اختفى مصطفى محرم، أغلب الكتاب والمخرجين الذين ابتعدوا عن العمل الدرامي فى السنوات الأخيرة، ويعد مصطفى من برز الكتاب الذي له الفضل فى خلق نجومية نور الشريف بالتليفزيون. مصطفى محرم، واحد من ألمع الكتاب فى مصر، والذى صنع اسمه نجومية الكثير من الفنانين، نور الشريف، محمود عبد العزيز، غادة عبد الرازق، وغيرهم الكثير والكثير سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، فإن ذكر اسمه على الفور يتذكر الجمهور أروع الأعمال الدرامية التى قدمها «لن أعيش فى جلباب أبى»، عائلة الحاج متولى، ريا وسكينة، الباطنية، زهرة وأزواجها الخمسة.. وغيرها»، فهو أحد أبرز الأقلام فى الموسم الرمضانى منذ بداية التسعينيات وحتى السنوات الأخيرة، والذى بمجرد أن ترى اسمه تعلم أنك أمام عمل يحترم عقلك، ولكن رغم النجاح الذى حققه؛ فإنه اختفى بشكل مفاجئ. وربما كان هذا أحد الدوافع التى جعلتنا نتواصل معه ونسأله عن سبب الغياب وعن موعد العودة وعن رأيه فى الأعمال التى تقدم حاليا، وعن ذكرياته مع النجوم، وكان لنا معه هذا «الحوار»: *أين اختفى مصطفى محرم خلال السنوات الأخيرة؟ أنا ماختفيتش عن الشاشة، لأنه لا تزال أعمالى تعرض بشكل دائما على التليفزيون، وربما كان هذا أحد الدوافع التى جعلتنا نتواصل معه ونسأله عن سبب الغياب وعن موعد العودة وعن رأيه فى الأعمال التى تقدم حاليا، وعن ذكرياته مع النجوم، وكان لنا معه هذا «الحوار»: *أين اختفى مصطفى محرم خلال السنوات الأخيرة؟ أنا ماختفيتش عن الشاشة، لأنه لا تزال أعمالى تعرض بشكل دائما على التليفزيون، «لن أعيش فى جلباب أبى»، «عائلة الحاج متولى»، «زهرة وأزواجها الخمسة»، «ريا وسكينة»، «الباطنية» وغيرها وغيرها من الأعمال التى أصادفها حينما أقلب فى التليفزيون، بالعكس أنا يمكن أكثر كاتب أعماله تعرض على الشاشات. *بالتأكيد حضرت، تابعت ما يشهده الموسم الرمضانى المقبل من تغييرات وخروج أبرز نجومه.. فكيف ترى ذلك؟ نعم، بلا شك فمن كان يعطى موسم مسلسلات رمضان قيمته وحيويته هم كبار النجوم، مثل؛ عادل إمام -رغم اعتراضى على ما يقدمه-، ويحيى الفخرانى، والراحل نور الشريف، ويسرا التى كانت تقدم أعمالا جيدة، كما لم يعد هناك منافسة، فلا يوجد بالسوق سوى المنتج اللبنانى صادق الصباح وتموله قناة MBC، وهو خارج الحسبة والمنتج السورى محمد مشيش وهو يقدم أعمالا أجنبية بحوار مصرى، وهذا يقضى على الدراما المصرية. *أنت من وضعت غادة عبد الرازق على بداية طريق النجومية، ما رأيك فى أعمالها حاليا؟ غادة عبد الرازق بدأت معايا فى «عائلة الحاج متولى»، وكانت فى الحقيقة ماسكة الشخصية كويس جدا، وكنت لا أعرفها فكانت بدايتها الفنية، وحققت الشخصية نجاحا كبيرا جدا، والتقيت بها فى مسلسل «الباطنية» ولم تكن هى المرشحة الأولى للدور، فقد سبقتها سمية الخشاب التى رفضت الدور وأيضا السورية سلاف فواخرجى التى لم تتحمس للدور، فجاءت (غادة) وطبعا الدور الذى كان مرفوضا، رفعها ووضعها فى مصاف كبار النجوم، وعملنا معًا «زهرة وأزواجها الخمسة» ونجحت نجاحا كبيرا، ومن ثم «سمارة» نجح أيضا، ولم تستطع بعد ذلك أن تصل بأعمالها إلى نفس مستوى النجاح الذى حققته معى. المشكلة الحقيقية فى النصوص، لأن غادة عبد الرازق ممثلة هايلة جدا وتجيد تقمص الشخصيات، وربما هذه صفة عامة فى الجيل الحالى أنه لا يجيد اختيار النصوص التى يقدمها، فكل منهم أصبح مهتما بأن يكون موجودا من (الجلدة إلى الجلدة). *الوضع زمان كان مختلفا عن الآن؟ آه طبعا، ماكانش فيه كده، كان الأول يتم اختيار الكاتب ومن ثم المخرج، وبعد جلسات طويلة مع العمل على السيناريو، بمتابعة المنتج للعملية الكتابية، إلى أن يتفق الثلاثى على جودة النص، من ثم تبدأ عملية ترشيح النجوم المشاركين فى المسلسل، لكن المنتج حاليا يبدأ بالنجم ومن ثم يبدأ يبحث عن نص مناسب له، المنتج بقى ممولا، فى الوقت اللى فيه المنتج فى أمريكا هو أهم شخص، اسمه على الأفيش ماركة مسجلة. *تسليم الحلقات على الهواء فى رمضان كان يحدث فى التسعينيات.. كما هو الحال الآن. ما يحدث الآن تهريج، يعنى إيه كاتب يكتب باقى حلقاته على الهواء! والاستعانة بأكثر من وحدة لتصوير، بقيادة أكثر من مخرج يهلهل العمل، فهناك مسلسلات تستعين ب3 وحدات تصوير، إزاى؟ فكل مخرج له أسلوبه ورؤيته، فى التسعينيات وحتى بداية الألفينات كان يتم تسليم حلقات المسلسل كاملة إلى الجهة العارضة قبل انطلاق الموسم الرمضانى. *وما رأيك فى الأجور الخرافية التى كنا نسمعها قبل تقنينها هذا العام؟ ومين كان أعلى أجر فى التسعينيات؟ تهريج، تبص تلاقى ممثل نجح فى مسلسل كان بياخد على سبيل المثال 600 أو 700 ألف، فيقوم فى العمل اللى بعده يطلب 14 مليون جنيه، إيه القفزة الغريبة دى؟ والسبب فى ذلك المنتج الذى وافق لكى لا يذهب النجم لغيره ويبقى محتكره. أما الأعلى أجرا فى التسعينيات، الفنان نور الشريف، فكان وقتها بياخد على المسلسل 80 ألف جنيه، كان قطاع الإنتاج، مقسم الأجور إلى فئات، وكان أعلى أجر للكاتب عن الحلقة الواحدة (9 آلاف جنيه)، ولكن بدخول القطاع الخاص مجال الإنتاج تم رفع الأجور، وكان أعلى أجر أنا أخدته 2 مليون جنيه، وهناك كتاب استفادوا من العمل مع النجوم وكانوا يحددون أجرهم وفقا للنجم، ولكنى لم يعجبنى هذا الأسلوب، فأنا أجرى ثابت، وأعتبر أن للنجم الشرف أنه يعمل معى، بدليل أن معظم النجوم عملت معهم أحسن أعمالهم. *إيه رأيك فى «نمبر وان»؟ الفن مافيهوش (نمبر وان)، وكل فنان له بصمة وإسهام بالنسبة للفن، أصل لو قلت أحسن واحد فى التليفزيون والسينما والمسرح، بهذا الشكل سنكتفى بهؤلاء ونترك الآخرين، فعلى سبيل المثال عندما نقول إن شكسبير سيد كتاب المسرح، هذا لا يمنع أن فيه كتابا آخرين عظاما، لا نستطيع تجاهلهم، محمد رمضان نجم وهناك فارق بين النجم والممثل، وهناك ممثل عظيم جدا ولكنه ليس نجما، ونجم شهير جدا وليس ممثلا عظيما، و(رمضان) ممثل عادى ومش اكمنه أسمر هيبقى شبه أحمد ذكى. *ماذا عن رأيك فى الجيل الحالى من النجوم الشباب؟ -مصطفى شعبان قدمته فى السينما ب«فتاة من إسرائيل» و«الشرف»، ومن ثم فى التليفزيون ب«عائلة الحاج متولى» واستمر هو خلال أربع سنوات يقدم شخصية (الحاج متولى) بابتذال شديد وثقل دم، وكان من المفروض أن يخرج من الشخصية ويقدم موضوعات أخرى، ولم يعجبنى فى أى عمل آخر. - أمير كرارة، ماكنتش باحب الأول عندما كان يعمل أدوار البلطجى، ولكنى عندما شاهدت أجزاء من مسلسل «كلبش» أعجبت به فى دور (ضابط البوليس). - ياسر جلال، أنا قدمته فى «لن أعيش فى جلباب أبى وسمارة»، وهو ممثل جيد جدا ولكن أتمنى أن يتركه من (نيو لوك) الذى يعمله (ذقن وهذه الأشياء)، يمكن دى مش مشكلته لوحده دى مشكلة جيل بالكامل مهوس بالشكل والعضلات، لما شاهدت صور الأعمال التى اتعرضت فى رمضان -معظمهم معرى صدره وعضلاته إنتوا هتمثلوا ولا هتضربوا ولا هتحاربوا دى حاجة غريبة!-. - هانى سلامة يقدم أدوارا ليست أدواره، أما أحمد السقا فحتى الآن لم يمثل الشخصية التى من المفترض أن يمثلها، فهو ممثل كوميدى جيد جدا، ولكن من الواضح أنه كان يحلم بكلية الشرطة ولم ينجح فاتجه إلى الأكشن، ولا يوجد بطلة نسائية حاليا، هى كانت غادة عبد الرازق. *ما رأيك فى لجنة الدراما؟.. وهل الفن يحتاج لرقيب؟ أسمع عن لجنة الدراما، وطبعا الفن محتاج لرقيب، زمان كان يوجد لجان قراءة على مستوى عال من الخبرة، بقطاع الإنتاج، ولكنها اختفت، وأصبح الآن النجم هو من يقرأ وما يقوله يمشى وهذا سبب الأزمة، وقبل الموسم الحالى، أنا فضلت أنادى وأقول أقرؤوا النصوص التى ستقدم لأنها غير مبشرة. *هل حان موعد عودة مصطفى محرم إلى الكتابة الدرامية؟ أنا مستعد، لكن المسيطرين على الإنتاج يقفون ضدنا، وليس لدى أى شروط للعودة، فأنا جاهز لكتابة أعمال مع أى من جيل الشباب، لأنى لست مجرد سيناريست فأنا صانع نجوم فى السينما والدراما التليفزيونية.