موعد إعلان نتيجة امتحانات نهاية العام بجامعة طيبة التكنولوجية    الإسكان: دراسة فتح باب التقنين لحائزي الأراضي في بعض المدن    تراجع كبير في أسعار السيارات والحديد والهواتف المحمولة في السوق المصري    بلينكن يؤكد التزام نتنياهو بمقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    تصفيات كأس العالم وأمم آسيا، تشكيل منتخب الإمارات المتوقع ضد البحرين في مواجهة الليلة    محافظ كفر الشيخ: تحرير 12 محضرا تموينيا ببيلا    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    تداول 73 ألف طن و953 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    «الضرائب»: نتبنى فكرا جديدا لتكثيف التواصل مع مجتمع الأعمال الخارجي    استخدام الأقمار الصناعية.. وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة توزيع المياه في مصر    روسيا تبدأ المرحلة الثانية من مناورات القوات النووية    ارتفاع درجات الحرارة القياسية حول العالم: تحديات التغير المناخي والبيئية    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى المبارك    عاجل| صدمة ل مصطفى شوبير في الأهلي بسبب كولر    خبير تحكيمي يوضح هل استحق منتخب مصر ركلة جزاء أمام غينيا بيساو    منتخب هولندا يكشف بديل دي يونج في يورو 2024    وزير النقل يتفقد محطة أسوان ويعقد اجتماعا مع طوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية    تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى: جدول الرحلات وطرق الحجز    الرابط ورقم الجلوس.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة قنا    موعد ومكان جنازة الموسيقار الشاب أمير جادو    وزيرة الثقافة: المعرض العام من أهم الأحداث الفنية المُعبرة عن روح الحركة التشكيلية    موعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل دواعي السفر على منصة WATCH IT    «لا يكتفي بامرأة واحدة».. احذري رجال هذه الأبراج    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    محافظ بني سويف يوافق على تجهيز وحدة عناية مركزة للأطفال بمستشفى الصدر    "الصحة" تنظم ورشة عمل على تطبيق نظام الترصد للأمراض المعدية بالمستشفيات الجامعية    محافظ سوهاج: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى المبارك    وصول آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    بعد انتهاء الأجندة.. قرار جديد من جوميز بشأن دوليي الزمالك    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    للحجاج، نصائح مهمة تحمي من التعب والإجهاد أثناء أداء المناسك    محافظ الأقصر يبحث التعاون المشترك مع الهيئة العامة للرقابة الصحية    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    8 نصائح من «الإفتاء» لأداء طواف الوداع والإحرام بشكل صحيح    انتشال عدد من الشهداء من تحت أنقاض منازل استهدفها الاحتلال بمدينة غزة    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    وزيرة التنمية الألمانية: هناك تحالف قوي خلف أوكرانيا    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود من "لواء غفعاتي" في رفح    شغل في القاهرة.. بحوافز وتأمينات ورواتب مجزية| اعرف التفاصيل    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    توجيهات هامة من وزير السياحة بشأن نزلاء الفنادق الألمان    عيد الأضحى 2024.. الإفتاء توضح مستحبات الذبح    أبو الدهب: ناصر ماهر مكسب كبير للمنتخب    صلاح لحسام حسن: شيلنا من دماغك.. محدش جه جنبك    كواليس جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي ومدة إيقافه المتوقعة    إيلون ماسك يهدد بحظر استخدام أجهزة "أبل" في شركاته    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    آبل تطلق نظارات الكمبيوتر فيجن برو في السوق الألمانية    عيد الأضحى 2024.. إرشادات هامة لمرضى النقرس والكوليسترول    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    دفن جثة شخص والاستعلام عن حالة 2 مصابين في انقلاب موتوسيكل بأوسيم    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزواج القبلي.. عندما تلغي العادات والتقاليد شرع الله
نشر في التحرير يوم 08 - 03 - 2018

فتيات لا يمتلكن أجسادهن، أو حتى الحرية في اختيار أزواجهن، فالشريك دائما ما يكون ابن العم، ولمَ لا؟! فهن يخضعن لعادات القبيلة والتي تمثل شرعا يطُبق على الجميع في كل شيء، وإذ خالفن شرع القبيلة يتعرضن للقتل أو التعذيب أو المنع من الخروج.. وإذا تزوجت الفتاة بآخر من خارج العائلة فهذا بمثابة "العار".
