لخص الدكتور أحمد زويل ما يواجه مصر فى المرحلة الحالية فى تحديين رئيسيين: الأول هو كيفية تعزيز ودعم الانتقال إلى الديمقراطية من خلال إعادة توحيد جميع المصريين، أما التحدى الثانى فهو القضية المتعلقة بتحقيق الالتزام بالسلام فى الشرق الأوسط، وهو ما يؤيده جميع المصريين بشكل صادق. زويل قال فى مقال نشره فى صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخرا إن الجمعة الأخيرة فى شهر يوليو الماضى أصابت التفاؤل المصرى بهزة عنيفة، مشيرا إلى الجمعة التى خرج فيها الإسلاميون رافعين الأعلام السعودية مطالبين بأن يكون الحكم فى مصر وفقا للشريعة الإسلامية، ليأتى بعد ذلك شهر سبتمبر ليشهد الهجوم على السفارة الإسرائيلية فى القاهرة كرد فعل على مقتل جنود مصريين بنيران إسرائيلية على الحدود، ليؤكد الدكتور زويل أن تلك الواقعة أثارت قلقا بالغا على أمن إسرائيل ومستقبل السلام فى الشرق الأوسط، خصوصا من جانب الولاياتالمتحدة. العالم المصرى أكد أنه على الرغم من تلك الأحداث، فإنه لا يزال يحتفظ بتفاؤله تجاه مستقبل مصر، مستمدا ذلك التفاؤل من إيمانه بأن المصريين لم يعودوا خائفين من حكامهم، فهم يعرفون كيف يتظاهرون، كما أنهم مصرون على تغيير الحكم، ولكن لتحقيق ذلك يجب اتباع مبادئ وتوجهات عامة. أولى تلك الخطوات من وجهة نظر زويل هى ضرورة تركيز المجتمع المصرى على الأهداف بعيدة المدى، معتبرا أنه من غير المعقول أن يستمر الإعلام فى اتباع تلك النظريات الضحلة التى كانت توجهه فى الماضى، فى وقت تحتاج فيه الدولة إلى خطاب بناء يهتم بالقضايا الأساسية مثل وضع مبادئ دستورية تتعلق بالدين وطريقة الحكم وإصلاح التعليم ودعم الاقتصاد المتوقف. واعتبر زويل أنه من الخطأ تنفير وإبعاد كل من ارتبط بالنظام البائد، فربما تكون هناك شبهة ظلم فى ذلك، وفى المقابل يجب التعامل معهم كمواطنين شركاء فى بناء المستقبل، والاستفادة من طاقاتهم وجهودهم فى بناء ذلك المستقبل. ويضيف بالقول إن تأمين الديمقراطية يتطلب وضع جميع الخلافات الأيديولوجية والتحالفات الحزبية التى ظهرت مؤخرا جانبا، والعودة مرة أخرى لتحقيق الهدف الأوحد الذى وحد الشعب وهو «إسقاط النظام». وطالب زويل فى مقاله، الجيش والحكومة بضرورة وضع خارطة طريق واضحة تحدد ما سيجرى فى الأسابيع والأشهر القادمة. وقال زويل إن الشعب المصرى يحترم الجيش، ولكن هناك قلقا وشكوكا من فكرة تفرد المجلس العسكرى بقيادة مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، فالواقع الذى يقول إن المجلس يتلكأ فى إنهاء المرحلة الانتقالية يثير قلق من يتذكر كيف كان النظام السابق يحبط التطلع إلى الديمقراطية بمناوراته ومكائده. زويل اعتبر أن الحل الوحيد لإزالة تلك الشكوك ومعالجتها هو لجوء المجلس العسكرى إلى الوضوح، بوضع جدول زمنى للانتخابات القادمة، بالإضافة إلى تبنى موقف واضح تجاه عدد من القضايا، مثل قانون الطوارئ والمحاكمات العسكرية وتصويت المصريين فى الخارج، كما يجب على المجلس توضيح كيف ومتى سيتم وضع الحكومة الجديدة، فمظاهرات التحرير مستمرة من أجل الدفع إلى الأمام، بينما تحتاج مصر إلى الأمن والاستقرار. واقترح زويل تكوين مجلس من شخصيات بارزة ومعروفة، ليكون ذلك المجلس الجسر الذى يغطى فجوة الثقة بين المجلس والشعب، بحيث يكون ذلك المجلس هو الوسيط بين المجتمع المدنى والنظام الحاكم فى تلك المرحلة الانتقالية، مثلما حدث فى بولندا، حيث قاد العسكريون المرحلة الانتقالية بمساعدة مجلس من شخصيات مدنية نحو إنهاء الحرب الباردة. وأوضح زويل أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التوتر الحالى بين مصر وإسرائيل يعنى إنهاء اتفاقية السلام بين البلدين، ففى ذروة الثورة المصرية لم يحمل الثوار لافتة واحدة ضد إسرائيل، ولكن ما حدث على الحدود هو ما أثار غضب الشباب المصرى الذى تظاهر أمام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، التى قال عنها السفير الإسرائيلى إن أحدا لم يسئ معاملتها فى مصر.