كيف ينظر المغاربة لفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية؟.. هذا ما حاول أحدث استطلاع رأي قام به موقع "إيلاف" السعودي أن يتطرق إليه. ووفقًا للاستطلاع، فإن عددًا كبيرًا من المغاربة، متفائلون إزاء إمكانية استعادة الدفء في علاقات الرباطوواشنطن خلال العهد الرئاسي المقبل بقيادة دونالد ترامب؛ حيث جاوزت النتيجة 70%. ووجهت أغلب الآراء باللوم على إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ بسبب إخلاله بميزان العلاقات التاريخية بين المملكة والولاياتالمتحدة، وتخلي واشنطن عن حليفتها الرباط في فترات الأزمات والاتجاه نحو استبدالها بقوة أخرى، أو في أحسن الأحوال إعادة تقييم العلاقات بين البلدين، لصالح جهات في منطقة المغرب العربي. ويعتبر المغرب أهم شركاء الولاياتالمتحدة في القارة الإفريقية، وكان أوّل دولة اعترفت باستقلال الولاياتالمتحدة عام 1787، والرئيس الأسبق جورج بوش الابن صنف الرباط حليفًا رئيسيًا لواشنطن خارج حلف الناتو، كما وقَّع الجانبان اتفاقية للتبادل الحر وبلغت قيمة المبادلات التجارية عام 2013 إلى 4,26 مليار دولار. ويرى محمد نشطاوي - الخبير المغربي في العلاقات الدولية، أن ترامب يرغب في أن يبصم السياسة الأمريكية الخارجية بطابعه الخاص، ويأتي ذلك مع استنتاج أن العلاقات المغربية الأمريكية خلال فترات حكم الجمهوريين كانت تعرف على الدوام قفزة نوعية، خلافًا لفترات حكم الديمقراطيين، ومن ذلك ما وقع في فترة حكم أوباما من ضغط على المغرب في مجال حقوق الإنسان وتباين وجهات الطرفين بخصوص نزاع الصحراء". وأضاف "نشطاوي" في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن علاقة الطرفين لم تعد تعطي الانطباع بتحالف رئيسي وقوي في عهد أوباما، ممّا يجعل وصول ترامب فرصة لإعادة هذا التحالف إلى قوته، إذ كان الجمهوريين دائمًا مع وحدة الدول ورفض التفرقة، بما يعني دعمًا لموقف المغرب الذي يدفع بسيادته على إقليم الصحراء، كما أن موقف ترامب المتشدد حيال داعش سيجعله يتجه أكثر نحو المغرب لتطوير التعاون الأمني في منطقة الصحراء الإفريقية الكبرى ومحاربة التنظيمات الإرهابية كالقاعدة". ولفت إلى أنه لا يجب أخذ تصريحات ترامب في الانتخابات كحقائق ثابتة؛ فالأخير سياسي براجماتي، اتجه نحو الطبقة التي نرى نفسها متضررة من تدبير أوباما، خاصة في مجالات الهجرة، والآن بعد نجاحه سيغير عدة جوانب من خطابه، خاصة العلاقة مع حليف كالسعودية، وهو ما سينعكس إيجابًا على علاقته بالرباط الذي تربطه بالرياض استراتيجيات إقليمية كبيرة". بدوره صرح حسان بوقنطار -أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس المغربية، أن تصريحات ترامب يجب أن توضع في إطار حملة انتخابية اتسمت بصراع كبير، ولا يمكن لهذه التصريحات أن تحمل مواقف دقيقة إزاء القضايا الكبرى"، موضحًا أن الرئيس الجمهوري أراد هدم خطاب الديمقراطيين واستعمل لأجل ذلك لغة قاسية، غير أن انتخابه سيدفعه إلى التوفيق بين موقفه القاضي بهيبة أكبر للولايات المتحدة، وبين ملفات خارجية تتطلب مرونة في العمل بشكل يتعارض مع ما صرح به". وأضاف "بوقنطار" أنه من الصعب الحديث من الآن عن تأثير فوز ترامب على العلاقة مع المغرب؛ إذ يتطلب ذلك انتظار تعيين من سيتكلف بالخارجية وكذا من سيرأس شؤون الأمن القومي، إلّا أنه يمكن القول: إن "الثوابت التي تجمع الطرفين لن تتغير، خاصة الشراكة الأمنية". وتابع أن المغرب كان لديه على الدوام تخوّف من تغير السياسة الأمريكية حياله في كل موسم انتخابات، لكن بقيت الثوابت مستمرة، متحدثًا عن صعوبة الإجابة على سؤال: من الأفضل للمغرب.. هل هو الجمهوري أو الديمقراطي؟"، موضحًا أن الولاياتالمتحدة تبحث عن مصالحها وعن التوازن الدولي، وهو ما خلّف صعودًا وانحدارًا في علاقتها بالمغرب على مدار تاريخ كل الرؤساء الأمريكيين". في سياق متصل، أعلن الجيش المغربي اليوم عن تسلمه 70 مدفعية حديثة من نوع (إم 109 أي 5) من الولاياتالمتحدة؛ وذلك فى إطار برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية للرباط. وأضاف على موقعه الإلكترونى - أن خارجية واشنطن نشرت تقريرًا، تؤكد فيه خفض قيمة المساعدات العسكرية الموجهة للمغرب من 7 ملايين دولار إلى 5 ملايين دولار لهذه العام".