مهما تباينت الآراء حول تصرفاته، ومهما طالته الآلسن والأقلام بالنقد والاتهام.. سيبقى عصام الحضرى الحارس التاريخى الأول لمصر وإفريقيا حتى إشعار آخر!! فابن كفر البطيخ المنتقل من دمياط إلى الأهلى لم يفت فرصة اعتزال شوبير فى النادى وتراجع مستوى نادر السيد فى المنتخب فحل محلهما، وأصبح الحارس الأول والأوحد لحقبة طويلة من الزمن حقق خلالها رقمًا قياسيًّا مصريًّا وإفريقيًّا فى عدد مرات الفوز بالبطولات المحلية والقارية.. وأتوقع أن يصمد هذا الرقم لسنين طويلة. استطاع الحضرى بمستواه العالى الثابت وبتلقائيته الممزوجة ببعض (الخبث الفلاحى) أن يجمع بين حب الجماهير التى طالما تغنت باسمه وإشادة النقاد والفنيين بقدراته وإمكاناته البدنية والفنية. إنه السد العالى الذى يحتفل بالفوز على طريقته الخاصة بالرقص فوق العارضة، فترقص معه الملايين فى المدرجات والشوارع. لن أتطرق كثيرًا إلى قراره المتهور بهجر الأهلى والهروب إلى أحضان سيون السويسرى فى خطوة لم يتوقعها أحد.. يكفى أنه ما زال يدفع ثمنها حتى الآن!! سأتحدث فقط عن مآثر هذا العملاق الذى كثيرًا ما حما عرينه بكفاءة وإخلاص ومنع الكرة فى مئات المرات من أن تسكن شباكه، حتى لو كان المسدد أو المنفرد نجمًا بحجم ديديه دروجبا أو صامويل إيتو. لم يكتف فقط بالحراسة والدفاع، بل إنه سجل بنفسه هدفا تاريخيا للأهلى فى نهائى كأس السوبر الإفريقية عام 2001 أمام كايزر تشيفز الجنوب إفريقى!! هذا الهدف لم يأخذ حظه إعلاميًّا رغم غرابته، والتى ترشحه لبرنامج عجائب وطرائف.. حيث سدد الحضرى ضربة حرة غير مباشرة من أمام منطقة جزائه فعبرت الكرة طول الملعب حتى اصطدمت بعارضة مرمى المنافس ثم بحارس مرماة ودخلت!! وبذلك يعتبر الحضرى هو حارس المرمى المصرى الوحيد الذى سجل هدفًا لفريقه فى مباراة دولية (إذا ما استثنينا هدفًا لعادل المأمور فى مباراة ضد مدغشقر من تسديدة باليد والقدم للتشكك فى أن الكرة لمست المدافع قبل أن تدخل). أين الحضرى الآن؟ وما فرصته فى إمكانية إضافة سطر جديد إلى تاريخه المجيد؟! يعجبنى كثيرًا ذكاء المحكمين فى مهرجانات السينما عندما يريدون أن يكرموا مبدعا كبيرا بدا نجمه فى الأفول أو أصبح على وشك الاعتزال فيمنحونه جائزة خاصة عن (مجمل أعماله)… هذا بالضبط ما أطالب بتطبيقه مع عصام الحضرى!! جائزة الحضرى كما أقترح هى ضمه إلى قائمة المنتخب الوطنى الذى يستعد لمباراة غانا الثانية.. فقد يكون له دور إيجابى فى تحفيز زملائه لتحقيق معجزة التأهل بإذن الله، وبالتالى تصبح لديه فرصة الانضمام إلى القائمة التى سنخوض بها المونديال وبه يختم الحضرى مشواره بطريقة مشرفة. أنا هنا لا أطالب بعودة الحضرى حارسا أساسيا لمرمى منتخب مصر، بل أطالب فقط بضمه إلى القائمة تكريمًا لتاريخه وسعيًّا إلى الاستفادة من حماسه وخبرته.. تماما كما فعل حسن شحاتة مع حسام حسن فى بطولة كأس إفريقيا بالقاهرة عندما ضمه وأشركه فى مبارة واحدة ثم جعله كابتنًا يتسلم كأس البطولة.. فكانت مسك الختام للنجم الكبير. إذا أراد لنفسه هذا التكريم فعليه أولًا أن يبذل كل ما فى وسعه من أجل إقناع المدرب بمستواه الفنى، وقبل ذلك أن يسعى إلى المصالحة وطلب الصفح من الجميع عما بدر منه مؤخرا برفضه الجلوس احتياطيًّا فى مباراة شيلى بصورة أثارت استياء الجميع. ثانيا: يجب أن يقنع نفسه بأنه لم يعد الحارس الأول أو الوحيد كما كان فى الماضى وأنه الآن ليس فى وضع يسمح له بفرض شروطه أو إرادته على الجهاز الفنى!! الحضرى سيبلغ 41 عامًا فى يناير المقبل.. يجب أن يكون أكثر واقعية وصراحة مع النفس ليدرك أن تاريخه وطموحاته ليسا كافيين لإرجاع عجلة الزمن إلى الوراء فالباقى من الزمن.. ساعة!! أرجو من كل محبى الحضرى المخلصين أن يضموا صوتهم إلى صوتى لكى نبدل هتاف «ارقص.. يا حضرى» ب«اسمع.. يا حضرى»..