من أبرز المفاجآت التى قدمها «جراند أوتيل» لمتابعيه خلال رمضان كانت الفنانة أنوشكا التى جسدت فى المسلسل شخصية «قسمت هانم» بما فيها من مكر ودهاء، وتحمل عيونها الكثير من الشر الذى يجعل المتعاملين معها يخشونها، ويضعون ألف اعتبار قبل اللعب معها، واندهش الجمهور من الأداء اللافت الذى قدمته أنوشكا، التى سبق وقدمت العديد من الأعمال التمثيلية، وحظيت بقبول، لكن هذه المرة كشفت عن قدراتها التى لم يتم استغلالها بعد، ليكون «جراند أوتيل» بمثابة إعادة تعريف الجمهور بها. «التحرير» تحدثت مع أنوشكا عن تقييمها لمشاركتها فى المسلسل، كذلك أبرز ردود الأفعال التى وصلتها حوله، وتعاونها مع صنّاع العمل. قدمت من قبل أدوارًا تحمل بعض سمات الشر والخُبث.. ماذا وجدت فى «قسمت» حمّسك لتقديمها؟ عادة أحب تقديم الشخصيات الحافلة بالأحاسيس والمشاعر، وهو ما يحركنى نحو كل شىء أقدمه، سواء كان فى الغناء أو التمثيل، وهذا ما وجدته فى «قسمت»، إذ وجهتنى البوصلة نحوها، بعدما تخيلتها من ناحية الشكل والتمثيل أيضًا، ولم نبدأ التصوير على الفور، إنما أجرينا عدة تجارب على طريقة تصفيف الشعر والملابس، حتى لون المانيكير، وسعيدة لأن الجمهور انتبه لهذه الملامح، التى أسهمت فى تصديقه للشخصية وتفاعله معها، وهذا ما يحملنى المسؤولية نحو ما سأقدمه فى الفترة القادمة. خطفت نظر المشاهدين بعد عرض حلقات من المسلسل بهذه الشخصية.. إلام يرجع ذلك فى رأيك؟ لعناصر كثيرة، منها أن الشخصية مكتوبة من لحم ودم، وهذه كانت مهمة السيناريست تامر حبيب، ليس فقط مع شخصية «قسمت»، لكن أيضًا لدى باقى الشخصيات، فقد دفعتنى ثقتى به وبالمخرج محمد شاكر خضير لقبول المسلسل، ولا أنكر دورهما أبدًا فى نجاحى ونجاح المسلسل، مثلا المخرج استطاع إمساك ميزان العمل من موقعه خلف الكاميرات، وأعتبر نفسى محظوظة للعمل معه، إذ يتم اتهامى دائمًا بالتدقيق فى التفاصيل، لكن العمل مع محمد شاكر خضير منحنى الشعور بالراحة، لأنه اهتم بما كان يشغل بالي، فهو قائد العمل، كما أننى عادة ما كنت أقول إننى أدين بالفضل فى نجاحى لكل المخرجين الذين تعاونت معهم، لكن أحمد عبد الحميد حققت معه نجاحا كبيرا فى مسلسل «قانون المراغى»، وبعد «جراند أوتيل» أضيف محمد شاكر خضير لأحمد عبد الحميد. أصبح المسلسل حديث مواقع التواصل الاجتماعى لتأثيره على زيادة الإقبال على أسوان.. كيف ترين هذه الحالة؟ فخورة بالطبع بأن «جراند أوتيل» دفع المشاهدين لإدراك أن هناك محافظة بهذا الجمال، والطبيعة الخلابة، فالمسلسل عرض حدوتة من خلالها يتابع الجمهور جمال بلده، وأسوان التى أصبحت بعد وقوع مجموعة من المواقف الإرهابية فى حالة يرثى لها، وقد علمت أن هناك أكثر من مسلسل وفيلم توجه منتجوها لتصويرها هناك، وهذا يعنى أن الفن ليس فقط صناعة قائمة بمفردها، إنما صناعة عندما تعمل تزدهر بجانبها مجالات أخرى، وفى حالتنا هذه قدم مدير التصوير تيمور تيمور صورة مبهرة لأسوان، واختار زوايا أسهمت فى تنشيط السياحة، إذ قدم كادرا كاملا به جمال البلد، واستخدم إمكانيات وتقنيات تيسر مهمته، فقد وجدت هناك نحو شهر بسبب التصوير ووجدت معاملة جيدة من أهلها الطيبين، وشوارعها النظيفة، بل إن الجمهور كان يتابع المسلسلات التركية رغم المط الشديد فيها بسبب مواقعها ومناطقها الجميلة، وبعد نجاح «جراند أوتيل» أجده بدون تحيز تفوق على هذه الدراما التركية. وهل توقعت أن يحقق المسلسل هذا النجاح رغم عرضه الحصرى؟ خلال التصوير كنّا نعلم أننا نقدم مسلسلا مختلفا عما سيتم طرحه فى رمضان، لكن المناخ العام الذى كنّا نعمل فى إطاره سمح لنا بأن نخرج كل طاقاتنا، وكل فى مجاله خلف وأمام الكاميرا، حتى كانت النتيجة تقديم عمل فى منتهى الرقى، ويليق بالمشاهد، ولأجله تضافرت كل العناصر الفنية منهم الفريق الذى أعتبره ضمن الأبطال، وهم الأستايلست ياسمين القاضى، والكوافير مجدى خلف، والمكياج لياسمين مختار وأحمد قاسم، ومهندس الصوت المسؤول عن خروج مخارج الألفاظ بشكل مفهوم، كذلك المونتير أحمد حافظ الذى واصل تقديم إيقاع سريع للعمل بمعاونة المخرج، وبالطبع الموسيقار أمين أبو حافة. وهل وجدت صعوبة فى تقديم شخصية خلال فترة الخمسينيات؟ لا لأننى شخصيا أعشق هذه الفترات، وزمن الأبيض والأسود، والأثاث القديم، وكل ما هو كلاسيك، لذا كنت أقدم دورى «بمزاج»، فأعاد «جراند أوتيل» زمن الهوانم من جديد على الشاشة، والذى لا يرتبط فقط بالملابس، إنما بأداء وطريقة حديث ومعاملة. وماذا عن كواليس التصوير؟ كانت عظيمة، فكل مبدع فى «جراند أوتيل» يعمل بنية صافية، حتى إذا لم يكن لدى أحدنا تصوير كنّا نساند بعضنا، وهؤلاء الملتزمون بالتصوير فى مشاهد متتابعة كان الوضع أشبه بتسليم الراية.