هنا في محافظات الصعيد، خاصةً محافظة قنا، حيث تمتلك القبائل والعائلات، دستورا وقوانين وأعرافا مختلفة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت تلك الدساتير العرفية القديمة التى يتمسك الأهالى بها منذ مئات السنوات، تلك الأعراف تسير على الكبير قبل الصغير، والتى تمنع ارتباط الفتيات بشخص آخر من خارج قبيلتهن، خاصة قبيلتي الأشراف والهوارة اللتين ترفضان زواج فتياتهما بآخرين من خارج القبيلة.
بعض الفتيات تلجأ للانتحار هربا من ضغوطات القبيلة، والتى تحاول إجبارها على الزواج من أحد أبناء العمومة، حتى وصل عدد الفتيات اللاتى حاولن الانتحار إلى 150 محاولة خلال العام الماضي، أي ما يعادل محاولة انتحار كل 72 ساعة، حسب إحصائيات من مديرية أمن قنا ومديرية الصحة والسكان بالمحافظة.
وفي اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق اليوم الخميس، الموافق ال8 من شهر مارس، فتحت "التحرير" ذلك الملف الشائك لدى قبائل وعائلات الصعيد، التى تتمسك بأعرافها وتقاليدها القديمة، التى تنفذها رغما عن الفتيات والذكور.
قبائل وعائلات الصعيد
لعل قبائل "العرب والهوارة والأشراف" هى أشهر القبائل التى عرفها الصعيد على مر التاريخ، بما تحمله من أصالة وعراقة وتقالييد وقيم، استمدوها من أجدادهم، لتبقي هذه القبائل محط احترام وتقدير الجميع فى صعيد مصر.
قبيلة العرب، هي القبيلة التى انحدرت من شبه الجزيرة العربية، وتنتشر في مختلف المحافظات الصعيدية، أما الأشراف فهي القبيلة التى يرجع نسبها إلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما قبيلة الهوارة فهي القبيلة التى انحدرت من الشمال الإفريقي، ولعل أبرز رجالها شيخ العرب همام، محارب المماليك قديما.
الأشراف: نرفض الزواج من خارج القبيلة حفاظا على النسب
يقول رفاعي عبد الوهاب عمر، مدير عام كلية هندسة الأزهر بقنا سابقا، ونقيب قبيلة الأشراف، إن أبناء القبيلة توارثوا عادات وتقاليد ما زالوا يحافظون عليها، حيث العرف الذي يسود على القانون، وهي العادات والتقاليد المتبادلة بين أفراد القبيلة والمجتمع، قائلاً: "لقينا عاداتنا وتقاليدنا إن بناتنا ماتتزوجش خارج القبيلة".
وتابع نقيب الأشراف: هناك بعض الهفوات في المحافظات الأخرى خارج محافظة قنا، بعد أن قام البعض بتزويج بناته لأغراب من خارج القبيلة، متهما النساء بالتسبب فى هذه الهفوات لأنهم هن من يقنعن الأب بزواج البنت من غريب"، مؤكدا أن من يزوج ابنته لغريب من خارج القبيلة لا يعيش بيننا فى الصعيد.
نقيب الأشراف استند إلى ما قاله الإمام الشافعي عن شروط الزواج وضرورة أن يتوفر في الزواج شرطان أساسيان، الأول الكفاءة في النسب، والثاني الكفاءة الاجتماعية، بمعنى الشريفة للشريف والشريف للشريفة، وأن تحدث عملية توازن بينهما، منوها بأن القبيلة ترفض زواج الفتيات من قبيلة أخرى حفاظا على النسب حتى لا تختلط الأنساب.
نقيب الأشراف، قال: وعلى الرغم من وصولنا للقرن الحادي والعشرين، فإنه لم يفلح فى تغيير عاداتنا وتقاليدنا الخاصة بالقبائل، إنما غير من عادات الثأر فقط، معتبرا أن ما تفعله القبائل ليس تعديا على حقوق الآخرين أو تعصبا حفاظا على النسل، موجها كلامه لفتيات القبائل قائلاً: "القبيلة واسعة، خدي أي حد من قبيلتك مش لازم ابن عمك، لأننا هنضمن أخلاق الزوج وهنعرف نسبه، والأهم إنه يكون شريف والبنت المفروض تسأل أبوها وأمها هما بيعملوا كده ليه، وتشوف نتيجة بحثها وسؤالها".
رجال الأشراف يتزوجون من خارج القبيلة
ونوه نقيب الأشراف، بأن الذكور في القبيلة، يمكنهم الزواج من خارج القبيلة بعكس الفتيات، على الرغم من أن ذلك فعل منبوذ أيضا، لكن الرجل يجني ثمار ذلك فيما بعد، لأن القبيلة "تعيره وتعير أبناءه بأن الأم من غير الأشراف".
