قال مصدر في "جبهة فتح الشام" - التي تقود "تحالف جيش الفتح" - إنَّ المعارضة المسلحة وافقت على بدء إجلاء الجرحى من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب. جاء ذلك في ظل استمرار تعليق عمليات الإجلاء من شرق حلب، إذ قالت بعض المصادر إنَّ عمليات إجلاء مسلحي المعارضة وعائلاتهم توقفت بعد تعرض الفوعة وكفريا لعمليات قصف من جانب جيش الفتح، صباح اليوم الجمعة، حسب "رويترز". وكانت مصادر معارضة قد ذكرت أنَّ إجلاء الجرحى من الفوعة وكفريا هو جزء من الصفقة المتعلقة بإخراج المسلحين من حلب والتي بدأ تنفيذها أمس. وكان الجيش الروسي قد أعلن انتهاء عمليات الإجلاء التي أجراها لآخر مقاتلي الفصائل المعارضة وعائلاتهم من حلب، مؤكِّدًا أنَّه لم يبقَ فيها سوى "مسلحون متشددون يريدون القتال إلى النهاية"، حسب "سكاي نيوز عربية"، الجمعة. وأضاف أنَّ "الجيش السوري بسط سيطرته على كل أحياء حلب الشرقية". إلا أنَّ مصدرًا عسكريًّا سوريًّا قال إنَّ عمليات الإجلاء في آخر الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في شرق حلب "علقت" لكنها لم تنتهِ. وهذا الأمر أكَّدته المعارضة السورية أيضًا، وقال زكريا ملاحفجي المسؤول في "تجمع فاستقم" إنَّ المصابين وبعض المدنيين هم الذين غادروا، لكن أيًّا من المقاتلين لم يخرج، وقال إن ثلاث قوافل فقط هي التي خرجت من المنطقة. وكانت القوات الحكومية السورية أعلنت - في وقت سابق اليوم الجمعة - تعليق عمليات الإجلاء من شرقي حلب بسبب إطلاق نار عند الممرات المخصصة للخروج. وقالت مصادر إنَّ الميليشات الإيرانية هي التي أطلقت النار على المدنيين الخارجين من معبر الراموسة، مطالبة بإجلاء الجرحى من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين. من جهتها، أكَّدت المعارضة السورية أنَّ تلك الميليشيات الإيرانية احتجزت 800 شخص من المدنيين الذين غادروا أحياء حلب الشرقية. وأمس، تحدَّث رئيس النظام بشار الأسد عن الأوضاع في شرق حلب، فقال: "أحداث حلب تحولت من زمن إلى تاريخ يسجل عالميًّا، حيث سيصبح تحرير المدينة نقطة جديدة لقياس الوقت". وأضاف: "كما نقول قبل ميلاد السيد المسيح وبعد ميلاد السيد المسيح، ونقول قبل نزول الوحي على سيدنا رسول الله وبعد نزول الوحي، فالتاريخ ليس نفسه قبل وبعد، ونقول الوضع السياسي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وبعده، أو بين الحربين العالميتين وهكذا، أعتقد أنَّ مع تحرير حلب سنقول عن الوضع، ليس فقط السوري والإقليمي بل أيضًا الدولي، قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب.. هنا تحول الزمن إلى تاريخ". يأتي هذا فيما صرَّح رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أسعد الزعبي بأنَّ عملية الإجلاء من حلب هي تجهيز لعملية غدر بمقاتلي المعارضة. وأضاف أنَّ أوراق القوة للمعارضة هي خارج حلب وموجودة مع الفصائل المقاتلة مع تركيا، لافتًا إلى أنَّ رغم أهمية معركة حلب لكن هناك أهم منها. وتابع: "الثوار في سوريا ليسوا ضعفاء ولا يزالون قادرين على تغيير المعادلة.. حلب ستكون طفرة لنقل الثورة السورية من درجة إلى درجة أخرى أعلى". وأشار الزعبي إلى أنَّ معركة حلب ليست بالأهمية الأولى التي تعني تقرير مصير الحرب.