، التى أسئ استغلالها، منذ أمد طويل، وعلى نحو مستفز، فى خضم اللعبة الانتخابية الحالية، مصطلح الليبرالية، فمن باب الجهل أو العمد، راح بعض الإسلاميين، من ضعاف الثقافة، يصفون الليبرالية بأنها انحلال أخلاقى، وتجاوزبعضهم هذا، مستغلا ضعف ثقافة الشعب، ليوصمها بالكفر، والبعض يقتبس عنه هذا، دون محاولة الفهم أو البحث، ولكننا لو عدنا إلى الموسوعات، فسنجد أن تعريف الليبرالية فيها، لا شأن له بالإيمان أو الكفر، وأنه على العكس مما يروجون، يدعو إلى الالتزام بالأخلاقيات العامة، ولكنه لا يتدخّل فى الأخلاقيات الخاصة؛ لو أن ضررها لا ينعكس على المجتمع، وأنقل هنا (بالنص) تعريف الليبرالية، كما جاء فى الموسوعات: «الليبرالية أو اللبرالية (من ليبر liber وهى كلمة لاتينية تعنى الحر) مذهب سياسى أو حركة وعى اجتماعى، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية HYPERLINK «http://ar.wikipedia.org/wiki/اقتصاد» والاقتصادية HYPERLINK «http://ar.wikipedia.org/wiki/ثقافة» والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذى يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسى واقتصادى معا ففى السياسة تعنى تلك الفلسفة التى تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية... وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخا أخلاقيا، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذى بتفسخك الأخلاقى الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدى على فتاة فى الشارع مثلا، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحدا فهذا شأنك أيضا... ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقى عن الإنسان، بعيدا عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التى تحدد الفكر والسلوك معا فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فردا حرا له الحق فى الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعنى أكثر من حق الفرد – الإنسان أن يحيا حرا كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية فى الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضا هنا بين مختلفى منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك. پh پc. باختصار الليبرالية هى أنك حر مالم تضر پc ولنا بقية.