الهوارة: ماعندناش بنات في الجواز تطلع بره.. واللي تطلع مالهاش دية
"ماعندناش بنات في الجواز تطلع بره، واللي تطلع مالهاش دية، لو خرجت عن طوعنا ندبحها ونغسل عارها"، عبارات بدأها أحمد الهواري، أحد كبار قبيلة الهوارة بمحافظة قنا، رافضا زواج أي فتاة من قبيلته من رجل من خارج القبيلة أو خارج فروعها المنتشرة بمدن ومراكز المحافظة بل ومحافظات الصعيد بأكملها شمالاً وجنوبا.
الهواري ألمح إلى أن القبيلة ترفض زواج فتياتهم من قبيلة أخرى مهما كانت الأسباب، قائلا: "مافيش حاجة عندنا اسمها حب، البت لابن عمها والواد لبت عمه، دي عادات وتقاليد وموروثات قديمة لن نتخلى عنها حتى لو دخلنا في القرن المليون، مش الواحد والعشرين".
الهواري أكد أن قبيلة الهوارة لا تقلل أو تنقص من عائلة أو قبيلة أخرى، ولكن الهواري للهوارية والهوارية للهواري، فهم أحفاد شيخ العرب همام الهواري، ومن تحاول الخروج عن تلك العادات وكسرها يكون مصيرها الموت فقط لا غير، ولا وجود لحلول أو بدائل أخرى.
عزوة القبيلة والحفاظ على الأرض والمال
وبرر الهواري في سياق حديثه، أن رفض القبيلة زواج فتياتهن من الخارج، وتلك العادات والتقاليد القديمة، من أجل الحفاظ على عزوة القبيلة حيث إنها تقف يدا واحدة، فضلاً عن الحفاظ على مكانة القبيلة الاجتماعية وأرضها ومالها، قائلا: "الهوارة عندها آلاف الأفدنة من الأرض، مش هنجوز بناتنا لحد ماعندهوش فدانين تلاتة وياخد مالها اللى تعبنا وشقينا فيه أكتر من عشرين وتلاتين سنة، عشان خاطر حب وكلام فاضي".
صعيديات: الزواج القبلي ظلم للفتيات
نور راغب، سيدة مقيمة بمحافظة قنا، ذكرت أن الزواج القبلي هو القضية الكبرى التى يجب تفجيرها، لأنها أكبر ظلم للفتيات، لأن الفتاة تربى على عادات وتقاليد وأسلوب معين في حياتها، وبمجرد أن تخرج إلى الانفتاح ترى دنيا غير الدنيا التى تعيشها وسط أسرتها وعائلتها، بل وترتبط لأن لها أحاسيس ومشاعر تختلف تماما عن التربية التى عاشت عليها، قائلة: "إذا ارتبطت الفتاة من خارج القبيلة، وعاشت معه تجربة الحب سيكون مصير ذلك الحب الإعدام، لأنها من عائلة ترى أنها راقية لا يمكن أن تتزوج من عائلة أخرى".
القتل والحبس بسبب محاولة الزواج من الخارج
وأفادت راغب أن الزواج القبلي سلبي جدا، ولا يعطي للفتاة حرية أن تكون أما مثالية لأبنائها، خصوصا في المستقبل وسط حالة التقدم والعولمة والانفتاح التى نعيشها، لافتة إلى أنها حاولت الزواج من خارج القبيلة من قبل وقاومت مع أهلها وأسرتها، وتعرضت للعديد من الضغوطات، مثل الحبس في المنزل، والضرب والاعتداء عليها من أسرتها، والتهديدات والقتل والسم ومنعها من تناول المأكولات أو المشروبات.
عنوسة وإهانة للفتيات
أما منى جمال عبد الله، سيدة مقيمة بمحافظة قنا، لا تنتمي لأي قبيلة بالمحافظة، ولكنها ذات أصول صعيدية، فأكدت أن الإجبار على الزواج القبلي يؤدي إلى إهانات كبيرة، في حالة محاولتها الخروج عن العادات والزواج من خارج القبيلة.
وتابعت: الزواج القبلي يؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات بمختلف القبائل التى تتمسك بتلك التقاليد والأعراف القديمة، حيث إن هناك العديد من الفتيات يمتلكن الجمال والأخلاق والعلم، لكنهن تخطين السن في أن يجدن الزوج المناسب، لانتظار عائلاتهن أبناء أعمامهن وأخوالهن أو أحد أبناء القبيلة، على الرغم من أنه قد يتقدم لزواجها شخص من خارج القبيلة يكون على درجة من العلم والأخلاق، قائلةً: "هنالك حرمانية، حيث إن القبائل تمنع حلال إزاي في العصر ده، نخشى العادات أكثر من أن نخشي الله في التمسك بعادة ليس لها أي أساس ديني".
