انتهت الانتخابات البرلمانیة البریطانیة، بنتیجة غیر مبشرة لتیریزا ماي -رئیسة الوزراء البریطانیة-؛ حیث أسفرت عن فوز حزب المحافظین لكن دون الأغلبیة المطلقة. وحصد حزب المحافظین 314 مقعدا، فیما حقق حزب العمال 266 مقعدا، وحزب الدیمقراطیین اللیبرالیین 14 مقعدا، والحزب القومي الاسكتلندي 34 مقعدا، بينما حصلت باقي الأحزاب على 55 مقعدا. وأشارت صحیفة "الإندبندنت" البریطانیة، إلى أن "نتائج الانتخابات كانت ضربة قاصمة لمصداقیة تیریزا ماي، ووضعت علامة استفهام كبیرة بخصوص إجراءات خروج بریطانیا من الاتحاد الأوروبي". وأضافت "أن ماي دعت لإجراء الانتخابات في الأساس، للحصول على أغلبیة قویة، لدعمها وحزبها في مفاوضات الخروج مع الاتحاد الأوروبي، ما قد یدفع حزب المحافظین لتشكیل تحالف مع أحزاب أخرى، الأمر الذي قد یشجع الأحزاب المعارضة للخروج من الاتحاد الأوروبي لتكوین تحالف معارض". وعبر مسؤول بالاتحاد الأوروبي عن صدمته من نتیجة الانتخابات قائًلا "كنا نتوقع فوز المحافظین بأغلبیة مطلقة بنحو 30 أو 40 مقعًدا". ومع اقتراب موعد انطلاق مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، اقترح مسؤولون في المفوضیة الأوروبیة ببروكسل، تأجیل بدایة المفاوضات، في الوقت الذي شككت فیه الصحیفة في مدى فائدة هذا التأجیل في تحسین موقف بریطانیا. وأضافت الصحیفة، "أن حزب المحافظین یسعى للبقاء على رأس الحكومة أما بإقامة تحالف، أو التخلي عن الأغلبیة في مجلس العموم البریطاني، الأمر الذي قد یضعف من موقف الحزب". ومن المتوقع أن یدفع هذا الأمر ب"ماي" إلى السعي للحصول على أصوات أحزاب أخرى، والتي ترفض بشدة نهج ماي في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك لتمریر واحدة من أكثر المواد التشریعیة تعقیًدا وإثارة للخلاف، في تاریخ غرفتي البرلمان التي لا تملك فیهما الأغلبیة المطلقة. وأردفت الصحیفة، "حتى لو تمكنت ماي من تمریر العدید من القوانین قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتوصلت إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، فإن أي تسویة نهائیة یجب التصویت علیها في مجلس العموم، الذي لا یتمتع بأي موقف متحد". مضیفة "أن معظم الأحزاب الأخرى ترى أن خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، ستتسبب في انهیار الاقتصاد، الأمر الذي یجعل فكرة تكوین تحالف أمر صعب تحقیقه". وفي الوقت الذي دعا فیه جیرمي كوربن -رئیس حزب العمال-، "ماي" تقدیم استقالتها، واقتراح بعض أعضاء حزب المحافظین نفس الأمر، فإن فكرة تكوین تحالف كبیر بین حزب العمال وحزب المحافظین، وسط استمرار"ماي" في منصبها أمر مستبعد. وأضافت الصحیفة، "أنه حتى في حالة استقالة (ماي)، من الصعب أن یقبل الیمین المحافظ التنازلات التي یجب تقدیمها لنیل دعم حزب العمال، وفي حالة أي تحالف محتمل للمحافظین مع الحزب القومي الاسكتلندي، أو حزب الدیمقراطیین اللیبرالیین، قد یعني أن أي صفقة جدیدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، یجب أن تعرض للاستفتاء العام مرة أخرى".