وظائف وزارة الزراعة 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    الدفاع الروسية تعلن القضاء على 9565 جنديا أوكرانيا خلال أسبوع    مصطفى بكري: مخطط التهجير ماض في طريقه.. والرئيس السيسي ما زال صامدا    حكومة غزة: الرصيف الأمريكي لن يلبي حاجتنا وسيعطي فرصة لتمديد الحرب    وزير الرياضة يحفز بعثة الأهلي قبل لقاء الترجي    القبض على المتهم بإنهاء حياة شاب في المنيا    الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما تُكرم نجوى فؤاد    فيديو.. أحمد السقا: اللي ييجي على رملة من تراب مصر آكل مصارينه    آخر تحديث لسعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري.. وصل لكام؟    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    رئيس مجلس الدولة: الانتخابات الحالية بداية جديدة للنادي    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    السكة الحديد تقرر إيقاف بعض القطارات أيام الجمعة والعطلات الرسمية    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    «هندسة مايو» يكرم الكاتب الصحفى رفعت فياض    أشرف غريب يكتب: أحد العظماء الخمسة وإن اختلف عنهم عادل إمام.. نجم الشباك الأخير    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض عادل إمام الحصول على أجره بمسلسل أنتجه العندليب؟    حريق هائل يلتهم محتويات شقة سكنية في إسنا ب الأقصر    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    طيران الاحتلال يغتال القيادي بحماس في لبنان شرحبيل السيد «أبو عمرو» بقصف مركبة    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    الرئيس الأوكراني يوقع قانونا يسمح للسجناء بالخدمة في الجيش    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب يريد استعادة شركاته.. وأحكام القضاء وحدها لا تكفى.. والعبرة بالتنفيذ
نشر في التحرير يوم 01 - 10 - 2011

تاريخ المصريين مع الخصخصة، انعكس بكل مراراته وآلامه هناك، فى قاعة دائرة الاستثمار، فى مجلس الدولة، قبل أسبوع بالتمام والكمال، فيما كان نائب رئيس مجلس الدولة المستشار حمدى ياسين، يعلن حكمه التاريخى، ببطلان خصخصة وبيع ثلاث شركات كبرى: «النصر لصناعة المراجل البخارية وأوعية الضغط»، و«طنطا للكتان»، و«شبين الكوم للغزل والنسيج».

صرخات الفرح، التى أطلقها من حضر من عمال تلك الشركات، ودوت فى قاعة المحكمة، بمجرد النطق بالحكم، بدت ممزوجة بأسى دفين لدى هؤلاء العمال المكلومين من التفريط فى مكان رزقهم بتلك السهولة، وبذلك التدليس والفساد الكبير، بينما كان لسان حالهم يقول للجميع «مش قلنا لكم.. باطل.. البيع باطل».

لكن الحكم لم يقف عند بطلان خصخصة الشركات الثلاث فحسب، وإنما تجاوز تلك المرحلة بإقراره أيضا، بطلان قرارات اللجنة الوزارية للخصخصة، بما فيها تلك القواعد، التى وضعتها للتخلص من ممتلكات الشعب، زاعمة أن الإبقاء عليها مضيعة للوقت والجهد والمال.

وفى المقابل لم يتطرق الحكم من قريب أو بعيد، إلى أن عددا من أعضاء تلك اللجنة، لا يزالون يمارسون عملهم، بل ويتقلدون أرفع المناصب القيادية فى البلاد.

اللجنة التى ضيعت أملاك مصر، كانت تضم أيضا، بعض الوجوه الحكومية والوزارية الحالية، ممن احتفظوا بمواقعهم بعد الثورة، وهم رئيس الجهاز الركزى للمحاسبات جودت الملط، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولى فايزة أبو النجا (وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وقتها)، ووزير الكهرباء الدكتور حسن يونس، إضافة إلى رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة صفوت النحاس (كان يشغل ساعتها منصب أمين عام مجلس الوزراء).

من جانب آخر، تكشف القائمة الطويلة من أعضاء اللجنة، ممن فقدوا مناصبهم الحكومية والقيادية، سواء بعد الثورة، أو فى وقت سابق عليها، أنها لم تكن إلا لجنة ل«بيع مصر» بأرخص الأثمان، وفى مزادات موجهة، لصالح طائفة بعينها من رجال الأعمال، خصوصا أن اللجنة كانت تضم أغلب نجوم «طرة لاند»، من أمثال: رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ونائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق الدكتور يوسف والى، ووزير الإعلام الأسبق ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف، ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الأسبق محمد إبراهيم سليمان، ووزير البترول الأسبق سامح فهمى، وكذلك وزير المالية الأسبق (الهارب) الدكتور يوسف بطرس غالى.

