أدّت حادثة الاعتداء على سيدة محجبة حامل بالقرب من العاصمة السويدية ستوكهولم إلى انطلاق حركة نسوية شعبية تدافع عن حق المرأة فى ارتداء الحجاب. وعلى الرغم من أن «حملة الحجاب» جذبت عددًا كبيرًا من النساء السويديات حتى من غير المسلمات، ويؤيدها عدد من الساسة والمشاهير، فإنها صنعت حالة من الانقسام داخل المجتمع السويدى، حيث إن بعض معارضى الحملة اعتبروا أنها ترسّخ رمزًا من رموز «استعباد النساء». وكانت الآلاف من النسوة السويديات قد نشرن صورًا لهن وهن يرتدين الحجاب فى مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت لإبداء تضامنهن مع السيدة المحجبة التى تعرضت للاعتداء بسبب ارتدائها الحجاب. وتدعم الحملة مجموعة من السياسيات اليساريات وغيرهن من النسوة المعروفات فى المجتمع السويدى قمن بنشر صور لهن وهن يرتدين الحجاب. كما نظّم القائمون على الحملة «احتفالية» عبر صفحة فى موقع «فيسبوك» حضرها أكثر من عشرة آلاف متصفح، لكن الصفحة أُزيلت لاحقًا لكثرة التعليقات العنصرية التى كتبت فيها. وقالت سارة محمد التى ترأس جمعية خيرية تعنى بضحايا ما يسمى ب«جرائم الشرف»، إنها تؤيد الاحتجاج على الاعتداء الذى تعرضت له المحجبة الحامل، لكن ليس عن طريق ارتداء الحجاب المعروف فى أنحاء العالم بوصفه وسيلة لاضطهاد المرأة. وأوضحت أنه لم يعد يقتصر الإجبار على ارتداء الحجاب فى إيران والسعودية، لكنه أصبح رمزًا للإسلام السياسى فى أوروبا أيضًا. واعتبرت أن السياسيات السويديات اللواتى صوّرن أنفسهن وهن يرتدين الحجاب هذا الأسبوع لم يلتفتن بنفس القدر إلى السيدات اللاتى تجاهد فى سبيل عدم ارتدائه ويخاطرن بحياتهن من أجل ذلك، وقالت «هذه حملة شعبوية غير عادلة الهدف منها الفوز بأصوات الجالية المسلمة». أما روزبيه فتقول إن منتقدى الحملة قد أخرجوها عن محتواها الحقيقى، وتضيف «نحن لا نحاول استصغار تجربة النسوة اللاتى يجبرن على ارتداء الحجاب، بل هى موجهة إلى اللاتى يتردينه اختيارًا. إن من حقّهن ارتداء الحجاب دون أن يتعرضن للاعتداء». ودفعت روزبيه بأن النسوة المسلمات أصبحن كبش فداء لارتفاع نسبة البطالة فى السويد وسواها من البلدان الأوروبية. وتطالب الحملة بتشكيل لجنة للتحقيق فى مشكلة العنف الموجه ضد المحجبات، كما تطالب الحكومة بإلغاء الحظر المفروض على ظهور المذيعات المحجبات فى التليفزيون الحكومى.