«إلحقيني إبني بيقتلني».. كانت هذه الكلمات الأخيرة للحاجة «فاطمة» وهي تُنازع الموت وتستغيث بجارتها «مها» لتشهد لحظاتها فراقها الحياة على يد نجلها «العاق» الذي سدد لها أكثر من 17 طعنة بأنجاء متفرقة بوجهها ورقبتها؛ لمعاتبتها له على سلوك طريق المُخدرات بمنطقة «المتاجر» التابعة لدائرة مركز بلبيس في الشرقية.
«أيوة قتلتها وكنت قاصد ومش ندمان على كده».. بتلك الكلمات وقف «محمد.ع» 30 عامًا، عاطل، يُدلي باعترافاته أمام النيابة العامة، بعد ضبطه والسلاح المُستخدم في الواقعة، خلال أقل من 24 ساعة على هروبه وسط الزراعات عقب إرتكابه جريمته.
يواصل المتهم سرد تفاصيل جريمته: «يومها طلبت من أمي 10 جنيه أجيب سجائر، لكنها مش رضيت وفضلت تنصحني أبعد عن شراء البانجو، وقالتلي هات لك حاجة تنفعك بدل السموم دي، وبعدها أعطتني الفلوس ودخلت نامت». وتابع: «استنيتها لحد ما نامت ودخلت عليها بعد آذان الفجر.. ضربتها بالمطواة في ظهرها، لكنها أول ما فاقت فضلت تنادي على جارتنا مها، وتقول لها إلحقيني إبني بيقتلني.. وقتها اتنرفزت وفضلت أضرب فيها بالمطواة في وشها ورقبتها».
وأوضحت التحقيقات، أن جارة المجني عليها، وتُدعى «مها» ربة منزل، اتصلت بنجلة المجني عليها ,أخبرتها بأن شقيقها ضرب والته وأنها استنجدت بها، فما كان من نجلتها إلا أن أبلغت شقيقها «أسامة»، الذي حضر مُسرعًا يحاول إنقاذ والدته، لكنها فارقت الحياة، فور وصولهم مستشفى بلبيس العام.
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العميد سمير أبو روضة، مأمور مركز شرطة بلبيس، يفيد بورود إخطارًا من مستشفى بلبيس العام باستقبال «فاطمة.ح.ر.ال» 50 عامًا، ربة منزل، مُقيمة بمنطقة «المتاجر» ببندر المدينة، مُصابة بعدة طعنات بالوجه والرقبة، وتوفيت فور وصولها مباشرةً.
وتبين من التحريات السرية لفريق البحث الجنائي، أن وراء الواقعة نجل المجني عليها «محمد.ع» 30 عامًا، عاطل، بسبب إدمانه للمُخدرات؛ بعدما طلب من المجني عليها إعطائه مبلغ من المال لشراء مواد مُخدرة، فعاتبته الأخيرة وطالبته بأن يشتري شيء ذو فائدة بدلًا من إنفاق أمواله على المُخدرات.
وتمكن ضباط البحث الجنائي من ضبط المتهم والسلاح المُستخدم في الواقعة، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة.