تحتفل محافظة الفيوم بعيدها القومي في 15 مارس من كل عام تخليدًا لذكرى التصدي للإنجليز خلال ثورة 1919، والوقوف في وجه قوات الاحتلال بقيادة حمد باشا الباسل بدأت ثورة 1919 باحتجاجات شعبية على سياسة بريطانيا في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، برئاسة الوفد الذي كان يقوده سعد باشا زغلول، ومجموعة من السياسيين، أعربوا من خلالها عن تذمر الشعب من تدخل الاحتلال الإنجليزي في شؤون الدولة، وإلغاء الدستور، وفرض الحماية، وإعلان الأحكام العرفية، وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. وبدأت تلك التظاهرات صباح الأحد 9 مارس 1919 في القاهرة والإسكندرية، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص على المتظاهرين، وسقط كثير من الجرحى والقتلى، لينطلق أهالي الفيوم في "هبة شعبية" ضد الاحتلال يوم 15 مارس، الذي صار عيدا قوميا لهم في ما بعد. وتحتفل محافظة الفيوم بالعيد القومي لها في يوم 15 مارس من كل عام، في إطار تخليد وقفة شعب وأهالي الفيوم ضد قوات الاحتلال الإنجليزي خلال ثورة 1919. وقاد أبناء الفيوم آنذاك حمد باشا الباسل، عميد قبيلة الرماح وأحد أعضاء الجمعية التشريعية، ووقف موقفًا بطوليا ضد قوات الاحتلال، ونُفي الباسل إلى مالطا وسيشل وتحتفل محافظة الفيوم بالعيد القومي لها في يوم 15 مارس من كل عام، في إطار تخليد وقفة شعب وأهالي الفيوم ضد قوات الاحتلال الإنجليزي خلال ثورة 1919. وقاد أبناء الفيوم آنذاك حمد باشا الباسل، عميد قبيلة الرماح وأحد أعضاء الجمعية التشريعية، ووقف موقفًا بطوليا ضد قوات الاحتلال، ونُفي الباسل إلى مالطا وسيشل برفقة سعد زغلول، الأمر الذي أشعل شرارة ثورة 1919 في مصر من الفيوممسقط رأس الباسل، حيث عُقد فيها أول اجتماع للوفد قبل السفر لمناقشة قضية مصر أمام مؤتمر فرساي. بدأ "الباسل" السعى إلى الدفاع عن الاستقلال ومقاومة الإنجليز عقب لقائه مع سعد زغلول عام 1908 في أثناء زيارته للفيوم، وظل يتواصل معه، وعقب تشكيل حزب الوفد 1918، انضم إليه، وكان يستضيف اجتماعات تشكيل الوفد في منزله، وفي أثناء أحد الاجتماعات ألقت قوات الاحتلال القبض على سعد زغلول ورفاقه، وأولهم حمد الباسل، وتم نفيهم في 18 مارس 1919 إلى جزيرة مالطة، الأمر الذي تسبب في ثورة شعبية، أدت إلى عودتهم من المنفى يوم 17 أبريل. بدأت الشرارة الأولى لثورة 1919 من قصر الباسل عندما هجمت أسرة الباسل على قسم شرطة إطسا، التابعة إليه قريتهم، فحاصروه وتحفظوا على المأمور الإنجليزي وضباطه وعساكره فور سماعهم نبأ القبض على "حمد الباسل"، وسقط أكثر من شهيد من عائلة الباسل في هذه الموقعة. وعقب عودة الزعماء من المنفى، وظهور اختلاف حول التفاوض مع الإنجليز من عدمه، وضرورة سفر فريق من الوفد إلى لندن، كان الباسل يؤيد التفاوض، ويرى أنه لا فائدة من قطع المفاوضات، ويجب أخذ ما يمكن أخذه من الإنجليز، وكان لسعد زغلول موقف مخالف، إذ رفض التفاوض مع الإنجليز نهائيا، ولذلك قدم الباسل استقالته من الوفد. وكُرم حمد باشا الباسل على يد المشير عبد الحكيم عامر بأوامر من الرئيس جمال عبد الناصر، كما أمر بإسقاط الحراسة عن ممتلكات الباسل، نظرًا لماضيه المُشرف. وسُميت وقفة أهالي الفيوم في وجه الاحتلال ب"الهبة"، وهي الثورة التي قاموا بها ضد الإنجليز، وحدثت مواجهات واشتباكات بينهم في ميدان السواقي "أكبر وأقدم الميادين بالمحافظة" بوسط مدينة الفيوم، وسقط عدد كبير من الشهداء من أبناء المحافظة، وامتدت تلك المواجهات إلى مركز إطسا بقيادة الباسل الذي توفي عام 1940. ليست ثورة 1919 هي السبب الوحيد في جعل المسؤولين يحتفلون بعيد الفيوم القومي في هذا اليوم، ولكن السبب الثاني هو إتمام مشروع إنشاء وادي الريان لحل مشكلة الصرف الزراعي في بحيرة قارون، وتجنب الفيضانات، وعمل بحيرتين في وادي الريان على مساحة 35 ألف فدان، أصبحت الآن مقصدا سياحيا للعديد من المحافظات والدول، خصوصًا وسط الطبيعة التي تكونت هناك، والبيئات المختلفة التي تمتزج فيها مياه البحيرات وتحيطها أشجار نبات البردي في لوحة فنية من صنع الخالق. كما تتزامن فترة الاحتفالات بالعيد القومي في المحافظة مع بداية قدوم فصل الربيع، إذ يكون الجو والطبيعة في الفيوم في أفضل حالاتهما خلال العام في شهر مارس. ولذلك في كل عام تحتفل المحافظة بعيدها القومي بوضع باقة من الزهور على قبر الجندي المجهول بميدان السواقي (مكان الهبة) بوسط مدينة الفيوم، كما يتم افتتاح أي مشروع جديد في هذا اليوم.