«رسالة تحذيرية لمصر»، هذا ما وصف به سياسيون وخبراء استراتيجيون قيام بعض قادة الجيش الإثيوبى بزيارة موقع سد النهضة والتصريح بأنهم مستعدون للدفاع عنه باعتباره مشروعا قوميا، مضيفين أنهم يمارسون حربا نفسية ضد مصر ويهدفون إلى كسب شعبية وتجميع الإثيوبيين حول هدف واحد. الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، قال ل«التحرير» إن الرسالة التى أراد إرسالها القادة العسكريون هى أن أديس أبابا مستعدة عسكريا فى حالة استخدام مصر للقوة، كما أنهم يريدون أن يؤكدوا أن الخيار السلمى مدعوم بقوة دولية لحين انتهائها من بناء السد. زهران أوضح أن إثيوبيا تحاول الإسراع فى بناء السد لفرض الأمر الواقع على مصر، مضيفا أن القاهرة يجب عليها التوسع فى خياراتها، كما يجب أن تتجاهل رسالة القادة العسكريين بإثيوبيا، وأن تعلن رسميا وقف المفاوضات مع البدء فى حملة دبلوماسية لتعريف العالم بخطورة السد على الحصة المائية المصرية، وتصعيد الموقف بالاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة. أستاذ العلوم السياسية أشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية ووزارة الرى أرسلتا رسالة إلى إثيوبيا لإيقاف بناء السد وإنهاء المفاوضات، مشيرا إلى أن السودان وافق على بناء السد، كما أن إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأوروبية تقف وراء إثيوبيا وتحرضها ضد مصر، منوها أن ذلك جزء من خطة هدفها حصار مصر، واصفا تلك التحركات الإثيوبية بأنها تصرفات غير مسؤولة وأن مصر لن تترك هذا السد يرتفع. اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجى، أوضح أن رئيس الوزراء الإثيوبى يحاول أن يجعل من سد النهضة مشروعا قوميا يكسب من ورائه شعبية وقيادة، ولكى يفعل ذلك يحاول التشدد فى المباحثات والمفاوضات مع مصر، كما يحاول استقطاب بعض الدول الإفريقية إلى جانبه، مضيفا أنه نجح بالفعل فى ذلك، حيث نجح فى جذب السودان وموافقته على بناء السد. كاطو أضاف أن الزيارة التى قام بها القادة العسكريون لسد النهضة هى نوع من الدعاية لإرسال رسالة إلى مصر بأنها لن تستطيع مهاجمة السد، رغم أن مصر لا تفكر فى ذلك فى هذا التوقيت، موضحا أن زيارة العسكريين لسد النهضة هى رسالة أخرى للشعب الإثيوبى لطمأنته أن قواته المسلحة تستطيع الحفاظ على السد، كما أنها رسالة أيضا للدول المتحالفة مع إثيوبيا لمدها بأسلحة للدفاع عن السد. الخبير الاستراتيجى أضاف أن مشروع سد النهضة مشروع قومى إثيوبى، لكن مصر لديها أدواتها وآلياتها ولن تقف عند حد معين.