- خبير أمني: اللعبة خطر على الأمن القومي.. ويجب منعها قد تبدو لعبة ممتعة، وتمتاز عن غيرها بأنها لا تجعلك حبيس مقعدك مثل باقي الألعاب، ولكي تصل إلى مستوى أعلى، يجب أن تأخذ هاتفك وتتنقل حيثما أمرتك.. ولكن ماذا لو انتهى بك الأمر في مقر جهاز المخابرات العامة مثلًا؟ بمجرد أن أطلقت شركة نيانتيكس لعبة «بوكيمون جو» على أجهزة أندرويد هذا الشهر، وانتشرت بشكل واسع في مصر ودول أخرى حول العالم، ولاقت إقبالًا كبيرًا؛ ما وصفه البعض ب«الهوس العالمي»، وأدى إلى زيادة التساؤلات حول اللعبة. «بوكيمون جو» لعبة متطورة وفقًا لتقنية الواقع الإفتراضي المعزز، بمعنى أنها تسمح بظهور عدد من «البوكيمونات» الافتراضية في العالم الحقيقي عند استخدام التطبيق الخاص بها، ويضطر لاعبها أن يتحرك من مكانه بحسب ما يوجهه التطبيق، ويذهب إلى مكان آخر يحدده له في نطاق المحيط الجغرافي، وذلك بحثًا عن «البوكيمونات» التي تظهر افتراضيًا، ليقوم اللاعب باصطيادها وجمعها. وما بين ترحيب عدة أماكن حول العالم بالبحث داخلها عن «بوكيمون جو»، ورفض أخرى لذلك احترامًا للخصوصية، اتخذت الحكومة المصرية موقفًا متزمتًا ضد اللعبة، ذلك من خلال تصريحات حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في برنامج «90 دقيقة» الذي قال خلالها إن «الأجهزة المعنية تتابع ما يثار حول اللعبة الجديدة، وسيتم وضع الآليات المناسبة للحد من خطورة هذه الألعاب». كما تدخل الأزهر الشريف للنهي عنها، حيث اعتبر عباس شومان، وكيل الأزهر، أن اللعبة «جعلت الناس كالسكارى في الشوارع والطرقات»، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «إن هذه اللعبة وإن كانت قد تخدع الصغار ويصدقونها، فلست أدري أين ذهبت عقول الكبار؟، الذين يدخل أحدهم قسم شرطة طالباً من الضابط التنحي جانبًا للبحث عن البوكيمون الذي تظهر شاشة المحمول أنه يختبئ تحته». تلك الأقاويل حول خطورة اللعبة، والتي وصلت إلى حد زعم البعض أنها يمكن أن تكون وسيلة للتجسس، طرحت تساؤلات حول كيفية عمل اللعبة، واختيار الأماكن التي يمكن أن يكون من بينها جهاز المخابرات أو قصر الرئاسة؟، وهل هي بالفعل خطر على الأمن القومي وتعرض لاعبها للعقوبة؟. يقول المهندس حسام صالح، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن اختيار الأماكن في اللعبة يكون وفقًا لموقع اللاعب، فتختار له أماكن في المحيط الجغرافي له، دون أن يتحكم نظام معين في اختيار وتحديد هذه الأماكن، بمعنى أنه يمكن أن يكون منها مبانٍ خاصة بجهات سيادية في الدولة أو منشأت عسكرية أو أقسام شرطة إذا كانت في محيط اللاعب. ويضيف صالح ل«التحرير» أن ليس هناك مشكلة من تحديد مكان عسكري أو شرطي في اللعبة؛ لأن دخوله من عدمه يتوقف على الشخص، والذين يتولون تأمين هذا المبنى، موضحًا أنه لا يوجد خطورة من هذه اللعبة؛ لأنها مثلها مثل جميع التطبيقات والخرائط التي تعتمد على «Gbs» وتحديد المواقع، وأكد أن كل هذه التطبيقات يمكن أن تكون مقلقة حين لا توجد تدابير أمنية. ومن جانبه، يرى اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة، أن هذه اللعبة تعتبر«خطرًا على الأمن القومي» لأنها تكشف جميع الأماكن المحظورة، وتسمح باختراق حدود الدولة، كما أنها تنتهك خصوصيات المنازل. وطالب سويلم، ل«التحرير»، بأن تصدر وزارة الداخلية قرارًا بحظر جميع التطبيقات التي تحمل «Gbs»، تكشف من خلاله المواقع، ومن يخالف ذلك ويذهب إلى أى منشأة أمنية، أو يقتحم مبنى سوف يتعرض للعقوبة وفقًا للقانون. في المقابل، أكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن كل من يرددوا عبارة «خطر على الأمن القومي» جهلاء، ولا يعلمون ما هو الأمن القومي؟، مشيرًا إلى أن اللعبة ليست خطرًا وكل ما يُقال هو «كلام فارغ». وكتبت صفحة «الشرطة المصرية» غير الرسمية، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «اللعبة دي نزلت جديدة، وعملت روشة وانقلاب في العالم كله بين يوم وليلة.. طبعًا لما حاجة تظهر وتعمل الضجة دي كلها مع إنها لعبة عادية جدًا يبقى في حاجة مش مظبوطة.. اللي مش عارفها هي عبارة عن لعبة أنت بتكون اللاعب اللي بتدورعلى بوكيمون وعملات وحاجات كدة على أرض الواقع، بتمشي بالكاميرا، وبتاخدك الخريطة لأماكن كتير تجبرك تمشى فيها.. طب فين الخطورة في كده؟». وتابعت: «أن اللعبة بتخلي الناس تصور وهي مش واخدة بالها كل الأماكن اللي حواليها، تبدأ من بيتك الشخصي لحد ماتخرجك بره البيت لأماكن في منها أثرية وحيوية.. إنجذابك للعبة فيما بعد هايخليك لا إراديًا شبه الجاسوس، إنت متخيل إنك بتلعب وأنت في الحقيقة بتصور كل حاجة حواليك، أماكن وناس وغيره، وكل ده متوصل مباشرة بسيرفر اللعبة، إنت ببساطة بقيت جاسوس مجانى ولا محتاج تدريب ولا محتاج شغل، ده أنت بتصور كل الدنيا حواليك وبتنقلها على طبق من فضة من ضمن حروب الجيل الخامس». وجذبت لعبة «بوكيمون جو» اهتمام المستخدمين على مواقع التواصل الإجتماعي خلال اليومين الماضيين، كما أصدرت عدة دول تحذيرات منها، وبينها بعض الدول منها الكويت والإمارات، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، مساء الخميس، أن اللعبة تتسبب في نقل معلومات حساسة للغاية من داخل كتائبه، محذرًا جنوده من استخدام التطبيق الجديد، فيما لم يعمل التطبيق داخل إستراليا.