عندما أمسك وزير الطيران الطيران شريف فتحي بالميكروفون ليلقي كلمه في افتتاح أعمال تطوير الهنجر 7000 لصيانة الطائرات، توقع الجمع المحتشد داخل الهنجر الذي تم تطويره أن يشيد الوزير ويثني على المشروع ويوضح بشكل تقليدي خطة وزارته في التطوير والتحديث ومنها هذا الهنجر، لكن بدلًا من ذلك ترك منصة الترحيب وتوجه بالأسئلة للحاضرين وعلى رأسهم وفد نواب مجلس الشعب الذي حضر الافتتاح برئاسة سحر طلعت مصطفي رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب قائلًا: "هل سمعتم رقم 113؟ ماذا وراءه؟ ومن يذكر 130؟ ثم بادر وسأل: ماذا تعني هذه الأرقام؟ وزير الطيران نقل الرسالة بشكل مُغاير للمألوف، ليلفت الانتباه بأسئلته لمغزى تطوير الهنجر 7000 لصيانة الطائرات، لكنه اختار أن يركز على معنى أن تحتفظ الشركة الوطنيه مصر للطيران بقدرتها على البقاء وبكفاءة وتواصل تشغيل رحلاتها ليس حسب ذلك، بل وتحتفظ ورشها ومعداتها بكفاءتها رغم الظروف القاسية التي عاشتها الشركة منذ الثورة ومؤخرًا بعد حوادث الطيران المؤسفه التي أثرت على مصر وعلى الطيران بشكل مباشر. وبدا واضحًا إصرار "فتحى" علي تعظيم أهمية الاستمرار في تنفيذ خطط التطوير لمواجهة التحديات التي يشهدها قطاع الطيران المدني من جهة، وزيادة القدرة التنافسية في الأسواق العالمية في مجال صيانة وعمرة الطائرات من جهة أخرى، فقال: "لماذا نضخ 113 مليون جنيه؟ لأن التطوير هو الوسيلة المثلى للبقاء وحماية الاستثمارات الموجودة وتخطي المحنة ومواجهة التحدي بشكل سليم ومن ينكمش مكانه في الأزمات لا يقوى على النهوض بعد أن تمر العاصفة". وأضاف الوزير "من المهم أن ننظر جميعًا لهذه الأرقام بمعناها الحقيقي الدال على قوة الشركة الوطنية التي استطاعت الاحتفاظ بكفاءة تجهيزاتها وورشها، ولم تتقاعس مع تراجع حجم أعمالها خلال سنوات ما بعد الثورة، بل واصلت مخطط تطويرها لتحتفظ بعملائها البالغ عددهم 130 عميلًا وتتوسع أيضًا مع انفراجة الأزمة قريبًا". وبإشارة واضحة، توقف وزير الطيران ليكشف عن دعم حكومته للشركة الوطنية، وطرد ما تردد عن استعداد الدولة للتصرف بشكل أو بآخر في الشركة المملوكة للدولة، وقال: "الدولة لن تتخلى عن الشركة - بالعكس الدولة تقف وراء خطط التطوير والتوسع، والشركة أبرمت صفقة جديدة لشراء طائرات لتحديث أسطولها وستصل الطائرات قريبًا، بينما يرى الجميع أن مصر للطيران لن تسقط ومن يراهن على ذلك وينتظره يعيش في وهم كبير، فالشركة وقفت أمام العاصفة ولم تنكسر بل سيشهد الجميع قفزة واسعة في أعمالها قريبًا وسنرى جميعًا ذلك". أما رئيس الشركة القابضة صفوت مسلم - فأوضح، أن خطة تطوير هناجر شركة الصيانة يتم تنفيذها طبقًا للجدول الزمني المُحدد لها بالتوازي مع تحديث أسطول مصر للطيران ولتلبية كافة الاحتياجات الفنية لخدمة طائرات عملاء الشركة وبهدف زيادة استيعاب هناجر الشركة لعدد أكبر من طائرات العملاء على المستويين المحلي والدولي، وأيضًا بهدف تقديم خدمات متميزة لعملائها نظرًا لكون الأنظمة التي تم إضافتها للهنجر تعد من أحدث الأنظمة التي تساعد على إنجاز أعمال الصيانة بكفاءة عالية وتوفر المناخ المناسب للأطقم الفنية العاملة بالهنجر. بينما رئيس شركة الصيانة المهندس أبو طالب توفيق – اختار أن يلقي الضوء على أهمية خطط التوسع في دعم قدرات وكفاءة العنصر والخبرة المصرية، حيث تمت أعمال التطوير بخبرات مصرية، وقام بالإشراف على المشروع (إدارة المشروعات وصيانة المنشآت بشركة مصر للطيران للصيانة بالتنسيق مع قطاع المشروعات بالشركة القابضة). وأضاف "أبو طالب" أن هناك خطة طويلة المدى لتحديد المتطلبات من منشآت الصيانة بما يتماشى مع معدلات النمو المستهدفة، وأنه من المخطط البدء في إنشاء هنجر جديد للدهانات بهدف تطوير إمكانيات الشركة في مجال دهان الطائرات والحفاظ على هناجر الصيانة الحالية الحاصلة على الاعتمادات الدولية، وإنشاء سوق واعد في مجال دهان الطائرات في الشرق الأوسط، هذا بالإضافة إلى إنشاء هنجري صيانة خفيفة خلف هنجر 6000 بهدف زيادة إمكانيات الصيانة الخفيفة لشركة مصر للطيران للصيانة مع استغلال الهنجر كساحة انتظار للطائرات. وأوضح أنه خلال فترة العمل بمشروع تطوير هنجر 7000 التي استمرت ما يقرب من 19 شهرًا، تم تأهيل هنجر 5000 (بشكل مؤقت) لاستخدامه في تنفيذ أعمال الصيانة للطائرات الصغيرة نسبيًا لضمان الاستمرارية في تقديم الخدمة الفنية للعملاء. وتضمنت أعمال التجديد لهنجر 7000 تغيير الهيكل الخارجي للهنجر بالكامل (السقف والجوانب) ليتكون من طبقتين بينهما عازل لمقاومة الحرائق، وتم تزويد الهنجر بنظام إنذار آلي حديث للحرائق بما يتناسب مع معايير السلامة والجودة العالمية، هذا وقد تم تغيير أرضيات الهنجر بالكامل وإنشاء ورش مساعدة جديدة لإصلاح مقاعد الطائرات والهياكل المعدنية، بالإضافة إلى تدعيم الهنجر برافعات تساعد في رفع المزيد من المعدات الثقيلة والخاصة بإصلاح الطائرات بمختلف الطرازات، بالإضافة إلى تطوير كافة الأعمال الكهروميكانيكية لتتناسب مع المواصفات العالمية لهناجر صيانة الطائرات وكذا إنشاء ملحق إداري جديد، وتم تخصيص هذا الهنجر لاستيعاب الطائرات من طراز البوينج وتشملB777-300,B777-200,B737-800 أما عن القدرة الاستيعابية للعمالة بالهنجر فهي 300 مهندس وفني بالإضافة إلى تخصصات أخرى.