«قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».. من أشهر ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى تقديرا لدور المعلم فى بناء الأجيال، ولكنها أصبحت مقولة «بالية» فى عصرنا هذا حيث أصبح المعلم تعيسا مهضوم الحق، لكنه استغل الثورات التى اندلعت من أجل التغيير للمطالبة بحقوقه المهدرة. وفى رحلته من إسبانيا إلى مصر إلى فرنسا، توقف قطار إضراب المعلمين الثلاثاء الماضى فى العاصمة القبرصية نيقوسيا. الإضراب قام به معلمو المدارس الثانوية والفنية، ومعهم «جزئيا» زملاؤهم بالمرحلة الابتدائية، كما شارك أولياء الأمور والطلاب، وهدف الإضراب هو رفض الحزمة التقشفية الأولى التى وافق عليها البرلمان لمواجهة أزمة قبرص المالية. وتتضمن الحزمة: قرارا بتجميد صرف بدل غلاء المعيشة للمعلمين القبرصيين حتى نهاية 2011، وتعيين المعلمين الجدد برواتب تصل إلى ألفى يورو، حسبما ذكرت صحيفة قبرص ميل التى نقلت عن أحد المعلمين المضربين إنه توجد ضرائب مستحقة بقيمة مليار يورو وإذا تم جمع حتى نصفها سيحل البلد مشكلة عجز الميزانية بعيدا عن المعلمين. وكما حدث فى مصر، لم يتعاطف المسؤولون القبارصة مع إضراب المعلمين، بل وعبّروا عن صدمتهم قائلين «إن آخر أشخاص يقومون بإضراب من وجهة نظرهم هم المعلمون حيث يتمتعون بامتيازات كبيرة تفوق غيرهم من موظفى القطاع العام»، ونصحوا بأنه كان على «الأساتذة» إظهار دورهم فى المشاركة الاجتماعية فى أوج الأزمة الاقتصادية التى تمر بها بلادهم ليكونوا قدوة للطلاب بدلا من تعليمهم الإضراب.