حزب الخضر الالمانى يشبه ميركل بمرسى استمر الشأن المصرى حاضرا وبقوة حتى اللحظات الاخيرة فى الحملات الاعلامية للاحزاب الالمانية المتنافسة حاليا لخوض انتخابات البوندستاج «البرلمان الألماني» الثامنة عشرة التى سيتم اختيار اعضائه غدا من قبل الناخبين الالمان. واختتم قادة حزب الخضر المعارض حملته الاعلامية فى ساحة من اكبر ساحات العاصمة العاصمة برلين مشبهين برامج المستشارة الالمانية انجيل ميركل – المحبوبة شعبيا- ببرامج الرئيس المصرى المخلوع محمد مرسى فى فشله فى تحقيق ما وعد به خلال المائة يوما. كما ظل الشأن المصرى حاضرا فى مناقشات الناخبين الالمان الذين سيتوجهون غدا الاحد لمراكز الاقتراع على ضوء وجود جالية عربية كبيرة فى المانيا تتابع دقائق الامور فى مصر وتساند الوضع السياسى الراهن على الساحة المصرية وباتت تختلف فى مواقفها مع حوالى 3 مليون المانى من اصول تركيا تأثروا بمواقف الحزب الحاكم فى انقرة ورئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان. وبينما يرفع ابناء الجالية العربية صور الفريق عبدالفتاح السيسى وشعارات ثورة 30 يونيو يعلق سائقى التاكسى الاتراك شعارات رابعة العداوية على سياراتهم ..كما يدور سجال بين الفريقين حول مواقف الحكومة الالمانية من تطورات الاوضاع فى مصر. تجدر الاشارة ان في الدورة البرلمانية المنقضية فى البوندستاج قامت منذ 2009 بتشكيل ائتلاف يقوده الحزب الديمقراطي المسيحي برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل مع الحزب الديمقراطي الحر FDP ترافق عمل هذه الحكومة «بلونيها الأسود والأصفر» من بداياته مع الأزمة النقدية الأوروبية، التي أثرت أيضا على سياسة الحزبين الحاكمين، على صعيد السياسة الداخلية إلى حد بعيد، إلى جانب «إنقاذ اليورو» اتخذت ميركل من مسألة تحول الطاقة موضوعا مركزيا خلال فترة رئاستها للحكومة. وبعد إقرار تمديد فترة الخدمة لبعض المفاعلات النووية في عام 2010، أدت كارثة المفاعل النووي في فوكوشيما اليابانية في 2011 إلى إعادة تفكير جذرية لدى الحكومة الألمانية الاتحادية، فمنذ تلك اللحظة تركز الاهتمام على مسألة التحول في مصادر توليد الطاقة لصالح مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يعرف باسم «تحول الطاقة» في ألمانيا. ولعبت هذه المسألة الحملة الانتخابية الحالية دورا أقل أهمية، حيث تفرض موضوعات السياسة الاجتماعية وسياسة سوق العمل نفسها على الأحزاب المتصارعة، إضافة إلى السياسة النقدية والضريبية. ويمكن ملاحظة هذا الأمر بشكل خاص من خلال النقاشات الدائرة حول تحديد الحد الأدنى للأجور: حيث يطالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD في برنامج حملته الانتخابية بإقرار قانون يحدد الحد الأدنى للأجور عند معدل 8,5 يورو في الساعة، بينما تدعو أحزاب الاتحاد CDU/CSU وحزب الأحرار FDP إلى ما يسمى حدود الأجر الدنيا، حيث يُترَك الأمر للشركاء أصحاب العلاقة في القطاعات المختلفة لتحديد قيمة الأجور. وفي مسألة أوروبا، يلتقي كلا الطرفين عند نقاط مشتركة، ويدعمان المزيد من الاندماج الأوروبي، كذلك يتفق جميع الفرقاء تقريبا في مسألة العملة المشتركة، اليورو، ويمكن القول أنه لا خلاف حزبي حقيقي في الموضوعات المتعلقة بأوروبا بشكل عام. رغم هذا الاستنتاج تظهر في نظام الأحزاب الألماني فوارق بين الأحزاب في الأولويات المتعلقة بمسائل الحرية والأمن والسوق وإعادة التوزيع، تقليديا تركز أحزاب الاتحاد بشكل براغماتي على اقتصاد السوق الاجتماعي، وتشدد ضمن هذا السياق على الترابط بين انتظام القطاع الخاص وبين المساواة الاجتماعية، إضافة إلى دعم الأسرة. باعتبارها الكتلة الأكبر في البوندستاج حاليا، تدخل كتلة CDU/CSU وعلى رأسها وبينما بات فى حكم المؤكد فوز المستشارة المحبوبة من قبل الشعب، أنجيلا ميركل، بانتخابات يوم الاحد وهو ما سيؤدى إلى استمرار الحكومة التي تقودها منذ بضع سنوات، ظل مرشح حزب SPD الأول، بير شتاينبروك، الذي كان وزيرا للمالية في عهد حكومة الائتلاف الكبير من 2005 حتى 2009 مع أنجيلا ميركل، يركز فى حملته حتى اللحظات الاخيرة بشكل أساسي على موضوعات الحد الأدنى