"لم يعد لدينا ما نخسره".. جملة لخص بها أحد شباب مدينة العريش موقفه المؤيد لحالة "العصيان المدني" التي دعا إليها البعض؛ لمواجهة ما وصفوه ب"الإجراءات التعسفية" ضد أبناء المحافظة. وتداول مستخدمو "فيسبوك" منشورا يدعو أهالي العريش لحالة العصيان المدنى يوم 11 فبراير الجاري، صادرا عن مجموعة تسمى "اللجنة الشعبية للعريش" التي تم تشكيلها بمؤتمر العريش الذي انعقد بديوان عائلة "آل أيوب" يوم 14 يناير الماضي. البداية في التاسع من شهر يناير من العام الجاري، اقتحمت مجموعة مسلحة كمين المطافىء الواقع بحي المساعيد غرب مدينة العريش، ما أسفر عن استشهاد 8 شرطيين، وإصابة 15 آخرين، لتنجح قوات الشرطة بعدها بأيام قليلة في تصفية 10 مسلحين أكدت - في بيان لها - أنهم ضمن منفذي الحادث. وعقب ساعات من صدور بيان وزارة الداخلية، زعم أهالي العريش أن 6 أشخاص ضمن القتلى، تم اعتقالهم منذ شهور، وسط حالة من الغضب سيطرت على الأهالي، ومن ثم الدعوة لعقد اجتماع موسع بديوان عائلة "آل أيوب" بمدينة العريش بمشاركة جميع العائلات. خلال الاجتماع، صب الحضور غضبهم على أجهزة الأمن بشمال سيناء، مهددين بالعصيان المدني حال عدم فتح تحقيق عاجل بواقعة مقتل الشباب، والإفراج عن جميع المعتقلين. إعلان العصيان بيان مطول نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دعت فيه "اللجنة الشعبية للعريش" الأهالي لحالة العصيان المدني، يوم 11 فبراير، والتقدم ببلاغ إلى النائب العام حول تداعيات حادث الهجوم على كمين المطافئ. ويقول أشرف الحفني، أحد أعضاء اللجنة، أن خطوة عدم دفع فواتير المياه والكهرباء تعد خطوة أولى، لافتًا إلى انعقاد مؤتمر يوم 25 فبراير القادم؛ لتقييم الخطوة الأولى، وبحث مدى استعداد الأهالي للتصعيد. ويضيف "الحفني" - في تصريحات للتحرير - أن مطلب العصيان المدني كان في حضور الآلاف من أهالي العريش بمؤتمر "آل أيوب" كوسيلة ضغط شعبية وسلمية، موضحا أن الفرصة متاحة لانضمام أهالي مدينتي رفح والشيخ زويد. ويؤكد المحامي يحيى حسين أيوب، عضو اللجنة، أن الدعوة للعصيان المدني "سلمية" لتنفيذ مطالب مشروعة، مشيرًا إلى أنها ستكون تصاعدية. حالة تخبط حالة من التخبط تسود الشارع السيناوي بعد بيان العصيان المدني، وتقول أمل محمد، إنها لا تعرف معنى "العصيان المدني"، لافتة بأن المفاجأة كانت بحديثها مع عددٍ من المقربين، لتجدهم لا يعلمون معناه، مبدية تخوفها من رد فعل الجهات الأمنية. ويؤكد أحمد ثابت، أحد قاطني مدينة العريش، أنه لم يعد لديهم ما يخسروه، معللًا "الحياة بقت صعبة بسبب إغلاق الطرق والأسعار المرتفعة وإطلاق الرصاص". "محدش حاسس بسيناء".. يؤكد محمد الشوربجي، دعمه لدعوة العصيان المدني، مضيفًا "كفاية سكوت"، واصفا شمال سيناء بأنها "أرض المظلومين". وتطالب السيدة الأربعينية ريهام محمد، أهالي سيناء بالاجتماع على رأي واحد، وألا يستسلموا لما وصفته ب"الظلم"، مؤكدة "يا نعيش حياة كريمة يا نموت مرفوعين الرأس". وتوضح دعاء محمد، أن العصيان المدني حق مشروع للمواطنين، واصفة إياه بأنه أسلوب للضغط على الحكومة، حال عدم رضا الأهالي عن الأوضاع، مشددة على تأييدها الكامل للدعوة بعيدا عن العنف. في المقابل، وصفت سميرة موسى، الدعوة بأنها "غير حكيمة"؛ موضحة أنه حال امتناع الأهالي عن عن سداد فواتير المياه والكهرباء سيتم قطع الخدمة عن المنازل ويكون المواطن هو المتضرر الأول لا الحكومة، ليؤكد محمد مصطفى، رفضه التام للعصيان المدني مشددا على أنه حال تطبيق حالة العصيان لن تستمر طويلا "هيجي يوم وتدفع غصب عنك"، بحسب قوله. ويؤكد عبد الله الحجاوي، أن مدينة العريش ستكون الخاسر الأكبر بسبب تلك الدعوة، لافتًا بأنها لن تحقق شىء، مضيفا أن "تلك الافعال سيتم ترجمتها على أن المدينة تؤيد الإرهاب". ويرى أسامة محمد، أن الدعوة بمثابة قياس حراك الشارع السيناوي، ومدى استجابته لحالة سلمية يعبر فيها عن ضيقه من الوضع الحالي.