أصوات الناخبين تنادى المرشحين أينما كانوا، لكنها هذه المرة كانت فى مؤتمر يحاول جمع كلمة الصوفيين، يعقد لأول مرة تحت عنوان «التصوف منهج أصيل للإصلاح»، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبمشاركة أكثر من 300 عالم من 30 دولة عربية وإسلامية وغربية، لكن الغريب كان حضور مرشحى الرئاسة المحتملين عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. المؤتمر الذى شهد حضورا مكثفا من جميع رموز الطرق الصوفية فى العالم، اعتذر عن حضوره شيخ الأزهر، بينما حضر من جماعة الإخوان عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر، والأنبا مرقس ممثلا عن البابا شنودة، ووفود من قطر وماليزيا وسوريا ولبنان والمغرب والجزائر واليمن وتركيا وإيطاليا، وقد شهدت الجلسة الأولى للمؤتمر بعض المشادات بين الوفد السورى والهيئات المنظمة للمؤتمر وتجاهلا تاما للوفد من جانب ممثلى دار الإفتاء فى بداية الجلسة، كما تم إلغاء الجلسة الثانية التى كان من المقرر أن يشارك فيها الداعية السلفى محمد حسان، بينما غابت أيضا جبهة الإصلاح الصوفى التى يتزعمها الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقه العزمية لادعائها عدم وضوح رؤية وأهداف المؤتمر ومموليه. رائد العشيرة المحمدية الشيخ عصام زكى إبراهيم، دعا فى كلمته التى افتتح بها المؤتمر العالمى للطرق الصوفية، إلى إنشاء أول اتحاد صوفى عالمى يضم جميع الطرق والهيئات والمؤسسات الصوفية بهدف ربط الأقطاب، لإعادة كل ما فقده التصوف من اعتبار لاستمراره فى البناء والتجديد، بينما أضاف الدكتور حسن الشافعى رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر ورئيس أكاديمية التصوف الإسلامى أن ما أشيع عن أن التصوف امتداد للتشيع أمر غير صحيح لأن الشيعة لم يعرفوا التصوف إلا بعد الألف الأولى من الإسلام وأن مبلغ الشيعة وآراءهم تختلف عن آراء أهل السنة. وزير الأوقاف محمد عبد الفضيل القوصى، أوضح أن الصوفية مقيدة فى أصول الكتاب والسنة وأن الفكر الصوفى الصحيح يتجدد بتجدد الزمان والمكان، مطالبا مشايخ الطرق الصوفية وأعضاء المؤتمر إلى تجديد الخطاب الصوفى المعاصر بما يتماشى مع طبيعة الحياة ومقاومة الفساد والطغيان ومكافحة أمراض المجتمع، كما طالب مشايخ الطرق الصوفية بعدم الانكفاء على الذات ولا يقتصر خطابهم على الهمهمات وأن يتحول سلوكهم إلى سلوك عملى يسهم فى النهوض بالأمة من حالة التردى الذى نراه فى الأمة الإسلامية، كما طالب بتنقية المنهج الصوفى من الشوائب والبدع التى شابت التصوف وأن يوجهوا خطابهم إلى الشرق الأقصى والغرب الذى سيطرت عليه الحضارة المادية وطالب المؤتمر بوضع رؤية لنشر سماحة الإسلام ووسطيته فى سبيل نهضة الأمم. عبد الناصر جابرى، المتحدث باسم الوفود العربية أشار إلى أهمية المؤتمر الذى يأتى فى ظل انتشار الفساد والأنانية فى كل أرجاء العالم العربى، وإعجاب كل ذى رأى برأيه، مما أدى إلى تمزق الأمة الإسلامية، مع أن منهج القرآن يدعو إلى الوحدة، مضيفا أن ذلك يأتى فى وقت يتوحد فيه العالم الغربى باختلاف لغاته وأجناسه لتوحيد حدوده وأهدافه، مؤكدا أن المتصوفة فى العالم الإسلامى هم الأقدر على إطفاء هذه الحروب المشتعلة وتحرير فلسطين وبيت المقدس، لأن المتصوفة -بحسب جابرى- ألقوا الدنيا وباعوا أنفسهم لله. عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، طالب بتعديل قانون الطرق الصوفية طبقا لعدد من المبادئ، منها تحديد مدة انتخاب شيخ الطرق الصوفية بمدة محددة، ووضع ضوابط علمية لتنصيب مشايخ الطرق وإيجاد علاقة تنظيمية بين المشيخة العامة للطرق الصوفية والأزهر الشريف وتوسيع قاعدة الطرق الصوفية لتشمل الجامعات والمدارس وإنشاء آلية من المؤتمر لجمع كل التيارات للدعوة والاتفاق على الفروع الخلافية. الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، قال إن كل من وصل إلى مرتبة الإيمان يكون عادلا، لأن العدل أساس الملك، ويجب على الشباب الدخول فى عبادة الله، وعلى المجتمع المدنى أن يقوم بدوره ابتغاء وجه الله.