للأجور وعلى العدالة الاجتماعية. وحسب استطلاعات الرأي الحالية يتوجب على الحزبين الممثلين في البوندستاج الحالي، الأحرار FDP واليسار Die Linke التخوف من عدم الدخول مجددا إلى البرلمان الألماني، حيث ينص قانون الانتخاب على ضرورة أن يتجاوز الحزب عتبة 5% من الأصوات، كي يتمكن من دخول البرلمان. بهذا يمكن مواجهة أي احتمال لتشتت نظام تعدد الأحزاب. إذا لم يتمكن FDP من تجاوز هذه العتبة، فإن هذا سيعني في أغلب الأحوال تغيرا حكوميا، يتولى فيه ائتلاف «أحمر-أخضر» من حزبي SPD والخضر زمام الأمور. يذكر ان كل ناخب وناخبة يتمتع بصوتين، لانتخاب 299 نائب وفق النظام الفردى – نصف أعضاء البرلمان البالغ عددهم 598 – يتم انتخابهم مباشرة في دوائرهم الانتخابية وفق الغالبية النسبية. هذه المقاعد المباشرة تحظى بالصوت الأول. الصوت الأول يشكل إذا، الجانب «الشخصي» في قانون الانتخاب، لأن الناخب يختار بهذه الطريقة شخصا معينا ضمن إطار دائرته الانتخابية، مع الصوت الثاني يتم انتخاب الأحزاب. حيث يحدد هذا الصوت تركيبة البوندستاج. وهو بلا شك أهم من الصوت الأول، اما الصوت الثانى للفرد يحدد من خلاله عدد المقاعد التي يشغلها كل حزب في البوندستاج. إلى جانب الموضوعات الرئيسية الهامة، نجد في مركز الحملة الانتخابية أيضا مسائل متعلقة بمسألة تشكيل الائتلاف، في نظام الأحزاب الخمسة غير المتكافئة يكون الائتلاف الثنائي أقل ثقة في الحصول على الغالبية من السابق، لهذا السبب تواجه الأحزاب الأسئلة التالية: ما هي التحالفات التي نتطلع إلى بنائها، وما هي التي نرفضها من حيث المبدأ؟ لاشك أن الموضوعات والأشخاص تلعب هنا دورا مهما، إنه نظام الأحزاب الخمسة غير المتكافئة، القائم منذ عام 2005، الذي يلعب دورا كبيرا في تشكيل الحكومة الاتحادية: بعيدا عن الائتلاف الكبير «بين الحزبين الأكبر»، لم يعد هناك على طول طريق التحالفات والائتلافات أية محطة يمكن التنبؤ فيها بالغلبة لأحد التحالفات من الناحية الحسابية، كما كانت الحال على مدى عشرات السنين. يجب على الأحزاب التجاوب، والعمل على بناء تحالفات جديدة من أجل تشكيل الحكومة، تفرضها تشكيلات الغالبية والائتلاف أو بنية حكومة الأقلية. من أجل تحفيز الأتباع والأنصار يحتاج التآلفان الأساسيان الأحمر-الأخضر والأسود-الأصفر إلى موضوعات تحدد المواقف وتمايزها، فعليا يتوجب على الأحزاب أيضا العمل وفق إستراتيجية الانفتاح، من أجل التمكن من تشكيل غالبية حسابية بعيدة عن المعسكرات والتكتلات، على الأقل أحزاب الوسطية السياسية تتمتع كلها بالمقدرة على بناء التحالفات، ويتمثل الاستثناء الوحيد في الحزب اليساري، الذي لم يدخل حتى الآن أية تحالفات، إلا مع حزب SPD، في بعض الولايات الاتحادية. والى جانب حزب الخضر والحزب اليسارى، هناك حزب القراصنة Piratenpartei والحزب البديل لأجل ألمانيا AfD يظهر على الساحة حزبان جديدان، يتطلعان إلى دخول البوندستاج. الموضوع الرئيسي للقراصنة هو «تحديث» الديمقراطية تحت شعار «الديمقراطية المتحولة». أما حزب AfD، الذي انبثق عن مجموعة معارضة لأوروبا، فإنه يتطلع إلى خروج البلدان الجنوبية من منطقة اليورو، هذه التطلعات يمكن أن تقود إلى كسب المزيد من الناخبين المعترضين، الذين ساهموا خلال السنوات الأخيرة في تقدم اليساريين والقراصنة في الانتخابات على مستوى الولايات الاتحادية، على الرغم من أن كلا الحزبين تمكن من تحقيق نجاحاته الانتخابية والترسخ ضمن أوساط مجموعة محددة من المجتمع، إطار جامع من عدم الرضا وفقدان الثقة والفضولية والاحتجاج جمعت بعض القوى، على الأقل عندما تمت إثارة مسألة مهمة، مثل إلغاء اليورو. من يتمكن من تعبئة القوى بتفاؤل، يمكن أن يربح الانتخابات، هذا ينطبق بشكل خاص عندما يتم تشكيل تحالفات متقاربة في الأصوات، مقعد برلماني واحد يمكن أن يكون كافيا وحاسما لشغل منصب المستشار، ما هو شكل الحكومة بعد الانتخابات؟ هذا ما لا يمكن التنبؤ به الآن، من الائتلاف الثنائي التقليدي مرورا بالائتلاف الكبير «بين الحزبين الأكبر» وصولا إلى ائتلاف بين ثلاثة أحزاب، كل الاحتمالات تبدو مفتوحة الآن على ضوء التقارب النسبى فى ارقام فوز هذه الاحزاب.