شككت روسيا في جدوى إقامة منطقة حظر جوي على شمال سوريا في إطار العمليات العسكرية التي تجريها القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر في مناطق بشمال سوريا. وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنه من الصعب التحدث عن إمكانية إقامة "منطقة حظر جوي" فوق سوريا. وقالت "كانت هناك تجربة إقامة مناطق حظر جوي في ليبيا، ونتذكر جميعا كيف انتهي ذلك. نتذكر من بادر بها، بل وقد حظيت بتأييد مجلس الأمن الدولي، إلا أن كيفية حدوث ذلك عمليا.. بعد ذلك يبدو لي أن الحديث عن مناطق حظر جوي، والإجراءات الأحادية الجانب لإقامتها أصبح صعبا، لأننا نتذكر كيف انتهى ذلك". وأكدت في الوقت نفسه أنه فيما يخص أية أعمال في الأراضي السورية، يجب أن تكون على أساس القانون الدولي، وبالتنسيق مع دمشق، وعلى أساس القرارات التي تم اتخاذها في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا وحظيت بتأييد أممي. وكان الجنرال الأمريكي ديفيد جولدفين قد صرح في يوليو الماضي، أن سلاح الجو الأمريكي على استعداد لضمان إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، ولهذا الغرض هم بحاجة للحصول إلى موافقة لإسقاط الطائرات الروسية، التي تحلق في أجواء هذه البلاد. من جهة أخرى شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن استعادة العلاقات بشكل كامل مع تركيا، والتي تسعى موسكو إليها، ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة لكلا البلدين، وما يفرضه واقع الحال اليوم. وقالت إن "تطبيع العلاقات – هو ليس مسألة ليوم واحد، من السهل جدا أن تتلف العلاقة، هذا بالفعل يحتاج لبضع ساعات فقط، كما أظهرت الممارسة العملية، للأسف، ولكن لتصحيح الخطأ، إذا كان ذلك خطئاً، وتطوير العلاقات إلى المستوى السابق، فذلك قد يستغرق وقتاً طويلاً. وهذا التقدم، نحن نقوم به الآن". وأضافت أنه "لا أحد يعتبر الوقت هو العامل الرئيسي. الوقت مهم جداً حتى لا نفوت اللحظة، بلا أدنى شك. ولكن هنا يجب أن ندفع بأنفسنا، ليس من أجل الوقت، وإنما من أجل أن تكون استعادة العلاقات كاملة، وأن تأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، والوضع الحقيقي، وأن لا نتسرع في ظل بعض العوامل، وبالفعل ستسمح لنا الاستعادة الكاملة للعلاقات بأن نحل حتى القضايا الأكثر صعوبة بشكل بناء. وهذا ما نسعى إليه".