تحول منتجع الأثرياء في كومباوند "سيتي فيو" بمدينة 6 أكتوبر بين عشية وضحاها إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، قوات الشرطة تحاصر المكان بعد العثور على جثة لسيدة تدعى نيفين لطفي، تبين أنها تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمصرف أبو ظبي الإسلامي، وتقيم بصحبة خادمتها الإندونيسية فقط. قوات المباحث الجنائية تجوب الشوارع بحثًا عن القاتل، وعناصر المعمل الجنائي تبحث عن دليل وسط الدماء التي غطت أرضيات الفيلا الفارهة التي كانت تسكنها القتيلة، إلى أن تم القبض على المتهم وبحوزته هاتف المجني عليها وجهاز "آي باد" ومبلغ مالي، وفقًا لمصدر أمني، قال أيضًا إنه تم توقيف المتهم بعد فحص 5 أشخاص مشتبه بهم. كان صباح يوم الثلاثاء يبدو عاديًا في الحي الهادئ بمدينة 6 أكتوبر، لكن سرعان ما ظهرت أصوات عربات الشرطة، لتشق الصمت الذي ساد المكان، متجهةً إلى فيلا فارهة ذات طراز حديث، محاطة بحديقة متوسطة الحجم، تقع بمدخل الكومباوند القريب من معسكر قوات الأمن. تبين أن زوج شقيقة القتيلة كان أول الواصلين إلى المكان، حيث عثر على المجني عليها جثة هامدة، ليقوم على الفور بإخطار رجال الشرطة الذين توجهوا إلى المكان. وكشفت معاينة جثة المجني عليها أنها كانت ترتدي ملابسها بالكامل، كما تبين أن الفيلا مكونة من طابقين وملحق بها حديقة مساحتها ألف متر، وأن جناح المجني عليها عبارة عن غرفة نوم كبيرة، ملحق بها دورة مياه خاصة، وغرفتي ملابس، وتبين وجود بعثرة بمحتوياته، ووجود جثة المذكورة مسجاة على سرير غرفة النوم، وبها طعنة بالذقن، وطعنتان أسفل الأذن اليسرى، وطعنة بالرقبة، وطعنتان أعلى الظهر من الخلف. كما أشارت المعاينة إلى وجود آثار دماء على السرير، وعدة آثار مدممة على حوائط الغرفة ومفاتيح الإنارة، وأرضية دورة المياه، وسلامة منافذ الفيلا، وتبين أيضًا سرقة السيارة الخاصة بالقتيلة، وهي ماركة مرسيدس E300 سوداء اللون، والتي تمكن رجال المباحث من العثور عليها بعد جهود من البحث المكثف عنها، بالكيلو 4.5 طريق مصر إسكندرية الصحراوي، أمام شركة أركان باتجاه ميدان الرماية دائرة القسم، وبها تهشم بمقدمتها. تم تشكيل فريق بحث لسرعة حل لغز الواقعة، وضبط المتهم، وبدأت القوات في رسم خطة لتتبع خيوط الجريمة، وكيف تم تنفيذها، وظهر من خلال المعاينة الأولية وجود كاميرات مراقبة بالكومباوند. وظنت عناصر الشرطة أن التعرف على المتهم والقبض عليه ما هو إلا مسألة ساعات، حيث سيجري تفريغ الكاميرات والقبض عليه مباشرةً، إلا أنه سرعان ما تلاشى هذا الأمل، بعدما تبين أن الكاميرات الخاصة بالفيلا تم تعطيلها قبل الحادث. وعولت قوات الشرطة على الخادمة وعامل الحديقة في حل لغز الجريمة، وتم تقديمهما إلى نيابة أول أكتوبر التي تحفظت عليهما حتى الانتهاء من التحقيق. وبسماع أقوال «محسن.م»، لواء متقاعد، وزوج شقيقة القتيلة، أكد أنه أبلغ شرطة النجدة فور عثوره على جثة المجني عليها بفيلتها (رقم 204 منطقة D) بمنتجع "سيتي فيو"، بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي. وأضاف محسن أنه وجد الجثة بالطابق العلوي للفيلا، حيث أن المجني عليها كانت تقيم بجناح منفصل، مؤكدًا أن الباب الخاص بالجناح كان مغلقًا بعد وقوع الحادث، وتبين عدم وجود المفاتيح الخاصة به. وفي الوقت ذاته، كانت قوات الشرطة تبحث عن سيارة المجني عليها التي استولى عليها المتهم، أملا في القبض عليه، وبتمشيط المنطقة تم العثور على السيارة على جانب الطريق الصحراوي، وبفحصها تبين أن بها آثار لحادث تصادم. وأعلن مصدر أمني، صباح اليوم الأربعاء، أن عناصر الأمن العام بالتعاون مع مباحث الجيزة، تمكنت من القبض على المتهم، مضيفًا أنه يدعى كريم عبد العاطي صابر، وسبق اتهامه في 10 قضايا (سرقة - مخدرات - ضرب - سلاح أبيض)، ومحكوم عليه بالحبس 3 أشهر فى قضية سرقة، وكان يعمل فرد أمن بالمجمع السكني الذي تقطن به الضحية منذ فترة، قبل أن يتم فصله لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة، بحسب المصدر. وتبين أن الجاني قام بحجز نفسه بإحدى مصحات علاج الإدمان، على خلفية إدمانه للمواد المخدرة، في محاولة منه للتخفي خشية ضبطه، وخلال التحقيقات اعترف بارتكاب الواقعة، وبقيامه بالتسلل لمسكن الضحية عن طريق تسلق سور الفيلا، ثم كسر نافذة المطبخ، قبل أن يستل سكينًا ويدخل غرفة المجني عليها بدافع السرقة. ووفقًا للمصدر الأمني، فإن المتهم اعترف بأن المجني عليها شعرت بوجوده، وقامت بمقاومته، فطعنها عدة طعنات متفرقة أودت بحياتها، ثم قام بسرقة (جهاز آي باد - 600 دولار - 145 درهم إماراتي - بعض المتعلقات الشخصية)، وعند خروجه من مسكنها قام بسرقة سيارتها للهرب، إلا أنه تعرض لحادث سير حيث اصطدم بالجزيرة الوسطى للطريق، ما دعاه لترك السيارة. وأرشد المتهم عن المبلغ المالي والمسروقات التي كان يخفيها بشقة شقيقته، كما أرشد عن ملابسه التي كان يرتديها أثناء ارتكابه الواقعة حيث بدت ملطخةً بالدماء.