أعرف أن قلبك يقطر حزنًا مثل قلوب المصريين جميعًا، أن تسيل دماء المصلين الأبرياء دون وجه حق، اتخذهم الله تعالى شهداء، اختارهم نعم، وشاء أن يُقضى أجلهم على أيدى مجرمين وقتلة فى تلك اللحظة من بداية خطبة الجمعة التى كان الخطيب يتحدث فيها عن ذكرى المولد النبوى فى شهر ربيع الأول، عن فضائل أخلاق الرسول الكريم. لم تهدهم آيات قرآنية يسمعونها، ولم يردعهم مشهد مصلين خاشعين، صدقوا شياطين الإنس وبايعوهم بالسمع والطاعة لجهاد الفساد فى الأرض كما يظنون، كما قتلوا من قبل مسيحيين وضباط جيش وشرطة أثناء تأدية واجبهم. أى ريح شريرة جاءت بهم؟ وإلى متى يستمر هذا السلسال من الدم؟ متى نصر الله، متى؟ استمعت إلى حديث إرهابى مع الأستاذ عماد الدين أديب فى إحدى القنوات التليفزيونية، كان يحاوره ويسأله عن طريقة تفكيره، وكان يجيب بثقة نفس ويقول إنه طالما بايع رئيس جماعتهم على السمع والطاعة لأنه أعلم منه وينفذ كلام الله من أجل جهاد حكومات فاسدة، فهو لا يشعر أبدًا بوخز ضمير وهو ينفذ أمرًا من الأوامر بالتفجير والقتل، يذهب إلى بيته بعدها، يتناول عشاءه ويضع رأسه على الوسادة براحة، وهو يشعر بأنه أرضى ربه وأنه يسعى لحسن العاقبة. منطق عجيب وغريب أن يسلم الإنسان عقله كصفقة بيع مجانية لمن يفسدون فى الأرض، وجزاؤهم أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف. ندعو الله أن يتغمد الشهداء برحمته، وأن يصبر أهليهم، وأن ينصر جيشنا الذى يحارب لنصرة الحق والعدل بكل إيمان.