جسد غير مكتمل في نظر البعض ينقصه جزء اساسي من تكوينه لكنه أرغم كل من يراه على الأحترام والوقوف ذهولًا من قدرته على الاستمرار، فيتعجب بمعجزته وإرادة صاحبته، فقدت حركتها الطبيعية كغيرها من الفتيات، جسدها بات مقيدًا عقلها مشتت كيف ستصبح بقدم واحدة بعد أن نال منها المرض ما نال حتى تمركز السرطان في قدمها، أو كيف فاقت فجاءة على سرير المشفى فاقدة لإحدى قدميها كيف حدث وكانت أخر ما تتذكره تلك السيارة المسرعة التي أغفل سائقها وجودها، جميعها أحداث تقود في النهاية لحياة فتاة باتت بقدم واحدة وعليها القرار ما بين المكوث تعسه حزينة أو الاستمرار في ما تحب دون ضعف أو تهاون. يبدأ العقل البشري في تقييم موقف أي من تلك الفتيات بمزيج من الشفقة والحزن على حياتها التي توقفت عن مسارها الطبيعي، وتهدمت حياتها فجاءة، لكن يظل هناك أولئك الفتيات التي كسرن كل معتقد قد يتخيله البعض عنهن بقدراتهن على التحمل والتأقلم على حياتهن الجديد ثابتين أن المرأة قوة لا يستهان بها حتى أمام الآلم ويمكنا ففي جولة سريعة الوقوف على نماذج من تلك الفتيات التي اثبتت أن الحياة لا تنتهي مع فقد ساق أو الاثنين بل بدأت حياة جديدة مليئة بالتحدي. ماناسي جوشي فقدت ساقاها واحترفت لعبة كرة الريشة
نادرًا ما ينجح المرء في استجماع شجاعته لمواجهة واقعه الجديد لتحقيق حلمه على الرغم من فقدان جزء من الجسم. ماناسي جوشي هو أحد الأمثلة لذلك، فبالعودة للوراء من أكثر من عام تعرضت لحادث سير اثناء ركوبها لدراجتها لتسحق الشاحنة قدمها تمامًا، ما إطر الأطباء لبترها بعد فشل محاولاتهم لمعافاتها.
لم يمنع ذلك ماناسي من مواصلة خططها المستقبلية واستجمعت قواها بعد الحادث وبدأ في مواصلة طموحها وبراعتها في كرة الريشة التي اضمنت حبها منذ الصغر لتخرج من المسابقات المحلية للعاملية. بجانب كرة الريشة استكملت حياتها كمهندسة برمجيات استثنائية بجانب تدريبات الغوص، إرادتها تغلبت على الكثير من العقبات لدرجة جعلت الناس تسألها "كيف يمكنك فعل كل ذلك؟"، باولا أنتونيني- عارضة أزياء
أثبتت باولا أنتونيني عارضة الأزياء البرازيلية، أن جمالها الخارجي ليس فقط محركها الأساسي، لكن قوة إرادتها التي تضاعفت بعد حادث أصابها منذ عامين جعلها تفقد إحدى ساقيها، توقع جميع من بالمجال ومتابعيها أنها ستتوقف عن عالمها الطبيعي وعروض الأزياء، لكنها أثبتت العكس بعد أن واظبت على تمارينها الرياضية وحفاظها على رشاقة جسدها بشكل مثالي.
كما استمرت في نشر صورها وهي في كامل أناقتها وبساطتها كما بالسابق بشكل جعلها أجمل من قبل دون حرج من قدمها الصناعية، بل باتت جزء لا يتجزء من جسدها، فتجلس على الشاطئ دون حرج أن جسدها ينقصه شئ أو غيره، وأثبتت للعالم أن الأكتئاب والتعب لا يوجد له محل في حياتها، وانها قوية بقدر كافي حتى يمكنها أن تعود بقوة لمجالها وأن تتغلب على كافة الصعوبات التي تواجهها أيًا كانت تلك الصعوبات.
تشن يميا - عداءه ضربت العداءه الصينية مثال مبهر للتحمل والقوة بعد كسرت كافة تابوهات العجز والرسومات المرسومة لمستقبل شخص فقد ساقه، لتتحول لواحدة من أشهر العدائين بالعالم، فرغم فقدانها لساقها إلا أنها كانت ضمن الفريق الممثل للصين في دورة الألعاب البارلمبية وكافة المنافسات العالمية، تلك المرأة البالغة من العمر 22 عام، لا تترك دقيقة دون تدريب وسعي وراء هوايتها بكل شغف ممكن.
