كتب: تامر المنشاوي الكشف الأثري في يوم الثلاثاء الماضي الموافق السابع من مارس لعام 2017، تم اكتشاف جزئي تمثال على يد البعثة المشتركة المصرية الألمانية، وكان عمق حفرة الاكتشاف 2 متر تحت منسوب المياه الجوفية، الأمر الذي جعل طريقة تحديد أماكنهما ونقلهما صعب للغاية، خاصة لوجودهما تحت المناطق السكانية. وقد قام وزير الآثار بالإعلان عن مؤتمر صحفي للاكتشاف يوم 9 مارس2017، وتم الإعلان العثور على الجزء العلوي من تمثال للملك سيتي الثاني مصنوع من الحجر الجيري بطول حوالي 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل. أما التمثال الثاني فكان يرجح أنه يعود للملك رمسيس الثاني، وهو تمثال مكسور من مادة الكوارتزيت، و يبلغ طوله بالقاعدة حوالي ثمانية أمتار، و أكّد أنه جاري الآن استكمال أعمال البحث والتنقيب عن باقي أجزاء التمثال للتأكد من هوية صاحبه حيث أن الأجزاء المكتشفة لايوجد عليها أية نقوش يمكن أن تحدد لمن من الملوك، ولكن اكتشافه أمام بوابة معبد الملك رمسيس الثاني يرجح أنه يعود إليه. انتشال أجزاء التمثال وفي نفس اليوم تم انتشال ورفع جزء من التمثال عبارة عن التاج الأبيض والأذن بواسطة شوكة معدة، مما أثار جدلًا حول إتباع هذه الطريقة في الانتشال. وفي يوم الأثنين الموافق الموافق 13 مارس 2017، استكملت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة عملها في منطقة سوق الخميس بالمطرية، وقامت بأعمال انتشال الجزء العلوي من التمثال بواسطة رافعة بحضور خبراء النقل والترميم في المتحف الكبير،وتم وضعه في منطقة جافة، وقد قام أخصائيو الترميم بحفظ التمثال جيدًا للحفاظ عليه. وقد حضر هذه العملية، وزير الآثار الدكتور خالد العناني، وعدد من أعضاء مجلس النواب ومنهم أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة و الإعلام والآثار بالبرلمان، وسحر طلعت مصطفى رئيسة لجنة السياحة والطيران، والدكتورة لميس جابر، ويوسف القعيد، وحضر أيضاً الدكتور طارق سيد توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير، ورئيس قطاع الاثار المصرية الدكتور محمود عفيفي، وعدد من اللجنة المشكلة من أساتذة كلية الآثار- جامعة القاهرة، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور ناصر مكاوي، والدكتور ميسرة عبد الله، للكشف على التمثال و التأكد من سلامته. موكب نقل الاكتشافات الأثرية إلى المتحف المصري وفي يوم الأربعاء 15 مارس 2017 الساعة الرابعة عصرًا، قامت وزارة الآثار بالتعاون مع القوات المسلحة، وقامت بتحميل جزئي التمثال المكتشف وعدد أخر من القطع الأثرية المكتشفة في منطقة المطرية بواسطة رافعة ونقلها علي الشاحنة، حتى موعد نقل التمثل للمتحف المصري بالتحرير في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. وتحرك موكب التمثال المكتشف و هم خمس قطع مكتشفة، وكان خط سيره "الطريق الدائري من طلعة مسطرد، كوبري صفط اللبن حتى نزلة جامعة القاهرة، ثم توجه الموكب إتجاه كوبري الدقي، كويري أكتوبر، وصولًا إلى ميدان عبد المنعم رياض، حتى نهاية محطته بالمتحف المصري"، وقد تأخر دخول التمثال فترة بسبب ضيق بوابة المتحف ثم قامت رافعة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بنقل التمثال الضخم دون دخول الشاحنة، ووضعه داخل المتحف المصري بالتحرير. عرض أعمال البعثة المصرية الألمانية وإعلان اسم الملك وفي مساء هذا اليوم أقيمت احتفالية و مؤتمر صحفي، وتحدث فيه رئيسي البعثة المصرية والألمانية الدكتور أيمن العشماوي والدكتور ديترش راو، وبعد ذلك قام الدكتور خالد العناني وزير الآثار، بإلقاء كلمة أعلن خلالها بأن التمثال المكتشف لايعود لرمسيس الثاني. ولكن طبقًا للدراسات الأولية التي أجريت على التمثال من خلال الكتابات الهيروغليفية أنه يرجع للمك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة و العشرين، حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك "نب عا" وهو الاسم المقترن باللقب "النبتي". من هو بسماتيك الأول؟ جدير بالذكر أن بسماتيك الأول مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، وتحويل العاصمة إلى مدينة سايس "صا الحجر حاليًا" لذا تسمى هذه الفترة باسم العصر الصاوي، وقام بعدة تغييرات إدارية في الدولة ليحكم السيطرة عليها وخصوصا سيطرة طيبة، وقام بتحصين الحدود الشرقية والجنوبية، وقام بطرد الحاميات الآشورية، واستغل انشغال اشور بانيبال بصراعاته مع بابل وعيلام وانفصل بمصر وأصبحت مستقلة. وقام أيضاً بسماتيك الأول بتشجيع التجار الأغريق علي الأستقرار في مصر و أصبحت مدينة نوكراتيس مركزاً تجارياً في عهده و قام بإنشاء مدارس للترجمة لتسهيل التعامل بين رعاياه و الأجانب و أيضاَ خير دليل على ما تركه ملوك العصر الصاوي و بالأخص الملك بسماتيك الأول، العديد من الماثيل الكبيرة و الصغيرة و أيضاً،واتجه بسماتيك الى احياء التراث القديم في الفن والرسم والعمارة وخصوصا من الدولة القديمة، وعثر على آثار له في مندس واسكندرية وطيبة وادفو، وجعل وقف للاراضي باسم المعبودة نيت.