في ظل المطالب بالاهتمام بالتعليم الفني، أقدمت وزارة التربية والتعليم على خطوة تأسيس مدرسة الضبعة النووية، كمدرسة ثانوية فنية مدة الدراسة فيها 5 سنوات، بحيث يتخرج فيها طلاب مؤهلون للعمل في المفاعل النووي المزمع إنشاؤه، أو الالتحاق بكليات الهندسة في فروع الطاقة النووية، لكن هل تنجح تجربة مدرسة الضبعة في تطوير التعليم الفني أم ستكون مثل تجربة مدرسة جلال فهمي؟ تشترك مدرسة الضبعة التي ستبدأ الدراسة بها العام الجديد 2017/ 2018 لأول مرة مع مدرسة جلال فهمي الثانوية الفنية، التي نشأت في السبعينيات من القرن الماضي، في مدة الدراسة وهي 5 سنوات، وتحتاج إلى القبول فيها لدرجات أعلى من الدرجات المطلوبة للالتحاق بمدارس الثانوي العام. كان الهدف من مدرسة جلال فهمي الشهيرة ب«الصنائع الألماني»، هو إعداد خريجين مؤهلين لسوق العمل يمتلكون المهارة، وكانت في بدايتها خاضعة لإشراف ألماني، مع توفير منح دراسية بألمانيا للمتفوقين والأوائل بها، إلا أنه بعد رحيل الألمان عن الإدارة والتدريس لم تعد المدرسة كما كانت وتأثرت بالمناخ العام في التعليم المصري. ويقول الدكتور سمير النيلي، وكيل وزارة التربية والتعليم في مرسى مطروح، إن فكرة إنشاء مدرسة الضبعة النووية كانت باقتراح من الرئيس السيسي، لتخدم على المفاعل النووي المزمع إنشاؤه، لافتا إلى أنها أول مدرسة متخصصة في الطاقة بالشرق الأوسط. ويضيف أن مدرسة الضبعة ستكون تابعة لوزارة التربية والتعليم، لكن إنشاءها سيكون بالاشتراك بين التربية والتعليم ووزارتي الكهرباء والإنتاج الحربي التي ستقدم التجهيزات على نفقة التعليم. المدرسة مقامة على مساحة 8٫5 فدان، تحتوي على 9 مبان، 3 منها لورش الكهرباء والميكانيكا والإلكترونيات، ومبنيين لإقامة الطلبة والمعلمين، ومبنيين للحراسة، ومبنى لغرفة الكهرباء. ويوضح النيلي أن كل صف دراسة بالمدرسة سيحتوي على 75 طالبا، مقسمين على 3 فصول، وكثافة كل فصل 25 طالبا، أي أنها ستحتوي 225 طالبا في ال5 سنوات. وعن مستقبل الخريجين من المدرسة أشار إلى أنه سيكون لهم فرصة للعمل في محطة الطاقة النووية، أو الالتحاق بكلية الهندسة فرع الطاقة النووية، أو السفر في بعثات للدراسة في روسيا التي تنشئ المحطة، وأوضح أنه 1875 طالبا تقدموا للالتحاق بالمدرسة، علي أن يتم قبول 75 طالبا منهم، من الحاصلين علي مجموعي 250 درجة من 300، لافتا إلي أن 740 طالبا ممن تقدموا بأوراقهم تخطوا 290 درجة، بينهم طالب حصل على 300 من 300، من بينهم 220 طالبا من محافظة مطروح التي سيقبل منها 40% من الطلبة المتقدمين. وقال النائب جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن اللجنة مهتمة بالتعليم الفني بصفة عامة، ويرى أن المدرسة تخصصية، وتخدم على محطة الطاقة النووية، وستكون إضافة للتعليم الفني. وأوضح أن تفاصيل إنشاء المدرسة مع نائب الوزير، وأن اللجنة تضع استراتيجيات وتتابع آلية التنفيذ، ومراقبة الأداء. وأشار النيلي إلى أن مناهج الدراسة وضعت من قبل خبراء المناهج بالوزارة بالاشتراك مع خبراء الطاقة، وأساتذة بقسم الطاقة النووية بكليات الهندسة بجامعات مصر المختلفة، لافتا إلى وجود خطة لتطوير التعليم الفني ككل، واختيار المدرسين المتميزين مع وجود حافز مادي لهم.