مروة: العائلات بتدور على الأصل والنسب
مروة علي، فتاة من محافظة قنا، قالت إن فكرة الزواج القبلى منتشرة في مختلف أنحاء الصعيد، حيث إن العائلات تبحث عن الأصل والنسب في حالات الزواج للفتيات، وترفض العائلات النسب والزواج من بعضها في حالة إن كان أصل العائلة الأخرى أقل منها، مشيرةً إلى أن قبيلة الأشراف قضيتها الأولى هى الحفاظ على النسب، ولكن لا بد من الحفاظ على النسب دون الإكراه، قائلة: "انا ضد فكرة الإجبار ولكن مع فكرة المحافظة على النسب والنسبة الكبرى بين العائلات ترفض الزواج من خارج القبيلة، ولا بد للمجالس التنفيذية وقيادات العائلات التعامل مع القضية بشكل كبير لمحاولة حلها".
رفضت الزواج من ابن عمها فمنعتها أسرتها من التعليم
وألمحت ميريت أمين، مقيمة بمركز دشنا شمال قنا، أن هناك العديد من الفتيات يجبرن على الزواج من داخل قبائلهن، وفى حالة الرفض تمنع من استكمال التعليم، مستشهدة بقصة لزميلة لها رفضت الزواج من ابن عمها، فتم منعها من استكمال تعليمها.
أسماء: حاولت الزواج من خارج القبيلة وفشلت
أسماء عطا، والمقيمة بمركز قوص جنوبي قنا، قالت إنها حاولت الزواج في وقت معين من خارج القبيلة، ولكن قبيلتها رفضت ذلك، وفشلت كل محاولاتها، واستسلمت للأمر الواقع، مشيرةً إلى أن الزواج القبلي، منتشر تماما بين القبائل والعائلات المختلفة بمدن ومراكز قنا بل ومحافظات الصعيد بأكملها، على الرغم من كوننا في القرن الحادي والعشرين.
محامية: الفتيات المتعلمات يتزوجن غير متعلم
مروة عبد الرحيم، المحامية بالاستئناف العالي بقنا، قالت إن الزواج القبلي بحكم العادات والتقاليد منتشر كثيرا بالصعيد، وتتعرض الفتيات للزواج القبلي، ولا يمكن للفتاة أن تخالف تعليمات القبيلة، حيث لا بد أن تتزوج الفتاة من أحد أقربائها ولا يمكنها الرفض أو مخالفة الأوامر.
وأوضحت المحامية بالاستئناف العالي، أن الفتاة حتى ولو كانت متعلمة أو وصلت إلى درجة علمية كبيرة، سواء الدكتوراه أو غيرها من المراحل والدرجات العلمية، فتتزوج ابن عمها حتى لو كان شخصا غير متعلم بالمرة.
العنوسة والثأر
وأوردت عبد الرحيم، أن الفتيات بالمحافظة ليس أمامهن سوى أمرين، إما الزواج من داخل قبائلهن وقبول العادات، أو بقاؤهن دون زواج، وبذلك تصل إلى سن العنوسة، وإذا فكرت أن تخرج عن العادات فقد يعرضها ذلك للقتل، خاصة إذا حاولت الزواج من قبيلة أخرى، وقد يتسبب ذلك في نشوب خلافات ثأرية بين العائلات، لأن من تريد الزواج منه يتعرض أيضا إلى جانبها للقتل.
زيادة حالات الطلاق
وتفيد المحامية بالاستئناف العالي أن الزواج القبلي وإجبار الفتيات على الزواج، تسبب في زيادة حالات الطلاق، والانفصال والتفكك الأسري، نظرا لإجبار الفتاة على الزواج على الرغم من رفضها الزوج، وتزيد حالات الانفصال والطلاق في زواج الأقارب أكثر من حالات الانفصال لزواج الأغراب، بحكم أن كلا منهم يتمسك بأن ابنته أو ابنه هو الأصح.
صبغة صعيدية
أحمد عبد الغني، محام بمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، قال إن الصعيد يمتلك صبغة للقبليات التى تفرض الزواج القبلي للأقارب والمتجذرة بداخله، فكل قبيلة بالصعيد تنظر كونها القبيلة الأكبر والأحسن والقبائل الأخرى قبائل أقل منها، مما يتعارض مع الحقوق والمساواة، لافتا إلى أن الآلاف من القضايا في محاكم الأسرة بسبب الزواج القبلي، فهناك طبيبات يتزوجن من أشخاص غير حاصلين على مؤهلات تعليمية بسبب كونهم أحد أبناء العمومة.