اللجنة ضمّت أسماء -تنفيذية فى الأغلب- لم يكن لها تأثير فى صنع القرار، مثل وزير الخارجية الراحل أحمد ماهر، ووزير الدولة للتنمية الإدارية الأسبق محمد زكى أبو عامر، ووزير القوى العاملة والهجرة الأسبق أحمد العماوى، ووزير الدولة للتنمية المحلية الأسبق مصطفى عبد القادر، ووزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية السابقة أمينة الجندى، ووزير الصناعة والتنمية التكنولوجية الأسبق على الصعيدى، ووزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق حسن خضر، ووزير قطاع الأعمال العام الأسبق مختار خطاب، ووزير المالية الأسبق مدحت حسانين، ووزير التخطيط ووزير التنمية الاقتصادية السابق عثمان محمد عثمان، إلى جانب وزير النقل الأسبق حمدى الشايب، ووزير العدل الراحل فاروق سيف النصر، ووزير الدولة لشؤون مجلسى الشعب والشورى الراحل كمال الشاذلى، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار الأسبق محمد الغمراوى، ومحافظ البنك المركزى الأسبق محمود أبو العيون، ورئيس الهيئة العامة لسوق المال ومساعد وزير الاستثمار الأسبق عبد الحميد إبراهيم.

وعلى كل، وبعد سنوات، قال القضاء كلمته، وأقر بجريمة الخصخصة التى نهبت المصريين، ومن ثم يبقى أن الشعب يريد تنفيذ حكم القضاء بحذافيره، فالشعب يريد استعادة أملاكه، بعد أن استعاد كرامته، فى ميدان التحرير، وكل ميادين الثورة، فى كل ربوع مصر.

لم يكن حكم محكمة القضاء الإدارى الأخير ببطلان خصخصة ثلاثة من شركات القطاع العام إلا مجرد بداية لبطلان قائمة طويلة من الشركات، التى تم بيعها خلال العقد الماضى، بواسطة حكومات رجال الأعمال المتعاقبة، التى وضعت أملاك الدولة وأصولها، رهن إشارة مشروع توريث الحكم من الرئيس «المخلوع» حسنى مبارك، إلى خليفته «الموهوم» جمال.

الحكم الصادر نص صراحة على بطلان قرار اللجنة الوزارية للخصخصة الصادر فى 23/11/2003، ببيع 202 شركة، فى حوزة قطاع الأعمال العام، خلال الأعوام من 2004 إلى 2006، استنادا إلى بطلان قواعد التقييم، التى قررتها تلك اللجنة، لتقييم الشركات الخاسرة وقليلة الربحية، ومن ثم يبقى التساؤل مطروحا: كيف يمكن استعادة تلك الشركات؟ ومن المسؤول عن تعويض خزينة الدولة عن كم الخسائر الهائلة، التى تكبدتها، جراء مؤامرة خصخصتها؟

مصدر قضائى رفيع المستوى قال ل«التحرير» إن محكمة القضاء الإدارى أصدرت حتى الآن، أربعة أحكام بعودة أربع شركات للقطاع العام، فيما لا يزال هناك ما يزيد على 10 قضايا منظورة أمام القضاء، تخص شركات أخرى «يتوقع أن يسرى عليها نفس القواعد، التى تم تطبيقها عند إصدار حكمى (غزل شبين) و(طنطا للكتان)»، لافتا إلى أن هذين الحكمين يفترض أن يسريا أيضا على «ما يزيد على 200 شركة أخرى، وافق مجلس الوزراء على خصخصتها، بموجب قواعد تقييم باطلة».

من جانبه، كشف نائب لرئيس مجلس الدولة، عن أن مستشارى القضاء الإدارى «لن يكونوا سعداء، بإقامة مئات القضايا الخاصة بالخصخصة أمامهم»، ومن ثم «فعلى الحكومة حل مشكلاتها، وأن تبادر بإعادة الشركات، التى نُهبت، عبر التفاوض مع أصحابها الحاليين من رجال الأعمال، فيحصل الجميع على حقه».

نائب رئيس مجلس الدولة، الذى فضّل عدم ذكر اسمه، رجع فساد عمليات الخصخصة إلى حقبة التسعينيات، محملا النظام السابق مسؤولية ذلك الفساد، قبل أن يتساءل «ماذا فعل المجلس العسكرى وحكومة الثورة، منذ شهر فبراير الماضى؟ ولماذا تركوا مشكلة الخصخصة للقضاء، رغم أنه غير مسؤول عن حلها؟»، قبل أن ينوه بأن الحكومة لم تسوّ مشكلة «عمر أفندى» حتى الآن «رغم مرور، ما يزيد على ستة أشهر على حكم القضاء بعودته للدولة»، مشيرا إلى أن الدولة «لم تجد حلا يمكّنها من عودة الشركة وأصولها وعامليها إليها، مكتفية بمتابعة المشهد وانتظار ما إذا كانت المحكمة الإدارية العليا، ستصدر حكما يُبقِى على الشركة، فى حوزة المستثمر السعودى، أو غير ذلك»، دون أى اعتبار ل«حساسية القضية»، وما قد يترتب على تطوراتها «من تشريد آلاف العمال، وربما دخولهم فى صراع مباشر مع الحكومة»، على حد قوله.

موقف «العسكرى» و«حكومة» الثورة من ملف الخصخصة، دفع نائب رئيس مجلس الدولة، إلى توقع إقامة ما يزيد على 100 قضية أمام محكمة القضاء الإدارى «تطالب بعودة الشركات التى تم خصخصتها»، مشددا على أن هذا الأمر «لن يسهم فى حل الأزمة، لأن العبرة ليست بكثرة الأحكام المناهضة للخصخصة، وإنما بوجود إرادة سياسية من الحكومة لحلها الأزمة، والتوصل إلى صيغة ترضى جميع الأطراف، وتضمن عدم المساس بحقوق الدولة والعاملين فى تلك الشركات»، وعليه فهو يطالب مجلس الوزراء، بتقييم جميع الشركات، التى تم خصخصتها، والوقوف على قواعد تقييمها، ومن ثم تشكيل قطاع أعمال، يتسلم الشركات، التى يثبت بطلان إجراءات بيعها، وتقييم أصولها، وعدم انتظار أحكام القضاء.

من ناحية أخرى، تؤكد هيئة قضايا الدولة عدم تدخلها فى قضايا الخصخصة، استنادا إلى أن عودة شركات القطاع العام إلى الدولة، وإعادة العاملين إليها «أمر خارج عن اختصاصها»، بحسب نائب رئيس هيئة قضايا الدولة المستشار عبد المنعم أمين، الذى أوضح أن الشركات القابضة التابع لها الشركات الثلاث، الصادر فى حقها أحكام ببطلان خصخصتها «هى التى تتحمل المسؤولية كاملة، عن تفيذ تلك الأحكام»، رغم أن هيئة قضايا الدولة، ستتسلم صيغة تنفيذية من الأحكام «بصفتها ممثلة عن كل من مجلس الوزراء، ووزارات الاستثمار والمالية والعدل».

أمين أشار إلى أن الهيئة «تسلمت صيغة تنفيذية، من حكم بطلان بيع (عمر أفندى)، إلى رجل الأعمال السعودى جميل القنبيط»، غير أنها «لم تتمكن من تنفيذ الحكم، لأن الشركة القومية للتشييد، التابعة لها شركة (عمر أفندى)، هى المسؤولة عن التنفيذ»، لافتا إلى أنه عقب صدور حكم القضاء الإدارى «تفجر عديد من المشكلات القانونية»، حيث أقام البنك المتحد استشكالا أمام محكمة الأمور المستعجلة، لوقف تنفيذ الحكم، خصوصا فى ما قضى به، من تطهير أصول (عمر أفندى)، من الرهون التى رتبها القنبيط خلال الفترة الماضية للبنوك، وهو ما تكرر أيضا من قِبل البنك الأهلى، وبنك (عودة)، اللذين سبق أن اقترض منهما القنبيط بضمان الشركة، قروضا ومبالغ طائلة «أصبح مصيرها مجهولا، فى ظل عدم قبول القنبيط تحمل تلك الديون من ماله الخاص، وتأكيد الحكم بضرورة عودة أصول الشركات مطهرة من أى ديون أو رهون».

