كريمة: محافظ دمياط وعدني بتوفير باكية في السوق وفوجئت بعدم توثيقها.. والرد الرسمي: موقفي غير قانوني.. ورئيس مدينة رأس البر: رفضت المكان الجديد بحجة أن المساحة صغيرة بعد ما كانت تتخذ مساحة محدودة في سوق الخضار تحاول من خلالها بيع بضاعتها الطازجة، خلال يوم عمل يبدأ من الصباح الباكر وينتهي مع غياب ضوء الشمس، لم تكن تعلم "كريمة حمدان" بائعة الخضار أنها ستصبح بين ليلة وضحاها إحدي مشاهير السوشيال ميديا، يتداول صورها المئات. بدأت الواقعة في يوم 4 من شهر نوفمبر الماضي، حينما تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي صورها على "فيسبوك" وهي تبكي بجوار أطفالها الصغار على بضاعتها المبعثرة من الخضراوات والفاكهة، بعد حملة لإزالة الإشغالات شنتها شرطة المرافق بدمياط بالتعاون مع مجلس مدينة رأس البر في شارع سوق 63. وأحدثت الصور ردود فعل واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أثرها استقبلت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، "كريمة"، بائعة الخضار، ووفرت باكية لها في السوق، وأحالت على أثر الواقعة 9 من الموظفين في مجلس مدينة رأس البر للتحقيق، كما أصدرت قرارًا بتكليف عماد حمدي رئيسًا لمدينة رأس البر، ونقل سمير صدقي وأحدثت الصور ردود فعل واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أثرها استقبلت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، "كريمة"، بائعة الخضار، ووفرت باكية لها في السوق، وأحالت على أثر الواقعة 9 من الموظفين في مجلس مدينة رأس البر للتحقيق، كما أصدرت قرارًا بتكليف عماد حمدي رئيسًا لمدينة رأس البر، ونقل سمير صدقي رئيس مدينة رأس البر السابق، إلى الإدارة العامة للمواقف. بعد مرور نحو شهر تصدرت أزمة بائعة الخضار واجهة الأحداث من جديد، بعد ما فُوجئت برئيس مدينة رأس البر يطالبها بإخلاء المكان، وشن شرطة المرافق حملة أمنية عليه. "مش عارفة عايزني أولع في نفسي ولّا أعمل إيه؟".. تفوهت كريمة البائعة الشابة بهذه الكلمات تعبيرًا عن سخطها وغضبها الشديدين تجاه ما آلت إليه الأمور في عملها بعد إقصائها من السوق ومنعها من مزاولة مهنتها. وروت كريمة بملامح وجه يملؤه اليأس والحيرة تفاصيل الواقعة ل"التحرير"، قائلة: بعد مقابلتي لمحافظ دمياط، وعدتني بتوفير باكية في السوق وبالفعل وفّر لي مجلس المدينة باكية مترين في مترين ونصف، وقاموا بتجميع بطاقات إثبات الشخصية من جميع البائعين لإجراء الأوراق اللازمة لتقنين وقوف البائعين في السوق، وتقسيم المساحة فيما بينهم، وانتظرنا مجلس المدينة لكنه لم يفعل شيئا. وأضافت كريمة، أنها ذهبت في اليوم التالي إلى ديوان عام محافظة دمياط لاستلام أوراق الإشغال والتراخيص الخاصة بها، وفوجئت بعدم توثيقها، وجاء الرد الرسمي بأن موقفها غير قانوني، وأنها لن تحصل على التراخيص. وتابعت أنه بعد يوم واحد أزالت شرطة الإشغالات الباكية التي منحها لها المجلس في وقت سابق، وحددوا لها مكانا آخر في شارع جانبي لا يتجاوز المتر في متر بجوار مقلب قمامة، ما أدى إلى كساد البضاعة وتلفها، وطالبت كريمة محافظ دمياط، بالتدخل لحل الأزمة. ونفت كريمة، أنها حصلت على العشرات من سيارات الخضار وآلاف الجنيهات، من رجال أعمال ومتبرعين، كما روج البعض، مؤكدة أنها لم تحصل سوى على مبلغ رفضت ذكره امتثالٌا لطلب المتبرع، ولكنها وصفته بالبسيط ساعدها على تجاوز محنتها المادية الناتجة عن وقف الحال في السوق. وتابعت كريمة، أن أصدقاءها في السوق وأبناء الكار طالهم الأذى وأُغلقت أبواب رزقهم بسبب الواقعة وما حملته من صدى، موضحة "البلدية قاعدين على الرصيف جنبنا، ومانعين كل البياعين من التواجد في السوق، ومش سايبنا نفرش حتى 5 دقائق وحالنا واقف". واستطردت كريمة، أنها منذ أن بدأت العمل في السوق قبل 5 أعوام، كانت قادرة على التعايش مع حملات الإشغالات، وكانت تخفي ما يمكن إخفاؤه من بضاعة، ثم تعود إلى السوق بعد انتهاء الحملة وهكذا. من جانبها، حاولت "التحرير" التواصل مع الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، لكنها لم ترد على اتصالاتنا. وعلى جانب آخر، قال اللواء عماد حمدي رئيس مجلس مدينة رأس البر، إنه أبلغ "كريمة" بضرورة إخلاء المكان المخصص لها من قبل المحافظة لعدم قانونيته. وأضاف حمدي، أنها رفضت المكان الآخر الذي تم تخصيصه لها، مبررة ذلك بأن المساحة صغيرة، وطلبت مكانا بديلا بمساحة أكبر، ومن المقرر أن تحصل عليه بعد انتهاء السوق الذي سيتم انتقال جميع البائعين فيه.