قبل 115 سنة في 15 يوليو 1904، ولد الفنان سراج منير شقيق المخرج فطين عبد الوهاب، أفنى عمره في الفن، ومات إثر تعرضه لخسائر بعد إنتاج فيلمه الأخير الذي لم يحقق ربع تكلفته. لم يكن الفن محمودًا لدى الكثير من العائلات فى أوائل القرن الماضي، فكانت بعض العائلات الكبيرة ترفض زواج بناتها من العاملين فى الفن ويعتبرونه عيبًا. عائلة الفنان سراج منير كانت واحدة من هذه العائلات، فوالده عبد الوهاب بك حسن، مدير التعليم بوزارة المعارف، نجح فى أن يجعل من ابنه طفلا مثقفا وملما بكل القضايا الاجتماعية، حتى صار شابًا فبعثه إلى ألمانيا من أجل دراسة الطب، وأن يعود إلى وطنه مصر وهو طبيب ناجح ويفتح عيادته الخاصة، ولكن الحلم ضاع؛ فهناك بحث سراج منير عن شغفه وضرب بحلم والده عرض الحائط. ما لا يعرفه البعض أن سراج منير كان شغوفًا بالتمثيل منذ أن كان فى المدرسة، وكان عضوا فى الفريق التمثيلي وظهر حبه للتمثيل بعد أن ذهب لحضور سهرة فى بيت أحد زملائه بالمدرسة، وهناك كانت الحفلة عبارة عن مشاركة الحاضرين فى تمثيل إحدى المسرحيات، والمفارقة أن «سراج» كان المتفرج الوحيد بين زملائه، ما لا يعرفه البعض أن سراج منير كان شغوفًا بالتمثيل منذ أن كان فى المدرسة، وكان عضوا فى الفريق التمثيلي وظهر حبه للتمثيل بعد أن ذهب لحضور سهرة فى بيت أحد زملائه بالمدرسة، وهناك كانت الحفلة عبارة عن مشاركة الحاضرين فى تمثيل إحدى المسرحيات، والمفارقة أن «سراج» كان المتفرج الوحيد بين زملائه، ومنذ تلك اللحظة ولد داخله حبه للتمثيل وانضم إلى الفرق التمثيلية بالمدرسة حتى أنهى دراسته الثانوية. ولكن كأى شاب فى تلك المرحلة العمرية، انصاع لرغبة والده فى دراسة الطب وسافر ألمانيا، وكانت عائلته ترسل له مبلغا شهريا لكي يصرف على نفسه ودراسته، لكن المبلغ لم يكف، واضطر سراج منير للبحث عن مصدر دخل إلى جانب دراسته، وهناك تعرف على مخرج ألماني ساعده فى العمل بالسينما الألمانية مقابل راتب ثابت، وظهر فى الكثير من الأفلام الصامتة، وتجدد لديه شغفه بالتمثيل مرة أخرى، وانصرف عن دراسته الأساسية التي جاء من أجلها، وقرر أن يدرس الإخراج السينمائي فى برلين، وزامل المخرج محمد كريم، الذي سيساعده فيما بعد فى خوض أول بطولة سينمائية عقب عودته إلى مصر. وكان يسعى إلى تقديم أعمال فنية ذات قيمة، وذلك بعد أن وجده أغلب أفراد أسرته أصبح لديهم مكانة مرموقة فى الأوساط الاجتماعية، فقطع حينها على نفسه عهدًا بأن يكون أيضا رمزا للتفاخر بين العائلة، وجاءت أول فرصة للمشاركة فى السينما على يد زميل الدراسة المخرج محمد كريم، وذلك فى الثلاثينيات، حيث شارك فى فيلم «زينب» بطولة بهيجة حافظ وزكي رستم، ومن ثم شارك فى فيلم «أولاد الذوات» بطولة يوسف وهبي، مع صديقه المخرج محمد كريم. وفى عام 1934 خاض تجربة البطولة الأولى مع المخرج موريس ابتكمان فى فيلم «ابن الشعب»، وتعرف حينها على الفنانة ميمي شكيب، التي تزوج منها عام 1942، وقدما معا عدة أفلام ناجحة أبرزها؛ فيلم «الحل الأخير»، «نشالة هانم»، «كلمة الحق»، وكان سراج منير وميمى شكيب من أشهر الثنائي الناجح بالوسط الفني، وكان يجمعهما الحب والتفاهم واستمر زوجهما حتى رحيله (قد يهمك| بطلة قضية «الرقيق الأبيض» التي لاقت مصير السندريلا.. 