«الهيئة لن تتقدم بدعاوى قضائية» رد بها أمين، على كل ما يثار حول إمكانية رفع هيئة قضايا الدولة، دعاوى قضائية، تطالب بعودة شركات القطاع العام، التى تنطبق عليها نفس حيثيات الحكم ببطلان خصخصة شركتى «طنطا للكتان» و«غزل شبين»، ومن ثم ستكتفى الهيئة «بتفويض محكمة القضاء الإدارى، فى القضاء بما يحقق الصالح العام، وحماية الحق والمال العام»، على أن تتعهد الهيئة «بمعاونة المحكمة، وتقديم جميع المستندات والأوراق الخاصة بكل قضية».

نائب رئيس هيئة قضايا الدولة أضاف أن هيئة قضايا الدولة، بصفتها ممثلة عن الحكومة «لا تستطيع أن تدافع عن أى عقد من عقود الخصخصة»، لأنها «لم تطّلع عليها، إلا وقت إقامة دعاوى بطلانها»، مشددا على أن «الحكومات السابقة لم تلتزم نص القانون قط، بعرض مشاريع عقودها علينا، باعتبارنا الجهة القضائية المفوضة بالدفاع عن قراراتها، كما لم تعرض عقودها، قبل إبرامها على لجان الفتوى فى مجلس الدولة، كما ينص القانون»، مشيرا إلى أنها كانت تعد عقودها «بمعزل عن أى جهة قضائية محايدة». قبل أن يلفت إلى أن الاختصاص الحالى لهيئة قضايا الدولة «لا يمكّنها أيضا من مقاضاة المستثمرين، والمطالبة بعودة جميع شركات القطاع العام، التى تم بيعها بموجب قواعد تقييم فاسدة». كان رئيس هيئة قضايا الدولة المستشار محمد عبد العظيم الشيخ، تقدم بطلب إلى المشير طنطاوى، لإقرار مجموعة من التعديلات على قانون الهيئة، تكفل لها الاستقلال عن وزارة العدل، وتكفل لأعضائها الحصانة القضائية الممنوحة لأعضاء الهيئات القضائية الأخرى، إضافة إلى توسيع صلاحيات واختصاصات الهيئة فى ما يتعلق بمكافحة الفساد.

كل يوم يمر بعد الثورة يكشف عن حجم الفساد المرعب، الذى كان ينخر كالسوس فى جسد الوطن. لم يكن المواطنون ذوى أهمية بالنسبة إلى المسؤولين فى دولة «المخلوع»، فقد كانوا مجرد أرقام فى نظرهم، ونص تقرير «اللجنة الوزارية للخصخصة» الذى تنشره «التحرير»، يكشف عن أن الدولة كانت تنوى الإبقاء على 53 من أصل 468 شركة، دون أن تحدد معايير لحماية العمال بها، فلم يكن هدفها سوى حماية مصالح الرأسماليين.

ينص تقرير اللجنة، الذى رفعته إلى مجلس الوزراء، على بيع 14 شركة رابحة ضمن القائمة «ج»، بين عامى 2004 و2006، أو بعد ذلك «حسب ظروف الطلب فى الأسواق» بحسب تعبير التقرير.

القائمة ج

الشركة الأرباح عدد العاملين
1 النصر للتعدين 41.1 مليون جنيه 1318
2 النيل للزيوت والمنظفات 22.7 3002
3 الملح والصودا المصرية 19.5 2827
4 المصرية للنشا والخميرة 11.6 1414
5 طنطا للزيوت والصابون 12.2 3757
6 إسكندرية للزيوت والصابون 10.8 3817
7 مصر الجديدة للإسكان والتعمير 55.7 1089
8 المعادي للتنمية والتعمير 33 595
9 مصر للفنادق 44.6 89
10 النصر للإسكان والتعمير 26.5 493
11 المعمورة للإسكان والتعمير 52 599
12 الدلتا العامة للمقاولات 0 300
13 الجمهورية العامة للمقاولات 29.5 352
14 المستودعات المصريه العامة 11.6 1484


كما ينص على بيع 111شركة، ضمن القائمة «أ» والقائمة «ب»، اللتين يفترض أنهما تضمان الشركات الخاسرة وقليلة الربحية، خلال الأعوام 2004 و2005 و2006، والإبقاء فقط على 53 شركة من القائمة «ه» التى تضم شركات أخرى رابحة، تمثل الكيانات المهمة، التى تخدم التنمية والاستقرار الاجتماعى، وبعض الأبعاد الاستراتيجية الأخرى، 49 شركة منها تحقق أرباحا بلغت 1810 ملايين جنيه، وأربع تعالج أوضاعها، مع تحديث تلك الشركات من جميع الجوانب: الإدارة، الهياكل المالية، والعمالية، والفنية، وجعلها جميعا شركات عالية الربحية ابتداء من يناير 2007.

