ظل 6 سنوات بعد أحداث سبتمبر يحاول فهم واستيعاب هذا الحدث الاستثنائى فى تاريخ أمريكا والعالم حتى جاءته الفرصة فقدم فيلما سياسيا خيب آمال المشاهدين، الممثل والمخرج روبرت ريدفورد قدم فى فيلمه السابق «Lions for Lambs» مخرجا وممثلا محاولة رصد تداعيات قرار الحرب على القاعدة وطالبان فى أفغانستان، مواجهة حادثة إرهابية بغزو دولة وإسقاط القانون واستبداله بحرب مطاطة اسمها «الحرب على الإرهاب»، لم يقدم فيلما عن بطولات الجيش كما توقع البعض، ويستمر فى فيلمه الجديد «المتآمرة The Conspirator» حيث اختار زوايا سلبية للحرب على الإرهاب، وانعدام العدالة فى المحاكمات العسكرية الاستثنائية، وهذه المحاكمات جزء من جدل يدور فى أمريكا حول شرعية سجن أشخاص متهمين بالإرهاب فى جوانتانامو دون محاكمات، وهو أمر يطعن فى مفهوم العدالة والديمقراطية التى تحمل لواءه الولاياتالمتحدة سيدة العالم، ولكن ريدفورد يبتعد هذه المرة عن مباشرة الحاضر، ويعود إلى التاريخ الأمريكى، إلى حادثة اغتيال الرئيس الأمريكى الأسبق إبراهام لينكولن التى نفذها ممثل مسرحى مغمور متعصب ينتمى إلى الجنوب الأمريكى، الاغتيال صدم الأمريكيين، وكان حدثا جللا تشهده أمريكا، التى لم يمر على اتحادها الفيدرالى شهور قليلة، الرئيس الشمالى وحد الشمال والجنوب بعد حرب أهلية طاحنة، وكانت رغبة القادة العسكريين فى عقاب المجموعة المتآمرة بسرعة وبقسوة، وكان من بين المتآمرين مارى سورات، وكل تهمتها أن المجموعة التى خططت ونفذت الاغتيال كانت تقيم بالإيجار فى منزلها، ابنها المتمرد هو من أحضر المجموعة المتآمرة وشاركهم فى المؤامرة وهرب لاحقا، والسؤال الذى لم يحسمه الفيلم: هل المرأة شريكة فى المؤامرة أم مجرد ضحية صدفة سيئة؟ العمل ركز على قيمة العدل فى تناول درامى سياسى متميز وشديد الثراء خال من مواصفات الأفلام الأمريكية التجارية، ركز ريدفورد على تلك العلاقة بين المرأة المتهمة (روبن رايت) ومحاميها العسكرى الشاب (جيمس ماكفوى) الذى دفعت به المحكمة إلى تمثيلية المحكمة العسكرية لاستغلال صورته النزيهة كبطل عسكرى فى تبرير حكم محكمة عسكرية، يبدو متفقا عليه سلفا بإعدام المرأة. الفيلم يستحق المشاهدة لأنه يجمع بين متعة الفن وعمق الرسالة.