17 معلومة عن ميمي شكيب). وكانت فترة الأربعينيات شاهدة على نشاط الفنان الراحل سراج منير فى السينما، حيث شارك فى الكثير من الأعمال أبرزها «سى عمر»، «البؤساء»، «رصاصة فى القلب»، «رابحة»، «عنتر وعبلة»، «بنات الريف»، «ملاك الرحمة»، «ملائكة فى جهنم»، «التضحية الكبرى»، «أسير الظلام»، «البوسطجي»، «حب لا يموت»، «بيومي أفندي»... وغيرها من الأفلام. وذاع صيت سراج منير، ونال شعبية كبيرة ولكنه إلى جانب هذا لم يترك يوما خشبة المسرح التي بدأ عليها، التي نجح بفضل الفنان زكى طليمات، أن يكتشف أنه فنان كوميدي من الدرجة الأولى، رغم رفضه الشديد فى البداية ولكنه كان دور (مخمخ) فى أوبريت «شهر زاد» سببا فى أن يصل إلى قمة المجد كممثل مسرحي كوميدي، وكان يعتبر ندا للفنان الراحل نجيب الريحاني، الذى انضم إلى فرقته المسرحية، ونجح فى أن يسد جزءا من الفراغ الذى تركه «الريحانى» بعد وفاته (بنرشحلك| صوت نجيب الريحاني.. كل هذا الوهج!). وبعد النجاح الكبير الذى حققه سراج منير شقيق المخرجين حسن وفطين عبد الوهاب، على خشبة المسرح وفى السينما، قرر أن يخوض تجربة الإنتاج فى الخمسينيات، وذلك إيمانا منه بدوره فى الرقي بالفن بعد هبوط مستوى السينما من حيث الموضوعات التي يتم مناقشتها، ورغم أن الإنتاج كان بمثابة مغامرة فإنه أنتج فيلمه الأول والأخير هو «حكم قراقوش» عام 1953، وناقش الفيلم الفساد والرشوة اللذين تعانى منهما مصر فى تلك الفترة، وبلغت ميزانية الفيلم حينها 40 ألف جنيه، وعرض الفيلم فى دور العرض ولم يحقق سوى 10 آلاف جنيه، فلم يتعد الفيلم ربع تكلفته، واضطر إلى رهن فيلته لكى يسدد ديونه، وأصيب بذبحة صدرية نتيجة حزنه الشديد. ولكنه استمر يواصل عمله فى الفن لمدة 5 أعوام بعد فشل تجربته الإنتاجية وشارك فى نحو 40 فيلما مع أشهر المخرجين فى تلك الفترة؛ «عز الدين ذو الفقار، هنرى بركات، حسن الإمام، نيازي مصطفى»، بخلاف شقيقه المخرج زكى فطين عبد الوهاب، أبرز تلك الأفلام: «الوسادة الخالية، تمر حنة، الحب العظيم، سمارة، العروسة الصغيرة، الله معنا، أيامنا الحلوة، نهارك سعيد، ارحم دموعي، الملاك الظالم». وواصل الفنان سراج منير عبد الوهاب مشواره مع فرقة نجيب الريحاني، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فقد توفى في 13 سبتمبر 1957، عقب عودته من عرض مسرحي كان يقدمه مع الفرقة فى الإسكندرية، وكانت آخر كلمات قالها قبل رحيله لزوجته الفنانة ميمي شكيب «مساء الخير يا حبيبتي».