تبادلت كل من كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة اليوم الاتهامات والتحذيرات والتهديدات ليعود التوتر إلى المنطقة، ومخاوف من نشوب حرب نووية تقود العالم إلى مصير مجهول، واعتبرت بيونج يانج التدريبات الأمريكية الأخيرة لاعتراض صواريخ باليستية "استفزازًا عسكريًّا خطيرًا"، مشيرة إلى أن واشنطن تحضر لحرب نووية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن مسؤول عسكري قوله إن "الإمبرياليين الأمريكيين قاموا يوم 30 مايو الماضي في قاعدة باندنبرج بولاية كاليفورنيا بتدريبات كانت تمثل اعتراض صاروخ باليستي عابر للقارات يطلق من جمهوريتنا، وتعتبر مثل هذه العمليات استفزازًا عسكريًّا خطيرًا". وأضاف المسؤول أن هذه التدريبات "تدل على أن التحضيرات الأمريكية لحرب نووية وصلت إلى مراحلها الأخيرة"، وكانت واشنطن قد أجرت يوم الثلاثاء الماضي تجربة ناجحة لصاروخ قادر على اعتراض صواريخ باليستية عابرة للقارات، وخلال التدريبات اختبرت منظومة "جي إم دي" للدفاع الصاروخي في ولاية كاليفورنيا، التي أصابت صاروخا أطلق من جزر مارشال في المحيط الهادئ. ووضعت "جي إم دي" قيد التشغيل في عام 2005؛ وتضم حاليا 30 صاروخا اعتراضيا نشرت في ولايتي ألاسكا وكاليفورنيا لحماية أراضي الولاياتالمتحدة من الصواريخ، حيث من المقرر إتمام نشر 15 صاروخا آخر في عام 2017 الحالي. في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن بيونج يانج وبرنامج أسلحتها النووية يشكلان "تهديدا لنا جميعا"، داعيا المجتمع الدولي إلى عمل مشترك حول هذه القضية. وقال ماتيس في خطاب خلال القمة الدفاعية بسنغافورة "يتحتم على كل منا أن يقوم بما عليه لإتمام التزاماتنا والعمل معا لدعم هدفنا المشترك بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية". وأضاف أن "أفعال النظام الكوري الشمالي غير قانونية بشكل واضح بموجب القانون الدولي"، مضيفًا "هناك إجماع دولي قوي على أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر. سياسة الصين المعلنة حول شبه جزيرة كورية خالية من السلاح النووي هي أيضا سياستنا، وكذلك سياسة اليابان وجمهورية كوريا"، لافتا إلى أن "إدارة ترمب يشجعها التزام الصين الجديد بالعمل مع الأسرة الدولية للتوصل إلى نزع السلاح النووي". وفرض مجلس الأمن الجمعة عقوبات على 18 مسؤولا وشركة في كوريا الشمالية، وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي إن "مجلس الأمن يبعث برسالة واضحة الى كوريا الشمالية اليوم: أوقفوا إطلاق الصواريخ الباليستية أو واجهوا النتائج". وأكدت أنه "أبعد من العواقب الدبلوماسية والمالية، تبقى الولاياتالمتحدة على أهبة الاستعداد لمواجهة العدائية الكورية الشمالية بوسائل أخرى"، وأجرت حاملتا الطائرات الأميركيتان كارل فنسون ورونالد ريجان وسفن تواكبهما مناورات في بحر اليابان في الأيام الأخيرة، بمشاركة بارجتين يابانيتين، ويتحدث خبراء عن سعي بيونج يانج لتطوير صاروخ قادر على حمل رأس نووي يصل إلى الولاياتالمتحدة.