تطالب الحكومة، المواطنين- مرارا وتكرارا- بترشيد استهلاك الطاقة، إلا أنها لا تفعل ذلك مع موظفيها، إذ تتصدر قائمة المُهدرين لها بإنارة أعمدة الكهرباء نهارًا بالشوارع والطرق، الأمر الذي أثار غضب واستياء المواطنين. ورصدت عدسة "التحرير"، إضاءة أعمدة الكهرباء في ساعات النهار وحتى وقت الظهيرة، ولا سيما على الطريق الزراعي " مصر – أسوان"، والشوارع الكبرى بمدن محافظة المنيا.
"فاقد الشيء لا يُعطيه"، بهذه الكلمات التي جاءت على ألسنة الكثير من أبناء محافظة المنيا، أعربوا فيها عن حالة الاستياء التي تسيطر عليهم، وغضبهم من مطالبة الحكومة لهم بالترشيد في الكهرباء، في الوقت الذي تضيئ فيه أعمدة الإنارة نهارًا.
"الحكومة مش بتدفع فواتير وإحنا إللي بنشيل الليلة"، بهذه الجملة فسّر بها أمير عدلي، محامٍ، قيام الوحدات المحلية بإضاءة أعمدة الإنارة نهارًا، بسبب عدم مطالبتهم بدفع مقابل مادي مقابل إنارة تلك الأعمدة، وأنه يتم توزيع تلك الطاقة المُهدرة على المواطنين، بحجة أنها مصلحة عامة للجميع، على حد قوله. وأشار عبد المحسن جمال، سائق أجرة، إلى عدم قيم الوحدة المحلية لمركز المنيا، بإضاءة الطريق الرابط بين المدينة والقرية، ليلًا، خاصة فور أن تدق الساعة العاشرة، بحجة توفير الطاقة، في حين تُهدرها في إنارة الأعمدة نهارًا.
وأرجع موظف بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا، سبب إضاءة الأعمدة نهارًا، إلى مغادرة الموظف المسؤول عن مكان عمله ليلًا، لتظل الأعمدة مضاءة حتى عودته ظهر اليوم التالي.
من جانبه، قال مصدر مسؤول بشركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء، طلب عدم ذكر اسمه، تنفيذًا لتعليمات الوزارة بعدم التحدث لوسائل الإعلام، أن إضاءة أعمدة الإنارة نهارًا من مسؤلية الوحدات المحلية وليست الكهرباء. وأوضح أن الشركة طالبت مرارًا وتكرارًا الوحدات المحلية عن طريق مخاطبات رسمية بعدم إنارة الأعمدة نهارًا، دون جدوى، حتى وصل الأمر إلى مخاطبة المحافظ الأسبق، اللواء صلاح الدين زيادة، الذي أصدر على الفور تعليماته للوحدات المحلية عدم إضاءة الأعمدة نهارًا إلا أن الوضع ما زال مستمرًا.