محاولة انتحار كل 72 ساعة
حسب مصدر أمني بمديرية أمن قنا، فإن مديرية الأمن سجلت قرابة ال150 محاولة انتحار منها ما نجح خلال عام 2017 الماضي، بسبب الإجبار على الزواج القبلي، مشيرا إلى أن جميع محاولات الانتحار لفتيات ما بين ال16 وال30 عاما، وكان الغرض هو الهروب من الضغط والإجبار على الزواج، وأن مراكز قنا وأبو تشت ودشنا هى الأعلى فى تسجيل هذه المحاولات.
جواز عتريس من فؤادة باطل
ومن أبرز وقائع الزواج القبلي، كانت واقعة تشبه طريقة الفيلم العربي "شيء من الخوف" ومقولة الفيلم الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل"، في واقعة أشد مأساة من أفلام الرعب التى من الممكن أن تفزع الكبار والصغار، بعدما تحولت حياة أسرتين إلى جحيم بسبب العادات والتقاليد القديمة في صعيد مصر خاصة لدى قبائل "العرب والهوارة والأشراف".
"الطلاق أو القتل" شبح واجهته فتاة تدعى، راندا.أ.ب، ابنة قبيلة الهوارة في مركز أبو تشت شمال محافظة قنا، بسبب زواجها من شخص خارج قبيلة "الهوارة"، مما أدى إلى تهديدها بالقتل هى وزوجها من قبل أفراد عائلتها بسبب تقاليد العائلة الرافضة لزواج فتيات القبيلة من خارجها.
الفتاة استغاثت بالشرطة ووزير الداخلية بسبب حبسها هي وأفراد أسرتها بداخل منزلهما، ومحاولة قتلهما من قبل أفراد قبيلة "الهوارة"، وروت الفتاة قصتها قائلة: "البداية كانت عندما أحببت شخصًا يدعى أشرف من خارج قبيلة الهوارة، وقررنا الزواج وجاء إلى منزل أسرتها وطلبها للزواج".
وأضافت الفتاة أن والدها وافق على زواجها من الشخص على الرغم من كونه ليس من أبناء قبيلتها، وقرر عقد قرانهما دون معرفة أبناء قبيلتها، مما أدى إلى حدوث ثورة غضب من قبل القبيلة بأكملها ضد أسرة الفتاة وكذلك أسرة زوجها، وقاموا بحبسها بداخل منزلها وتهديدها بالقتل أو بالطلاق من زوجها.
وذكرت أنها ستغاثت بوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار وقوات الأمن في محافظة قنا لإنقاذها من أبناء قبيلتها الذين قاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه منزل أسرتها، وقاموا بحرمانها من زوجها وتهديدها بالقتل إذا لم يتم طلاقها من زوجها وتزويجها من ابن عمها، وفي النهاية انفصلت عن زوجها بسبب عادات وتقاليد الأسرة.
الدين: لا فرق بين عربي أو أعجمي
وبدوره أفاد الشيخ أشرف حسن، من مشايخ الأزهر الشريف، أن الدين لا يرفض زواج فتاة من آخر من قبيلة أخرى، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكد أنه لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى، رافضا ما يحدث من العادات والموروثات القديمة، حيث إن شرط الزواج هو القبول وموافقة الطرفين ثم الإشهار.
مايا مرسي: الزواج القبلي أساس مشكلات الصعيد
ومن جانبها أعربت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، عن رفضها الشديد لما يحدث في الزواج القبلي بمحافظات الصعيد المختلفة، حيث إنه يتسبب في العديد من المشكلات، بل هو أساس المشكلات التى تحدث في المحافظات الصعيدية، ويحاول المجلس القومي بمختلف فروعه توعية المواطنين بأهمية قبول الفتاة للزواج أو رفضها والاستماع لذلك من خلال الندوات وحملات طرق الأبواب، مؤكدةً أن الزواج القبلي منتشر بنسبة أكبر بمحافظات جنوب الصعيد.
أمراض بسبب زواج الأقارب
الدكتور علي أبو طالب، طبيب الأطفال بمحافظة قنا، قال إن زواج الأقارب يؤدي إلى مشكلات وأمراض وراثية وجينية للأطفال في حالات الإنجاب، حيث إنه يكون أحد الأسباب الرئيسية التى تؤدي إلى ولادة جنين غير مكتمل وإنجاب أطفال غير طبيعيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.