القائمة أ وب

الشركة الأرباح أو الخسائر عدد العاملين
1 النقل والهندسة 268.3- مليون جنيه 3474
2 مصر للحرير الصناعي 190.7- 5444
3 النصر للتصدير والاستيراد 176.8- 623
4 المصرية لغزل ونسيج الصوف (وول تكس) 119.3- 3586
5 السيوف للغزل والنسيج 94.5 - 4468
6 المحلات الصناعية للحرير والقطن (اسكو) 92.3 - 3522
7 النصر للسيارات 64.5 - 4643
8 إسكندرية لكربونات الصوديوم 57.2- 272
9 مصانع النحاس المصرية 46.6- 1641
10 النصر لصناعة مواتير الصلب 41.8 - 2523
11 شركة بيع المصنوعات 41.4 - 2252
12 الأزياء الحديثة (بنزايون ) 32- 1804
13 النصر للأجهزة الكهربائية (نيازا ) 28.4- 2090
14 المصريه لصناعة وسائل النقل الخفيف 28.1 - 585
15 النصر للتليفزيون 26.3- 792
16 المصرية للإنشاءات المعدنية (ميتالكو) 25.7 - 3824
17 الشرقية للغزل والنسيج 25.2- 2865
18 ميت غمر للغزل 24.7- 2302
19 الملابس والمنتجات الاستهلاكية (صيدناوي ) 23.8- 2968
20 النصر للملاحات 22.9- 1665
21 منيا القمح للغزل 20.3 - 1393
22 الدلتا للصلب 17.5 - 2283
23 المصرية للمواسير (سيجوارت) 16.8- 3365
24 المحاريث والهندسة 12- 529
25 النصر للمطروقات 10.7- 982
26 التجارية للأخشاب 9.6- 496
27 النصر لمنتجات الكاوتشوك (ناروبين) 9.4- 800
28 النيل للهندسة العمومية 8.3- 662
29 القاهرة للمعادن 7.6- 424
30 النقل النهري 7- 3637
31 العامة للمعادن 6.2- 1135
32 النصر للهندسة والتبريد (كولدير ) 6.2- 432
33 العامة لمنتجات الجوت 6.2- 1404
34 مصر للألبان والأغذية 5.7- 996
35 المحمودية للغزل 2.9- 1186
36 صناعة اليايات ومهمات وسائل النقل 2.5- 266
37 المصرية العامة لورش الري (ترسانة ) 2.4- 372
38 العامة لمنتجات الخزف والصيني 2- 1072
39 الإسكندرية للمنتجات المعدنية 1.9- 1988
40 المصرية لخدمات النقل البري والسياحي 1.5- 427
41 الإسكندرية لخدمة وصيانة السيارات 0.6 - 94
42 كوم حمادة للغزل 0.5- 1975
43 القاهرة للصباغة والتجهيز 0 649
44 أوتوبيس وسط الدلتا 0 2674
45 المساهمة المصرية للمقاولات (العبد ) 0.1 1308
46 البحر الأحمر للمقاولات 0.2 293
47 المصرية للصناعات الميكانيكية (سابي ) 0.2 48
48 القاهرة العامة للمقاولات 0.2 1091
49 مصر لتجارة السيارات 0.2 337
50 النيل العامة لإصلاح السيارات 0.2 627
51 إسكندرية العامة للمقاولات 0.3 380
52 أطلس العامة للمقاولات 0.4 1314
53 بيوت الأزياء الراقية (هانو ) 0.5 2319
54 العامة للإنشاءات (رولان ) 0.6 450
55 النيل العامة للمقاولات 0.6 383
56 مصر لمعدات الغزل والنسيج 0.7 527
57 البلاستيك الأهلية 0.7 189
58 الوادي الجديد للمقاولات 0.9 392
59 المصرية للأحذيه (باتا ) 1 1445
60 العامة للتجارة والكيماويات 1 325
61 العربيه العامة للمقاولات 1.1 351
62 مواد الصباغة 1.1 936
63 النصر لدباغة الجلود 1.6 550
64 الهندسية لصناعة السيارات 1.9 550
65 المصرية للملاحة البحرية 2.3 1430
66 تصنيع الورق (فرتا ) 2.4 550
67 تسويق الأرز 2.7 521
68 ادفينا للأغذية المحفوظة 2.8 917
69 سورناجا للسيراميك 2.8 102
70 المنصورة للراتنجات 3.4 257
71 أتوبيس الوجه القبلي 3.7 5424
72 العامة لصناعة الورق(راكتا ) 4 1505
73 غرب الدلتا للنقل والسياحة 4.7 2508
74 محلات عمر أفندي 5 5665
75 المصرية العامة للمباني 4.5 254
76 النصر للمباني والإنشاءات (ايجيكو ) 3.8 1823
77 النيل للإنشاءات (سيبيكو) 3.2 960
78 مصر لألياف البوليستر 21.4- 1402
79 الدلتا للغزل والنسيج 34.3- 5513
80 النصر للأصواف والمنسوجات (سيتيا ) 35.4- 4840
81 الشرقية للكتان والقطن 40- 2223
82 الدقهلية للغزل والنسيج 53- 3680
83 وجه قبلي للغزل والنسيج 53- 2918
84 دمياط للغزل والنسيج 61.2- 3975
85 الشوربجي و تريكانو 64.6- 2167
86 مصر الوسطى للغزل والنسيج 75.6- 2349
87 بورسعيد للغزل والنسيج 79.3- 1085
88 مصر لصباغي البيضا 85.3 - 3819
89 النصر للغزل والنسيج والصباغة المحلة 107.8- 5554
90 الأهليه للغزل والنسيج 171.8- 2491
91 مصر لصناعة الكيماويات 25.4 1070
92 سيناء للمنجنيز 17.7 373
93 المصرية للسبائك الحديدية 16.9 1360
94 شرق الدلتا للنقل والسياحة 15.4 5700
95 المصرية لكبس القطن 14 712
96 مصر شبين الكوم للغزل والنسيج 12.9 5579
97 الورق الأهلية 10.7 1008
98 الشرقية للأقطان 10.4 508
99 القاهرة للأقطان 10.2 567
100 الدلتا لحليج الأقطان 9.9 707
101 مصر لتصدير الأقطان 8.7 459
102 إسكندرية للحراريات 8.3 470
103 إسكندرية التجارية 7 535
104 بورسعيد لتصدير الأقطان 7 737
105 مصر للتجارة الخارجية 6.6 402
106 المساهمة لتجارة وتصدير الأقطان 6.3 483
107 الوادي لحليج الأقطان 6.1 578
108 مصر لحليج الأقطان 5.7 919
109 العربية للأساسات (فيبرو ) 5.6 1276
110 مطابع محرم الصناعية 5.5 1334
111 طنطا للكتان 5.3 1103


