تقدم «التحرير» سلسلة موضوعات باسم «عظماء إفريقيا»، لإلقاء الضوء على نجوم القارة، الذين تألقوا بالمونديال الإفريقي قبل انطلاق كان 2019 التي تستضيفها مصر في يونيو المقبل هو قائد الثورة الكروية في الكونغو، وحقق في عام واحد فقط ما لم تحققه الكرة الكونغولية طوال تاريخها، نال الوسام الأعلى في البلاد تكريما له، وتعرض لطلق ناري لسرقة أموال لم يكن يمتلكها، ووقفت عليه الملاعب الإفريقية دقيقة حداد قبل وفاته، وعانى ويلات الحروب بمقتل ابنه الأكبر لينتهي به المطاف كلاجئ في جنوب إفريقيا، إنه نداي مولامبا، أحد أساطير كرة القدم الإفريقية الذي ولد يوم 4 نوفمبر من عام 1948، ويملك واحدا من أبرز الأرقام القياسية في تاريخ الأمم الإفريقية، والذي حققه على أرض مصر بالذات في عام 1974. في أثناء حرب الكونغو الأولى، والتي اندلعت في عام 1996، قتل الابن الأكبر لمولامبا، لتضيق به السبل، ولا يجد حلا سوى الرحيل وحيدا وفقيرا إلى جنوب إفريقيا كلاجئ، ذهب أولا إلى جوهانسبرج ومنها إلى كيب تاون، حيث عطفت عليه أسرة وسمحت له بالعيش معها. "كنت وحيدا دون أسرة، ولم يكن لدي أي أموال، لم أكن أفكر في في أثناء حرب الكونغو الأولى، والتي اندلعت في عام 1996، قتل الابن الأكبر لمولامبا، لتضيق به السبل، ولا يجد حلا سوى الرحيل وحيدا وفقيرا إلى جنوب إفريقيا كلاجئ، ذهب أولا إلى جوهانسبرج ومنها إلى كيب تاون، حيث عطفت عليه أسرة وسمحت له بالعيش معها. "كنت وحيدا دون أسرة، ولم يكن لدي أي أموال، لم أكن أفكر في أي شيء سوى في كيفية العثور على الطعام"، نداي مولامبا. سيناريو غير متوقع أن يصل إليه مولامبا بعد كل ما قدمه، حيث كان يستحق التقدير بصورة أفضل من تلك التي وصل إليها. ظهرت الكرة الكونغولية على الساحة الإفريقية للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، وكانت عبر نادي مازيمبي الذي توج بلقب بطولة إفريقيا للأندية البطلة عامي 1967 و1968. كان إنجلبير هو الأكثر شهرة في زائير، كما كانت تعرف جمهورية الكونغو سابقا، وفي بداية سبعينيات القرن الماضي، بدأ اسم فيتا كلوب يظهر في القارة السمراء، بفضل المهاجم الخطير نداي مولامبا. بدأ مولامبا ثورة من نوع خاص، نعم لم تدم سوى عام واحد فقط، ولكنها الأبرز في تاريخ الكرة الكونغولية، حيث قاد فيتا كلوب للتتويج بلقب بطولة إفريقيا للأندية البطلة عام 1973، بالتغلب على أحد كبار القوم في القارة السمراء حينها أشانتي كوتوكو. وأبى مولامبا إلا أن ينقل تلك الطفرة إلى منتخبه الوطني، وكان الحدث الأبرز هو كأس الأمم الإفريقية عام 1974، التي أقيمت في مصر، فلم يكن أحد يتوقع أن تتوج زائير بلقب تلك البطولة. وقدم مولامبا مستويات مبهرة، ونجح في التتويج بلقب الهداف برصيد 9 أهداف، وهو رقم قياسي حتى يومنا هذا، فلم يتمكن أي لاعب من تسجيل 9 أهداف في نسخة واحدة من أمم إفريقيا من قبل. وأسهمت أهداف مولامبا في الإطاحة بأصحاب الأرض، المنتخب الوطني، من نصف النهائي، ليعلو اسم زائير في القارة السمراء، ويعلو معه اسم مولامبا، الذي حصل بعدها على وسام الفهد الوطني من قبل الرئيس مبوتو سيكو، وهو أعلى وسام في زائير حينها. وكما كان هذا المستوى مصدرا لنجاحات وتكريم مولامبا، كان مصدرا لتهديد حياته، ففي أمم إفريقيا 1994 التي أقيمت في تونس، كرم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مولامبا على ما قدمه في نسخة 1974، احتفالًا بمرور 20 سنة. وعقب عودته إلى بلده زائير، أصيب بطلق ناري في قدمه من قبل لصوص، ظنوا أنه عائد بجائزة مالية ضخمة من تونس، وفي حقيقة الأمر لم يحصد أي أموال حينها. ويبدو أن تسعينيات القرن الماضي كانت حقبة مليئة بالأنباء السيئة لمولامبا، فبعد الطلق الناري الذي تعرض له وهجرته كلاجئ إلى جنوب إفريقيا، وقفت ملاعب بوركينا فاسو في أمم إفريقيا 1998 دقيقة حداد على روحه، بعدما انتشر نبأ وفاته في أنجولا في حادث بأحد مناجم الماس، وهو الخبر الذي تم تكذيبه لاحقا. وفي سنة الثورة الكروية، شارك مولامبا في المباراة المصيرية لمنتخب زائير أمام المغرب في التصفيات المؤهلة للمونديال، وبالفعل تأهلت زائير لكأس العالم عام 1974، وشارك في مباراة أسكتلندا وخسر بهدفين دون رد، وتعرض للطرد في المباراة التالية أمام يوغوسلافيا بعد مرور 22 دقيقة. وفي تلك المباراة خسرت زائير بنتيجة كبيرة استقرت على 9-0، وقال مولامبا إن السبب وراء تلك النتيجة، هو حصول اللاعبين على وعد بالحصول على 45 ألف دولار، ولكن سرق أحد المسؤولين في المنتخب تلك الأموال وهرب. وقرر لاعبو زائير الاعتراض على ذلك الحادث باللعب بتلك الصورة، مؤكدا أنهم كانوا على استعداد لاستقبال 20 هدفا بسهولة. عانى مولامبا من مشاكل في القلب والكلية وعاش حياة فقيرة، ووافته المنية في شهر يناير الماضي.