واستكملت تشن دراستها وحياتها الطبيعية في جامعة العلوم الالكترونية والتكنولوجيا في الصين، حتى نجحت منذ 4 سنوات في ضم اسما بجانب الرياضيين المحترفين في الصين وعلى الرغم من كونها لم تتلق تدريبات من قبل على وضعها الجديد بدون ساق لكنها بدأت ونجحت بالفعل وكانت الوحيدة ضمن فريقها بساق واحدة وكانت تبدأ التدريب من الخامسة والنصف صباحًا حتى السادسة مساءً بواقع يزيد عن 12 ساعة متواصلة. شيان هونجيان- السباحة الأولمبية
اشتهرت شيان منذ صغرها بمراة كرة السلة كونها فقدت كلتها ساقيها ووضعت في نهاية جسدها كرة سلة ملاصقة لها وتسير محملة كافة جسدها على يديها فقط، كان ذلك في عام 2005 وقت تصدرت صورتها الصحف العالمية كونها تسير على كرة سلة بدلا من ساقيها التي فقدتهم، لكنها استكملت نجاحتها غير ملتفته لأحباط او سخرية من حولها، وأصبحت في 2009 بطلة وطنية ممثلة للصين رغم فقر أسرتها التي لم تكن تملك تكاليف علاجها أو قدم صناعية حتى. ومع مرور السنوات جاءت عقبة تعليمها وقلة الموارد المالية لآسرتها كونها تكسب قوتها اليومي من الزراعة، ومع التبرعات التي جاءت من وراء انتشار صورها حصلت على قد صناعية جعلتها تستغنى عن كرة السلة وبدأت في تمارين السباحة المختلفة لتنجح في تمثيل الصين في المحافل الدولية المختلفة بداية من أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة بلندن عام 2012 إلى أن فازت بالميدالية الذهبية في سبتمبر 2014 عندما نجحت في السباحة لمسافة 100 مترا. تايلور هش- عارضة الأزياء
واجهت تايلور البريطانية ذات ال19 عام الكثير من التحديدات منذ صغرها لمعانتها من مرض في العظام أفقدها ساقها، ما جعل الكثير من زملائها ينعتهوها بلقب عرجاء دون مراعاة لمشاعرها فاقدين لكافة المعاني الإنسانية واستمر الوضع على ذلك إلى أن اتجهت لحلمها في عروض الأزياء مع قبول إحدى شركات الأزياء لها رغم كونها بقدم واحدة والأخرى صناعية. وأوضحت "تايلور" في تصريح سابق للدايلي ميل عقب انتشار صورها بشكل كبير: "لم أشعر بالثقة أبدًا في جسدي، فقد اعتقدت أنني لن أستطيع عمل شيء جيد في حياتي، أما الآن؛ أشعر بأنني أصبحت ملهمة لكثير من الأشخاص الذين يشعروا بالاختلاف لأقول لهم: أنتم لست وحدكم الذين تعانون، ولا تحتاجون لأي شيء لتصبحوا مثاليين، حيث يمكنكم تحقيق أشياء عظيمة". وأضافت حول الصعوبات التي واجهتها خلال حياتها متحدية كافة المحبطين والمنتقدين لحياتها قائلة: "تعرضت لإهانات قاسية في صغري؛ فالطفل الأعرج يتعرض لكثير من التهكمات والإساءات الشديدة التي تجعله بائسًا ولا يرغب في الحياة، ولكنني وضعت حدًا لتلك المعاملة وتحليت بروح الشجاعة، وكنت استمتع في طفولتي بالتزلج على الجليد ولعب كرة القدم". وأوضحت عن سبب فقدانها لساقها: "في أحد الأيام الدراسية عندما كنت في الحادية عشر من عمري؛ كنت ألعب كرة القدم ولكنني تعرضت لكسر بالساق، وعلى الرغم من خضوعي للعلاج؛ إلا أن الأطباء خيروني بين الجلوس على كرسي متحرك أو البتر وتركيب طرف صناعي، نظرًا لأنني رغبت في ممارسة الرياضة مرة أخرى كان البتر هو الخيار الأفضل والوحيد لي، وبالفعل قام الأطباء بإجراء العملية لأصبح عرجاء!". فقدت تلك الفتيات سيقانهن لكنهن أصبحن مثال للقوة والحياة في حياة كل من يشبههن أصبحن مثال حي على قوة المرأة وعلى روح الإرادة القادرة على التغلب على أي إعاقة أيًا كانت طبيعتها، ولم يكن ليحدث ذلك لولا تجاهلهن لكافة المحبطين الغير واثقين في قوتهن، فبتن اليوم مصدر حياة يكملن ما يحببن دون خجل أو تأخر بل تفوقن على نظائرهن من أصحاب الجسد المكتمل