ويقول التقرير الذى رفعته «اللجنة الوزارية للخصخصة» إلى مجلس الوزراء فى 6 يناير 2004، إن قطاع الأعمال وقتها كان بحوزته 178شركة، بعدما بيعت قبلها 202 شركة قبل ذلك التاريخ.

لكن التقرير المالى لوزارة المالية الصادر عن شهر يوليو الماضى، أشار إلى أن الحكومات المتعاقبة باعت 413 شركة، عبر برنامج الخصخصة، ما بين عامى 1991 و2010، مشددا على أن «هناك خطة لكل شركة، للوصول إلى ذلك الهدف» إلا أنه لم يذكر أى خطة من تلك الخطط.

وقال تقرير «اللجنة الوزارية للخصخصة» إن أهم مزايا الخطة المقترحة: التخلص من خسائر سنوية لا تقل عن 3.1 مليار جنيه، ستتزايد مع الزمن، بفعل عوامل عديدة، أهمها المنافسة الشديدة، وقدم التكنولوجيا، وتهالك المعدات، والأعباء العمالية والمالية، وغيرها، وبقاء عدد محدود من الشركات فى يد الدولة، الشركات الأكثر ربحية، وقوة، مع تحسين كفاءتها، عن طريق نقلها إلى من يستطيع الاستثمار فيها وتطويرها، والمحافظة على طاقات تلك المصانع والشركات كقوة منتجة، من خلال شروط الاستمرار فى النشاط، والمحافظة على أكبر قدر من العمالة بتلك الشركات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.