تجارة رائجة وسط عوالم خفية، هكذا يمكن توصيف العمل في الأحجار الكريمة، وتجاوز حجم تجارتها 25 مليار دولار، ولمصر فيها نصيب ليس بقليل، لكنها ليست مقتصرة على البيع والشراء. ما إن تطأ قدماك الشارع الأعظم -المعز لدين الله الفاطمى- قلب مدينة القاهرة الفاطمية، لتشعر من الوهلة الأولى وكأنك وسط جبال فسفورية الألوان تكونت فجأة وسط عمارة إسلامية بالغة الجمال، يسيطر عليك سلام داخلي، وطمأنينة في روحك، السر في هذا لم يكن معلومًا. أهو بسبب الجمال المعماري للآثار الإسلامية، أم لزهو محال الحُلي والذهب؟، إلى أن أشارت دراسات أجنبية إلى أن الأحجار الكريمة غنية بالمعادن، وبها طاقة كهرومغناطيسية تمنحك السعادة وتجدد نشاطك وطاقتك الروحية، وذلك نظرًا لوجود حارة «الصالحية»، أهم سوق لتجارة الأحجار الكريمة في مصر. الأحجار الكريمة أو الأحجار النفيسة، هي مجموعة من الأنواع المختلفة من المعادن المتبلورة، التي تكون مركبة من عنصرين أو أكثر، بحيث تتكون بشكلٍ أساسي من مادة السليكا، إضافة إلى وجود بعض الشوائب المعدنية، ويختلف نوع الحجر الكريم حسب اختلاف المادة المكوّنة له، وتوجد هذه الأحجار عادة في مناطق الطمي البركانية، الأحجار الكريمة أو الأحجار النفيسة، هي مجموعة من الأنواع المختلفة من المعادن المتبلورة، التي تكون مركبة من عنصرين أو أكثر، بحيث تتكون بشكلٍ أساسي من مادة السليكا، إضافة إلى وجود بعض الشوائب المعدنية، ويختلف نوع الحجر الكريم حسب اختلاف المادة المكوّنة له، وتوجد هذه الأحجار عادة في مناطق الطمي البركانية، مثل: «الحصى البركانية، وهي موجودة بشكلٍ خاص في مناطق جريان الأنهار البركانية». الأحجار الكريمة منها النفيس، والأكثر شهرة فيه، «الألماس، الياقوت، الزفير، والزمرد»، والأحجار الكريمة العضوية «مثل اللؤلؤ»، والأحجار نصف أو شبه الكريمة، وتتباين خريطة أسعار الأحجار الكريمة في مصر، ويختلف سعر النوع الواحد من الحجر بسب صفاء الحجر ونسبة الشوائب به، كما يتم تحديدها وفقاً للوزن بالجرام والجهد المبذول في عمله، فقد يبدأ ثمنه من 20 جنيها، وقد يصل إلى 4 آلاف جنيه. وتعد مصر واحدة من أقدم الدول التى عرفت الأحجار الكريمة، والحضارة الفرعونية ومجوهراتها شاهدة على ذلك، وتوجد عدة أنواع من الأحجار الكريمة فى مصر، بوسط وجنوب الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء. 25 مليارا حجم التجارة عالميا يقدر المختصون في تجارة الأحجار الكريمة والمجوهرات حجم التداول في هذه التجارة عالميا بأكثر من 25 مليار دولار سنويا، تستحوذ السعودية على خمس هذه التجارة، والبالغة 5 مليارات دولار. 1.2 مليار دولار صادرات مصر أكد تقرير المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية انخفاض صادرات الحلى والأحجار الكريمة بنسبة 26% خلال الفترة من "يناير- سبتمبر 2018" لتسجل نحو 1.203 مليار دولار في مقابل 1.626 مليار دولار، خلال نفس الفترة من 2017، وأن مصر صدرت حُليا وأحجارا كريمة لنحو 51 دولة حول العالم خلال ال9 أشهر الأولى من العام الجاري، بينها 9 دول تم التصدير إليها العام الجاري للمرة الأولى، وهي: جيبوتي، ساحل العاج، موزمبيق، غينيا، بنما، بروناي، دار السلام، الجابون، كوستريكا، ليتوانيا. وحدد التقرير قائمة الدول المستوردة حليا وأحجارا كريمة من مصر، وجاءت الإمارات العربية المتحدة فى المرتبة الأولى، حيث سيطرت على نسبة 83.1% من إجمالي صادرات الحُلى والأحجار الكريمة بقيمة مليار دولار، وبلغت قيمة الصادرات لسويسرا خلال نفس الفترة نحو 75 مليون دولار، فى مقابل 230 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2017 بتراجع 67%. وحققت السعودية زيادة كبيرة في استيراد الأحجار الكريمة من مصر بنسبة 606%، حيث كانت تستورد ب4 ملايين دولار العام الماضي، وصلت ل25 مليون دولار هذا العام، ثم فرنسا التي زادت وارداتها من مصر بنسبة 192%. ويمكنك الاطلاع على الإحصائية والدول المستوردة من مصر من هنا كما أظهرت بيانات إحصائية صادرة عن المركز القومي للتعبئة العامة