"من الممكن أن يصبح لدينا جيل ثالث من الجهاديين قريبًا في سوريا".. بتلك الجملة بدأت الكاتبة الأمريكية باميلا إنجيل مقالها اليوم في موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، بخصوص الحرب الدائرة في سوريا، والأوضاع في المنطقة هناك، وإلى نص المقال: قال كلينت واتس، الزميل البارز في معهد أبحاث السياسات الخارجية، والضابط السابق بالجيش الأمريكي وعميل قوة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI: إنه "إذا لم تنتهي الحرب الأهلية السورية قريبًا، فقد يستولي جهاديون جدد على السلطة يرغبون ببناء دولة خاصة لهم مثل تنظيم داعش الإرهابي، ولكن بطريقة أقل عنفًا". وصرح "واتس" لموقع "بيزنس إنسايدر"، "أعتقد أن مسنراه هو جيل ثالث مختلف من الجهاديين، فنحن نطلق على ما نراه الآن القاعدة أو داعش، ولكن ما أعتقده حقًا أننا سوف نشهد صعود فصيل ثالث يأخذ من هذا وذاك، يحاول أن يبني دولة جديدة له ولكن من دون كل هذا العنف، ويحاول أن يعيش في عباءة تنظيم القاعدة ولكن من دون اتباع التنظيم نفسه". وتابع "إذًا سوف يكون هناك جيل ثالث من الإرهابيين، وسوف يكون من الصعب على الغرب أن يواجهه". وأكد الكاتب أن "جبهة النصرة، التنظيم التابع للقاعدة في سوريا، غير من اسمه مؤخرًا ليصبح جبهة فتح الشام، في محاولة لتعديل صورتها أمام الرأي العام، ويأمل التنظيم أن يكون قادرًا على الفوز بتعاطف المحليين الغير راغبين في اتّباع تنظيم القاعدة، وكذلك تجنب أن يتم استهدافهم من الغرب، الذين يحاربون جبهة النصرة في سوريا". وأضاف "واتس" "التنظيم الجديد سوف يشترك غالبًا في السياسة، ولن يرتبط سياسيًا بأيديولوجية تنظيم القاعدة، وعندما يفعل هذا، سوف يكون لدينا دوافع أقل للمحاربة ضده". وكان هدف جبهة النصرة الذي سعت طويلًا من أجله، هو تأسيس إمارة إسلامية في سوريا تحكمها الشريعة، ومع إعادة تغيير اسمها من الممكن أن ينجحوا في تحقيق ذلك، ومن الممكن أن يتراجعوا عن أهداف تنظيم القاعدة، والتي من ضمنها، مهاجمة الغرب. وإذا تم هذا، فسوف يكون التنظيم الجديد – جبهة فتح الشام – خليطًا بين تنظيم داعش، الذي يُشدد على إنشاء دولة إسلامية كاملة من أجل أن يعيش فيها المسلمون من جميع أنحاء العالم، وبين تنظيم القاعدة، والذي اتّضح أنه أكثر دهاءً سياسيًا من تنظيم "داعش". وتابع "سوف يكون هذا بناء دولة إسلامية بدون العنف المتطرف، وهي أيديولوجية القاعدة ولكن من دون أن يتم استهدافها عالميًا". "تنظيم داعش" الإرهابي معروف بفيديوهات الذبح الشنيعة التي يقوم بها أفراده، وتضييق الخناق على السُكان في المناطق التي يحكمها، بينما تنظيم القاعدة يرتبط اسمه دائمًا بالهجمات الإرهابية على الأهداف الخارجية، مثل مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك. وكوّنت جبهة النصرة سُمعة لها في سوريا كواحدة من أكثر التنظيمات المُسلحة جيدًا، التي تُقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وانضم لها العديد من الثوار على الرغم من صلاتها الإرهابية بسبب مواردها العديدة، ولكنها افتعلت العديد من المشكلات مع السكان في مدينة إدلب. وقال أبو فيصل، أحد عمال الإغاثة السوريين، لموقع "بيزنس إنسايدر": "المشكلة الوحيدة كانت في أن جبهة النصرة تتبع تنظيم القاعدة، ومعظم السوريين لا يتقبلون هذا، على الرغم من أن جبهة النصرة كانت مؤثرة للغاية في الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وسوف يهتف لهم السوريون في المعارك، ولكن إذا حاولوا أن يصلوا للحكم باستخدام طرق مشابهة لتنظيم داعش، فسوف يصيح ضدهم الشعب قائلًا "ارجعوا إلى أماكنكم، فمكانكم ليس هنا". ولذلك فقد يكون المزج بين استراتيجيات كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، بدون سلبيات أي منهما، هو السبيل الوحيد أمام جبهة فتح الشام في البقاء والتوسع في المنطقة.