اعتذر ممثل الحكومة الإسبانية الرسمي في إقليم كتالونيا، اليوم الجمعة، عن تعامل الشرطة العنيف، خلال استفتاء استقلال الإقليم، الذي جرى في اليوم الأول من شهر أكتوبر الجاري وكانت نتيجته في صالح انفصال الإقليم. إنريك ميلو، ممثل حكومة مدريد، قال في حوار تلفزيوني له "حين أرى هذه الصور وحين أعرف أن هناك أناسا تعرضوا للضرب والدفع بل وإن شخصا نقل إلى المستشفى فلا يمكنني إلا أن أعبر عن أسفي لذلك وأعتذر نيابة عن الضباط الذين تدخلوا". يأتي هذا مع استمرار حرب التصريحات بين حكومة إقليم كتالونيا وحكومة مدريد، على خلفية إصرار السلطات الإقليمية على المضي قدما في إجراءات الانفصال، الأمر الذي اعتبرته مدريد مخالفا للدستور. فما هي أهمية هذا الإقليم المثير للجدل؟ تحتل كاتالونيا ما يزيد قليلا عن6.3٪ من أراضي إسبانيا، أي ما يعادل 32 ألف و114 كيلو مترا، ولكن أهميتها لا تتناسب مع حجمها. ويصل عدد سكانها إلى 7.45 مليون نسمة، أي تمثل المنطقة 16٪ من سكان إسبانيا. كما يشكل اقتصادها البالغ 215.6 مليار يورو، وهو أكبر من اقتصاد معظم بلدان منطقة اليورو، أكثر من خمس الناتج المحلي الإجمالي الإسباني. ويصل حجم صادرات كتالونيا إلى 65.2 مليار يورو، وتمثل أكثر من ربع إجمالي الناتج المحلي. في حين تمثل الاستثمارات الأجنبية للإقليم، التي تصل لنحو 37 مليار يورو، أكثر من ربع الاستثمار الداخل إلى إسبانيا. وتعاني كاتالونيا من معدلات بطالة أقل وتقلص في الدخل بشكل عام عن بقية إسبانيا. إذ يصل معدل البطالة بها إلى 13.2٪، في مقابل 17.2٪ لإسبانيا ككل. نصیب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لیس أعلی من إسبانیا، ولکنه أعلی من المتوسط الوطني، في حین أن التفاوت أقل. ويشعر سكان كتالونيا بالرفاهية أكثر من الإسبان ككل.