"عتريس" السينما المصرية الذي أثار الجدل في عام 1969 بدوره في فيلم "شيء من الخوف"، حتى أن الفيلم منع من العرض لاعتباره يحمل إسقاطات سياسية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأدى فيه الفنان محمود مرسي، الذي وُلد بالأسكندرية في 7 يونيو عام 1923، دور "عتريس" الديكتاتور حاكم القرية الذي يسيطر عليها ويعاقبها ظلمًا حتى أحرقه الأهالي في النهاية. "جواز عتريس من فؤادة باطل"، كانت الجملة الأشهر في الفيلم، والتي رأى البعض أنها إشارة لرفض حكم عبد الناصر، ولذلك شكلت وزارة الثقافة لجنة لتقييم الفيلم، ووقتها شاهد عبد الناصر الفيلم فقال: "هو إحنا عصابة؟ لو أنا كده بأعمل زي عتريس، أستاهل اللي يجرى لي، ولو كنت ببشاعة عتريس كان الناس قتلوني"، وأضاف: "والله لو إحنا كده، نبقى نستاهل الحرق"، ثم أعطى الضوء الأخضر لعرض الفيلم. الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي كان صاحب اللمسات السحرية التي جعلت الفيلم يحمل اسقاطات سياسية، وذلك بعد التعديلات التي أدخلها على الفيلم، فرأى بعض النقاد أنه يرمز لحكم عبد الناصر ورأى آخرون أنه قد يرمز لحكم الملك فاروق، ومع ذلك نفى حسين كمال، مخرج الفيلم، هذا الكلام قائلًا: "لقد أطلق أعداء النجاح إشاعة مؤداها أننا نقصد بشخصية عتريس الرئيس جمال عبد الناصر". لم يكن هذا الفيلم هو السبب الأول في اعتقاد الكثيرين أن الفنان محمود مرسي شخصية سياسية ذات آراء ثاقبة، وإنما موقفه السابق من العدوان الثلاثي أكد هذا الاعتقاد، فبعد دراسته الإخراج السينمائي عمل مرسي مذيعًا بالقسم العربي بالإذاعة الفرنسية، وبعد تأميم الحكومة المصرية لقناة السويس تم طرده من باريس. سافر الفنان محمود مرسي بعدها إلى بريطانيا لاستكمال دراسته بمعهد السينما في لندن، وهناك عمل أيضًا مذيعًا بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية، إلا أنه ترك العمل وقدّم استقالته احتجاجًا على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكافأه الرئيس جمال عبد الناصر على هذا الموقف الوطني وعينه مخرجاً ومذيعاً في البرنامج الثقافي بالإذاعة.