والإحصاء، استيراد مصر ل"ألماس وفضة وزمرد وياقوت وأحجار كريمة وحلى" بقيمة تجاوزت 159.1 مليون دولار خلال الثمانية أشهر الأولى من عام 2017. تجار: هذه معوقات الصناعة خلال تجول «التحرير» في حارة الصالحية، التقت الحاج حسيب محمد يزدي الذي يعد "أبو الأحجار الكريمة" في مصر، وقال: «أنا في المهنة دي من 70 سنة، ورثتها أبًا عن جد، منذ كان عمري 5 سنوات، والأحجار الكريمة في مصر منذ عصور الفراعنة، فقد رصعوا مجوهراتهم، بالفيروز واللابس والعقيق والمرجان، كما أنهم استخدموها في صناعة تماثيلهم»، مضيفًا أن الأحجار الكريمة مرت بفترة من الخمول في أعقاب الحروب العالمية، ومن ثم عادت من جديد للظهور، خاصة بعد أن اكتشفوا طاقاتها وقدرة كل حجر على شفاء نوع ما من الأمراض، كما أن البعض يستخدمها في الدجل والشعوذة بكتابة طلاسم على الأحجار في خواتمهم، وهو ما طلبه مني كثيرون، ولكني كنت أرفض كتابة ذلك. وتابع يزدي: «أنه أنشأ أول مصنع في مصر والشرق الأوسط لصناعة وتشكيل الأحجار، لكنه لم يصمد في مواجهة العملاق الصيني، الذي دخل بقوة هذه الصناعة، فدمر أسعارها، فعقد العقيق كان سعره 150 جنيها من 20 سنة، وأصبح سعره الآن لا يتجاوز 20 جنيها، ولم أستطع أن أصل بسعر تكلفته لأقل من 70 جنيها، فاضطررت إلى إغلاق المصنع». أكد عصام رشاد، صاحب أحد أكبر محال تجارة الأحجار الكريمة بحارة الصالحية، أنه بدأ العمل في هذا المجال قبل نحو 50 عامًا، واصفًا نفسه ب«الحكاك»، وهو من يلتقط قطعة من الحجر الكريم -خاما- ويحكها باستخدام أدوات معينة، ليُشكل منها جعرانا أو عقدا أو حلقا أو دلاية أو خاتما، موضحًا أنه تلميذ في مدرسة عمرها 5 آلاف عام، والدليل على ذلك أن المتحف المصري يزخر بأحجار الفيروز والمرجان واللابس، وغيرها من الأحجار.
وأبدى رشاد تمنِّيه أن يتم إنشاء مصانع لتشغيل وتصنيع الحجر الكريم في مصر، ووقف الاستيراد، خاصة في ظل توجه الدولة إلى إحداث نهضة صناعية، لأن مصر ليس بها مصنع واحد، وجميعها ورش بدائية، يعتمد فيها فني تشكيل الحجر على يديه.
أسعار الأحجار في مصر العقيق وهو معدن معتم وغير نقي وغير متبلور ولونه أحمر في العادة، وأحيانا يكون باللون الأصفر أو الأخضر أو الأزرق أو الرمادي، وهو نوع من الكوارتز المعروف باسم «اليشب»، ويبلغ سعر عقد العقيق نحو 20 جنيهًا فقط لا غير. الجذع العقيق اليماني معدن شبه شفاف يتركب كيميائيا من سيلكا خفية التبلور تحوي شوائب من مركبات الحديد، من تركيب تلك الشوائب، يظهر العقيق بألوانه المختلفة حمراء، وصفراء ،وبنية، وأشهر أنواع العقيق اليماني الأحمر وهو المعروف ب«الرماني»، والعقيق البني وهو المعروف ب«الكبدي»، ويتراوح سعر الجرام بين 80 إلى 100 جنيه. الجمشت كان يعد من الأحجار الكريمة، حتى تم اكتشاف كميات كبيرة منه في البرازيل، ويعرف شعبيا باسم «الياقوت الجمري الشرقي»، لونه دائما بنفسجي فاتح أو قاتم أو أرجواني أو بينهما وهو معدن شفاف، يكتسب اللون البنفسجي لوجود آثار من المنجنيز في تركيبه، والجمشت الأصلي نوع من الكوارتز يتركب من ثاني أكسيد السيليكون، ويتراوح سعر الجرام بين 400 إلى 500 جنيه. الفيروز الفيروز معروف منذ القدم، لونه أزرق مخضر أو رمادي مخضر وأحيانا يتحول إلى الأخضر الفاتح، ومن النادر جدا وجوده في حالة متبلورة، ويتركب من فوسفات الألمنيوم الذي يحتوي على ماء النحاس، ويبلغ سعر القيراط نحو 40 جنيها -الجرام الواحد يساوي 5 قراريط-، أي أن الجرام بنحو 200 جنيه. البريل «الزمرد المصري» يعرف باسم الزمرد المصري، حيث يستخرج من مناجمها القديمة، يوجد منه أنواع وألوان مختلفة أهمها الأخضر المزرق الفاتح والأزرق، وهو حجر شفاف وتركيبه مزدوج من سيليكات البريليوم والألمنيوم وبلوراته سداسية. ويتراوح سعر الجرام منه بين 700 إلى 800 جنيه. توباز يعرف باسم الزفير الأصفر أو الياقوت الأصفر، وهو معدن شفاف بلون أصفر ذهبي أساسا، ولكن هناك أنواعا زرقاء أو بنية أو صفراء، تكونت بلوراته داخل تجاويف أحجار الجرانيت والشيست القاسية حيث يوجد دائما، ويبلغ سعر الجرام في مصر 300 جنيه.