مفاوضات جنيف «إيجابية وموضوعية».. والبيت الأبيض: إيران أظهرت مستوى أكبر من «الجدية» فى محادثاتها النووية «إيجابية وموضوعية وتطلعية».. هذا ما أجمعت عليه إيران ومجموعة ال6 قوى العالمية العظمى بخصوص مفاوضات الملف النووى الإيرانى التى انتهت، أول من أمس «الأربعاء» فى جنيف. التقرير حول يومى المحادثات المثمرة ورد فى بيان مشترك «نادر»، على حد وصف صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، التى تقود المفاوضات مع إيران. وبخصوص الحديث حول البدء فى مرحلة جديدة فى علاقة إيران مع الغرب، أوضح ظريف فى مؤتمر صحفى أنه لم يعلن أى من الطرفين أى تقدمات دبلوماسية مفاجئة من شأنها أن تسهل اتفاقًا شاملًا أو إجراءات قصيرة المدى لبناء الثقة بين الجانبين. لكن لم يتطرّق ظريف إلى ما إذا كانت بلاده اتفقت على تعليق أى أنشطة نووية خلال فترة انعقاد المحادثات فى جنيف مع مجموعة 5+1، الخمس أعضاء الدائمين: الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى العضو غير الدائم ألمانيا. من جانبها، قالت المتحدثة باسم الوزارة جين بساكى، إن الحكومة الأمريكية لم تقرر بعد إن كانت ستحث الكونجرس على الإحجام عن فرض عقوبات إضافية على إيران. وتابعت «لا تزال الخلافات موجودة بشأن ماهية التخفيف المناسب للعقوبات، وأى شىء سنفعله سيكون متناسبًا مع خطوات إيران لتقليص برنامجها النووى». كما أعلن البيت الأبيض أن إيران أظهرت مستوى أكبر من «الجدية» فى محادثاتها النووية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى، إن الاقتراح الذى قدّمه الإيرانيون فى المحادثات كان «مفيدًا». «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤول أمريكى، رفض ذكر اسمه، «أقوم بهذا الدور منذ نحو عامين، لكننى لم أحصل أبدًا على محادثات مفصلة ومكثّفة ومباشرة وصريحة مثل هذه من قبل مع الوفد الإيرانى»، وأضاف «يظل هناك مزيد من العمل، المزيد للقيام به. هذه مجرد البداية». واتفقت الدول المشاركة فى المحادثات على اجتماع ممثلين لها مرة أخرى فى جنيف يومى السابع والثامن من نوفمبر المقبل. كما سيلتقى خبراء ذرة وعقوبات من الطرفين قبل الموعد المحدد. وبينما يتطلع الجانبان إلى جولة محادثات جديدة لا تزال هناك مجموعة من القضايا الشائكة، حيث تصر إيران على أن يقر الغرب بحقّها فى تخصيب اليورانيوم كجزء من حل وسط يتم التفاوض عليه، لكنه يضع قيودًا على برنامجها النووى، وهى خطوة لم يعلنها الأمريكيون صراحة حتى الآن، حسب «نيويورك تايمز». فضلًا عن أن رغبة إيران فى السماح بعمليات تفتيش مفاجئة غير واضح أيضًا، حيث يقول نائب رئيس الوزراء الإيرانى عباس عراقجى، إن طهران ستقبل فى النهاية ببرتوكول يسمح للمفتشين بالوصول إلى أى موقع يعتقدون أنه يمارس نشاطًا محظورًا. فى حين يقول ظريف إن أى بروتوكول من هذا النوع يتعارض مع القانون الإيرانى. من القضايا المفترض مناقشتها أيضًا فى الجولة المقبلة من المفاوضات، مدى سرعة تخفيف العقوبات الاقتصادية التى ضربت الاقتصاد الإيرانى. وتحقيق توازن بين طلب إيران تخفيف العقوبات، ورغبة الولاياتالمتحدة فى كبح البرنامج النووى الإيرانى، لن يكون سهلًا. «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد يناقش مخاوفه بخصوص البرنامج النووى الإيرانى مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الأسبوع المقبل، فى روما.