لم يتوقع المؤلف هاني سرحان أن تكون أول تجربة تليفزيونية يتحمل مسؤوليتها بمفرده وهي، مسلسل «الأب الروحي»، بعد اشتراكه في عدد من الأعمال ضمن ورشة كتابة، أن تحظى باهتمام جماهيري كبير، منذ أن عرضت قناة «DMC» أولى حلقاتها الشهر الماضي، ومن المقرر أن تصل حلقاته إلى 300 حلقة، سيتم عرضها على خمسة مواسم. بوابة «التحرير» التقت بمؤلف «الأب الروحي» للحديث عن كواليس هذه العمل، الذي أصبح جزءًا من حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز التعليقات والانتقادات التي وجهت له. ◄ بداية.. كيف وجدت ردود الأفعال حول "الأب الروحي"؟ - الحقيقة أنني خلال كتابتي للمعالجة الدرامية للمسلسل لم أكن أتوقع أن ينال كل هذا الاحتفاء من قبل الجمهور، صحيح تمنيت أن يشاهده أكبر عدد من الجمهور، لكن لم أصل بتوقعاتي إلى هذا الحد، من ناحية أخرى فإن كثير ممن قرأوا المعالجة توقعوا بأنه سيكون مسلسل جماهيري، منهم الفنان أحمد عبد العزيز، الذي ذكر لي بأنه من ضمن المميزات في "الأب الروحي" أنه لا يحتوي على أي لفظ خارج، إنما مسلسل عائلي، حتى إذا كنّا نتحدث عن وضع تجار سلاح، وصراعاتهم، لكن في نفس الوقت فإن عائلة العطارين هي محور الأحداث. ◄ بدأت كتابة في الموسم الثاني للعمل وتعاقدت أيضًا على الثالث.. هل ستستمر علاقتك بالأجزاء المقبلة؟ - حتى الآن لم أقرر هذا الأمر، وقد لا استمر، وإن حدث ذلك سيكون في صالح المشروع، فربما من يستكمل كتابة الأجزاء التالية يوجه الشخصيات إلى مناطق أخرى غير الطرق التي سلكتها بها، في لانهاية يهمني أن يواصل المسلسل نجاحه، وجذب الجمهور. ◄ ألم تقلق أن تتأثر نسبة مشاهدة المسلسل بغياب محمود حميدة؟ - هذا الأمر كان متفق عليه من البداية مع الفنان محمود حميدة، صحيح هو أمر يُقلق، لكن رهاننا كان على حب الناس لباقي الشخصيات، وأفراد عائلة العطارين، وهذا أيضًا ما نراهن عليه بعد قتل "زكريا العطار"، جسده أحمد فلوكس، بأن كون تعلق المشاهد بباقي الشخصيات هو ما سيدفعه لاستكمال متابعة الحدوتة، كما أن فكرة "الأب الروحي" لا تعتمد على وجود بطل أوحد إنما الحدوتة هي البطل. ◄ ظهرت مجموعة من التعليقات الساخرة حول كثرة عدد القتلى في المسلسل.. كيف وجدتها؟ - سعدت بها للغاية، فهي مؤشر على مدى المتابعة الجيدة لما يجري في حلقات العمل، من ناحية أخرى فهناك من تعاملوا مع القتلى بتأثر شديد، مثلا شقيقتي خاصمتني لمدة 3 أيام بسبب موت "زكريا العطار"، كذلك حكى لي أحمد فلوكس أن إحدى الفتيات ارتفع ضغطها ودخلت المستشفى بعد موته أيضًا في العمل، وهذا يعني اندماج الجمهور مع المسلسل بدرجة كبيرة، ومعايشته مع الشخصيات في ظروفها، لدرجة تجعلهم متأثرين بحياتها وموتها أو مقتلها أيضًا. ◄ الجمهور تأثر بموت "زكريا العطار" بدرجة أكبر من "زين العطار"؟ - لا.. الجمهور تأثر بموت كليهما، لكن الفكرة في أن "زين" مات في الحلقات الأولى، والتي كانت فيها نسبة المشاهدة ليست مرتفعة بنفس الدرجة الحالية، وهو ما أدى إلى زيادة التفاعل مع موت "زكريا"، لذا فإنه بالنسبة للجمهور المتابع للمسلسل وقت موت "زين" فإنه كانت هناك نسبة غضب كبيرة. ◄لماذا جاءت بعض الجمل الحوارية تشبه الحكم أو تحمل معنى وراءها؟ - تعمدت ذلك مع عدد من الشخصيات ك"زين العطار"، و"الشيخ سلامة" مثلا حواره مع "حسن" عندما أخبره بأن الفراق لعنة، فأجابه الشيخ سلامة ب"ده اللي يقول إن الحب سحر"، مثل هذه الجمل لا يمكن أن تخرج إلا من الشيخ سلامة، حتى "فتحي الرايق"، لطفي لبيب، فقدمت على لسانه حكم تناسب تاجر المخدرات. ◄ أي الشخصيات أرهقتك خلال كتابتها؟ - جميعها، إذ كنت مهتم أن يكون لكل شخصية أكثر من جانب، مثلا "زين العطار"، قدمه محمود حميدة، نجده يتمتع بالقوة والجبروت في العمل، لكن أمام زوجته ضعيف، وأمام أولاده قوي، ومع بناته حنون، كذلك علاقة "زكريا العطار"، أحمد فلوكس، في علاقته بزوجتيه إنجي أباظة ومي سليم، ورغبته في إنجاب طفل لكن زوجته الأولى غير قادرة على ذلك، فيتزوج من الثانية، ولا يعلن خشية جرح مشاعر الأولى، من ناحية أخرى فهو على عاتقة مسؤولية العائلة، ويجب أن يكون على قدر اختيار والده له لأن يكون "الكبير"، أيضًا "عبد الله"، دياب، الذي يتعرض لظلم في صغره يجعله يصل لهذه الدرجة من الشر، يبدأ بأخذ القصر من "العطارين"، وتستمر معه حتى قتل والده. ◄ العمل ضم أكثر من ثنائي رومانسي، لكن "رحمة، وحسن" كان الأكثر اهتمامًا لدى جمهور "سوشيال ميديا". - لأن قصتهما تشبه قصص الحب البريئة التي يرغب المشاهدون في أن يعيشوا مثلها، خاصة أن طرفيها يعشقان للمرة الأولى، وقدمتها على أنها أسطورية مثل "روميو، وجوليت"، أو كأجواء الحواديت الخيالية، وهما من القصص التي كتبتها في المسلسل باستمتاع شديد، وحتى الآن أتابع مشاهدهما باستمتاع أيضًا. ◄كيف تمت الاستعانة بقصيدة "وأحارب كيف"؟ - لم تكن موجودة منذ البداية في المعالجة، لكنني استمعت إليها صدفة من الشاعر نبيل عبد الحميد صديقي، وأعجبت بها بشدة، وتخيلت أن يقولها "حسن"، ميدو عادل، لأنها تناسبه، كما أنه كان قد قال قصائد في الحلقات السابقة، ومعروف عنه عشقه للشعر، والحمدلله نالت أصداء إيجابية كثيرة، لذا فإن الجزء الثاني سيضم قصائد عديدة. ◄ هل ترى أن التعريف بكون المسلسل مقتبس من the godfather أضرّ به؟ - بالطبع، وجعل المشاهد متربص لما سنقدمه، لكن من ناحية أخرى فإنه أفاده في تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة، من قبل الأفراد الذين يرغبون في مشاهدة المسلسل المقتبس من the godfather ، لكنني فيه اقتبست فقط روح العمل، وجعلتها مصرية 100%، بما في ذلك من تفاصيل الحارة الشعبية، وأهل نوبة، والصعيد، والشخصيات أيضًا منها "تيكا"، و"تمانية". ◄ هل تتفق معي في أن بعض حلقات المسلسل جاء إيقاعها بطيء وأخرى كانت حافلة بالأحداث؟ - صحيح.. معروف أنه في المسلسل المعروضة خارج رمضان قد يتم مناقشة حدث واحد فيها على مدار 3 حلقات مثلا، وتساءل عدد من المشاهدين عن حلقات بعينها لماذا تتسم بالملل، منها تلك التي سبقت عودة زكريا العطار وأسرته للقصر واسترداده من "عبد الله"، وتناقشت مع المخرج بيتر ميمي في ذلك، لكننا وصلنا إلى نقطة في النهاية أن الجمهور يستعجل الأحداث، ويرغب في سرعة عودة الحق لأصحابه، من شدة تعلقهم بالأحداث السيئة التي عاشتها هذه الأسرة. ◄لماذا توحد المشاهد مع "زكريا العطار" في صراعه مع "عبد الله"؟ - لأن الجمهور تابع الظلم الذي عاشه الأول، إلى جانب حبه لعائلته وحرصه على جمعهم وألا يتضرر أحد منهم، في مقابل أن "عبد الله" أغواه الشيطان بأن يصبح الكبير، وأن أي شخص سيحاول إزاحته من مقعده سيتخلص منه فورا، حتى إذا كان والده، الذي بايع "زكريا" ليصبح الكبير، لذا خرج مشهد قتل "عبد الله" لوالده صعب وصادم، لكن كان لابد منه ليتعرف المشاهد على المرحلة التي وصل إليها "عبد الله". ◄ بين مجموعة الوجوه الجديدة التي ضمّها "الأب الروحي" أيهم أبهرك؟ - جميعهم موهوبين وقدموا أدوارهم بأداء عظيم، لكن أذكر منهم محمد عز لأن دور "يحيي العطار" كبير وصعب ومليء بالتناقضات فهو غاضب من والده "زين العطار"، لكن غير قادر على الغضب من إخوته، ويحمل لهم أحاسيس كثيرة، فنجده يخطف شقيقته خوفًا من أن يخطفها آخر ويصيبها ضرر، وأتوقع أن يصبح عز من أهم نجوم مصر، أيضًا دياب بشخصية "عبد الله" التي يصل بها الشر لدرجة متقدمة. ◄كيف تقيم تعاونك مع المنتج ريمون مقار والمخرج بيتر ميمي؟ - ريمون من أذكى المنتجين في مصر، يعلم طبيعة الأعمال التي تعجب الجمهور، وخبرته هذه أفادتني أنا وبيتر ميمي الذي كان في أول تجربة إخراج تليفزيوني له، ويُحسب لريمون ومحمد محوود عبد العزيز مغامرتهم بنا وبالوجوه الجديدة، وهذا حمّسنا لأن نثبت له أن اختياره كان صائب، أما بيتر فهو صديقي وبيننا نسبة تفاهم كبيرة، دفعتنا لنخطط بأن نتعاون في أعمال قادمة منها مسلسل "السيرة الهلالية"، كما أنه استطاع خلق روح مميزة في موقع التصوير، وشكّل ذلك حافز قوي لكل المشاركين في العمل. ◄بعد كتابتك لأول عمل منفرد لك.. هل قد تعود للعمل في ورشة "كلوك ورك تمبيتيشن"؟ - الورشة والمؤلف محمد أمين راضي لهم فضل كبير عليّ، وأمين من الأشخاص الذين ساندوني، ولي مسلسل معه لم يتم تصويره حتى الآن، وقدمت في الورشة أيضًا مسلسل "نوايا بريئة"، وإن احتاجوني في أي عمل سأقوم بتنفيذه دون اعتراض، لكنني في المرحلة الحالية أصبح لي مسلسلي، وأظن من الصعب العودة مجددا للعمل في الورش عمومًا إلا إذا كان هناك عمل مغري، في المقابل لا مشكلة في الكتابة الجماعية لأنني أحبها، مثلا "السيرة الهلالية" أكتبها مع أحمد وائل.