لم لا؟ أحيانا كثيرة تقضى وقتا طويلا دون أن تشعر بأى سعادة، ربما يصل الأمر بالبعض إلى درجة أنهم ينسون معنى هذه الكلمة، ربما كان هذا هو السبب الذى دعا جيمى إيلن مستشار بالأممالمتحدة إلى تخصيص يوم للسعادة العالمية وهو يوم 20 مارس من كل عام، يوم ليتنا نحاول فيه أن نتذكر مفهوم السعادة، ربما ننجح وربما يحالفنا الفشل، لكن ما رأيك أم نحاول؟ ربما تتساءل عن مفاتيح السعادة.. حاول أن تقترب من الله أكثر، اقرأ القرأن أو استمع له، تأمل فى معانى الآيات، سيشعرك هذا ببعض الراحة، اخشع فى صلاتك، فيمتلئ صدرك بحب الله. متى آخر مرة زرت فيها قريبا لم تصله من مدة؟ متى زرت صديقا قديما قريبا من نفسك؟ إن كانت المسافات متباعدة فلم لا تتصل تليفونيا وتستعيد معه ذكرياتكما الجميلة أو خططا لمشروع زيارة أو خروجة قريبة؟ يقال إن الإنسان يصنع سعادته ولا ينتظرها، وإن نسبة خمسين فى المائة من السعادة هى ملك للإنسان، والنسبة الباقية تعتمد على ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، فحتى إذا كانت الظروف غير مواتية، فما زلت تملك مقود السيارة لتصل إلى بر السعادة. كثيرا ما التقيت بعضا من سكان شعوب مختلفة، ولفت نظرى جيدا أنهم يبتسمون دائما وتتعالى صيحات ضحكاتهم فى الطرقات. نظرت مرة إلى سيدة تضحك بصوت عالٍ فى إحدى الأسواق، كانت تحمل بيدها سلة لبيع الكرز، بدا لى من هيئتها أنها امرأة بسيطة الحال.. كانت تقف مع زميلاتها ويتبادلن الفكاهات.. هل تظن أن الحياة لم تثقل كاهلها بكثير من الهموم؟ وربما وجهت سؤالا إلى أحد السعداء فى محيط اتصالاتك: هل أنت إنسان سعيد؟ فلا تتعجب حينها إذا لمحت وقتها دمعة فى عينيه. فى ثقافات أخرى تجد كثيرين من المضيئة وجوههم ممن يرسمون البسمة على شفاههم يحملون الكثير من الهموم، ولكنهم يتظاهرون بالسعادة وليسعدوا مع الآخرين فربما تتحول هذه المشاعر إلى مشاعر حقيقية. وفقا لتقرير الأممالمتحدة 2018 عن أسعد شعوب العالم، أن عامل الهجرة ممكن أن يؤثر على السعادة، وأن فنلندا تأتى فى المرتبة الأولى ثم النرويج والدنمارك وآيسلندا، وسويسرا، وقد ذكر أنه تم بحث حالة 156 دولة لمعرفة مستوى السعادة على أساس ستة عوامل أساسية تحدد الحياة الطيبة للمرء: مستوى الدخل للفرد، الرعاية الصحية التى يحظى بها، الدعم الاجتماعى، الحرية، الثقة فى النفس، الرفاهية. وشمل البحث أيضا 117 دولة لمعرفة مدى تأثير عامل الهجرة على الأمر، وإذا ما كان المهاجرون سعداء مثلهم مثل المواطنين الأصليين أم لا، فتبين أن فنلندا تأتى فى المرتبة الأولى من حيث عوامل الحياة الطيبة، ومن حيث سعادة المهاجرين فيها بنفس نسبة سعادة المواطنين. رغم أنى قد أختلف مع فكرة الحكم العام على قوم أنهم سعداء أم تعساء، وأننى أعتبر أن السعادة أمر فردى، وأن هناك من الأغنياء المرفهين المتمتعين بالحريات من يعيشون تعساء. السعادة تنبع من داخل الإنسان أولا قبل أن تكون مرتبطة بما يحيطه من ظروف اجتماعية يؤثر ويتأثر بها. الأجمل من ذلك أن أولئك الذين يتمتعون بعلاقة طيبة مع ربهم فإنهم يحيون حياة طيبة كما وعد الله سبحانه، فقال تعالى فى سورة النحل: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) «97». فما رأيك.. هل قررت أن تكون سعيدا؟