شاب لا يتجاوز عمره ال29 عامًا، يقطن بمنزل بسيط بمنطقة روض الفرج بمحافظة القاهرة، وجد ضالته بعد فترة من حياة البطالة في العمل كفرد أمن بكومباوند "سيتي فيو" بمدينة السادس من أكتوبر، لكنه لم يسلم من "لعنة" الإدمان الذي قاده لارتكاب جريمة قتل صارت حديث الساعة. تسبب رفقاء السوء في تحول "كريم. ص"، إلى متعاطي شره لمسحوق الهيروين، وراح يبحث عن المال بأي وسيلة، ليفكر في سرقة الفيلا رقم 203 منطقة "د" التي تقطنها نيفين لطفي، الرئيس التنفيذي لبنك أبو ظبي الإسلامي، حيث تسلل خلسة مستغلا درايته بمداخل ومخارج الفيلا ذات الطابقين وحديقة تمتد نحو ألف متر، واستولى على مبلغ مالي، ولاذ بالفرار دون اكتشاف فعلته. رغم عدم اكتشاف فعلته من قبل صاحبة ال64 عاما - التي تقطن برفقة خادمتها الإندونيسية - اتخذ مسؤولو الكمبوند قرارا بفصل الشاب العشريني من العمل؛ لسوء سلوكه، وثبوت تعاطيه للمواد المخدرة، ليعود إلى لقب "عاطل"، بل ويرتكب قضية سرقة دون إلقاء القبض عليه من قبل قوات الشرطة، ليصبح رصيده المسجل بمحاضر الأمن 10 قضايا، تنوعت ما بين مخدرات وسلاح وسرقة، وآخرها صدور حكم ضده بالحبس 3 أشهر. بمرور الأيام والشهور، أصبح "كريم" لا يقوى على ترك الهيروين، وبات مدمنا بشكل تسبب في استياء أفراد أسرته، في ظل رفضهم الدائم منحه أي مبالغ مالية ظنا أنه قد يعود إلى هذا الطريق، مطالبين إياه بدخول إحدى مصحات علاج الإدمان، والتخلص من السموم التي أصبحت مكونا رئيسيا لكرات دمه الحمراء. مساء يوم 21 نوفمبر الجاري، قال "كريم" لأسرته إنه في حاجة ماسة للمال، لكن طلبه قوبل بالرفض، وسط مشادات كلامية حامية الوطيس، تنتهي بفكرة شيطانية تتملك عقله بأن يكرر ما فعله منذ عام. مع الساعات الأولى لفجر اليوم التالي توجه "كريم" إلى الكومباوند الكائن بطريق مصر - إسكندرية الصحراوي، وتسلل عبر أحد الأسوار الخلفية للفيلا لسابق درايته بطبيعة المكان، وكسر نافذة المطبخ، واستل سكينا. بخطوات حثيثة، صعد الشاب إلى الطابق العلوي حيث تقيم "نيفين" بجناح منفصل، محاولا سرقة ما يمكنه من شراء المواد المخدرة، لكن ثمة تطور جديد طرأ على خطته، حيث شعرت السيدة المسنة بحركات غريبة، لينهال عليها ب6 طعنات خلال مقاومتها له، تسقط على إثرها جثة هامدة، ليكسو لون الدماء حوائط الغرفة كبيرة المساحة الملحق بها دورة مياه وغرفتي ملابس، ويبدأ بعدها الجاني رحلة البحث عن الغنيمة، وإذا به يستولي على جهاز آي باد، و600 دولار، و145 درهم إماراتي. فكر الجاني في طريقة تضمن له الخروج الآمن بحصيلة جريمته، ليستقل سيارة الضحية ماركة مرسيدس e300 سوداء اللون، فارا نحو ميدان الرماية، لكن خوفه من السقوط في قبضة المباحث، أفقده القدرة على القيادة، ليصطدم بالجزيرة الوسطى للطريق، ويترك السيارة بالكيلو 4.5 أمام شركة "أركان"، فارًا نحو أحد أوكار المخدرات، ليبتاع "تذاكر" الهيروين، ثم يتوجه إلى "المصحة 45" لعلاج الإدمان بالحي الثالث بمدينة 6 أكتوبر، في محاولة منه لإخفاء تواجده خشية ضبطه. وعلى بعد كيلومترات، تحولت فيلا نيفين لطفي - المجاورة لفيلا الفنان أحمد السقا - إلى معسكر للشرطة، ما بين رجال المباحث وخبراء المعمل الجنائية وممثلي النيابة، ليأمر اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد محمد حامد، مفتش مباحث أكتوبر؛ لكشف ملابسات الجريمة، والتوصل إلى القاتل بالتنسيق مع رجال الأمن العام بقيادة اللواء جمال عبد الباري. ينطلق رجال المباحث لجمع المعلومات من كل حدب وصوب، بينما انشغل رجال المعمل الجنائي برفع البصمات وآثار الدماء، ليوجه اللواء خالد شلبي بفحص جميع العاملين بالكومباوند السابقين والحاليين، بالتزامن مع ورود إخطار عبر جهاز اللاسلكي لأحد الضباط، بالعثور على سيارة المجني عليها وبها تهشم بمقدمتها، لتكشف جهود البحث عن شخصية واحدة يشتبه في تورطها بالحادث. أشارت المعلومات إلى أن "كريم. ص.ع"، 29 عاما، عاطل مقيم بروض الفرج، وراء الجريمة، حيث أنه مدمن للمخدرات، لتبدأ مهمة رجال مباحث أكتوبر بعمل حصر كامل لمصحات علاج الإدمان، توصلوا من خلاله إلى أن المتهم تم حجزه بإحدى مستشفيات علاج الإدمان بالحي الثالث، ولم يكد يمضي يومه الأول، ليتم ضبطه خلال دقائق. لم يحاول "كريم" إنكار جريمته، وراح يروي كل التفاصيل أمام رجال الأمن، كما أرشد عن المبلغ المالي والمسروقات التي كان يخفيها بشقة شقيقته، بالإضافة إلى ملابسه الملطخة بالدماء التي كان يرتديها أثناء ارتكاب الواقعة، ليكشف حديثه عن مفاجأة أنه يقطن بنفس محل سكن "محمد عيسوي"، المتهم بقتل الفتاتين "هبة ونادين" بكومباوند في مدينة الشيخ زايد عام 2008.