تحولت الوحدات الصحية في مركز ومدينة المنشاة بمحافظة سوهاج، إلى خرابات يلهو فيها الأطفال الصغار، دون أن تقوم بدورها الأساسي في تقديم الخدمات والرعاية الطبية لأهالي القرى المتواجدين بها، حيث يتغيب الأطباء لعدة أيام متتالية دون أن يكون هناك رادع أو متابعة من قبل مديرية الصحة بالمحافظة، وهو ما يكبد الأهالي عناء اللجؤ إلى العيادات الخاصة التي وصل الكشف في بعضها إلى 250 جنيهًا، واستغاث أهالي مركز المنشاة بوزير الصحة لنجدتهم من إهمال الأطباء والعاملين في تلك الوحدات الصحية. قالت تهاني محمود، ربة منزل، لقد وضعت طفلي الأول منذ عدة أشهر وكانت حالتي متعسرة وعندما توجه زوجي وهو يحملني إلى الوحدة الصحية في قرية الزوك الغربية، وجدناها مغلقة وعليها قفل حديدي رغم أن وقتها الساعة لم تكن قد تجاوزت العاشرة صباحًا. وأكد خالد أبواليسر، موظف، على أن كافة العاملين في الوحدة الصحية بقرية كوم بدار التابعة لمركز المنشاة، يمارسون أعمال أخرى خاصة بهم كالتجارة والسفر ورغم ذلك هم موظفون، متسائلاً كيف يستطيعون أن يمارسون تلك الأعمال طوال اليوم رغم أنه من المفترض أن لديهم عمل حكومي عليهم الالتزام به. وقال صالح أبوضيف، عامل، إن غالبية أطباء الوحدات الصحية جدد ومن محافظات أخرى ويثبتون حضورهم يومًا ويتغيبون عن الحضور بالأشهر، مناشدًا المسئولين في وزارة الصحة بتوزيع كل الأطباء في قراهم أو مراكزهم حتى لا يضطرون للسفر إلى أماكن بعيدة، وأيضًا ليتمكنوا من تقديم الخدمات الطبية المطلوبة منهم. وبدورها قالت روفيدة سلطان، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، إنها تواصلت مع مدير الإدارة الصحية بالمنشاة للخروج في جولات وتفقدات مفاجئة على كافة الوحدات الصحية، وفي حالة ثبوت غياب أي طبيب أو ممرض أو عامل دون إذن من مكان عمله سيتم إحالته للتحقيق. وفي السياق ذاته قال المحاسب صلاح عبدالباسط الميري، رئيس مركز ومدينة المنشاة بسوهاج، إنه قام بإحالة كافة العاملين بالوحدات الصحية في الزوك الغربية والشرقية وكوم بدار دائرة المركز، للتحقيق لتغيبهم عن العمل، ولسوء حالة النظافة بالوحدات. وأضاف "الميري"، في تصريحاته ل"التحرير" أنه تفقد جميع الوحدات الصحية للإطمئنان على سير العمل بهم إلا أنه لم يكن بهم جميعًا أي فرد سوى عامل بالوحدة الصحية بالزوك الغربية، وجميع الوحدات مرصدة أبوابها بالأقفال الحديدية، وأكد أنه سيتم تحويلهم للتحقيق، كما سيتم إحالة الأمر للنيابة العامة.